يبدو أن الدول الأوربية باتت تدرك مدى خطورة المتطرفين الذين ينتمون إلى قوات الجيش الإسلامى المعروفة ب "داعش"ففيما يشبه الانتفاضة الأوروبية الجديدة ضد أعضاء داعش الذين ينوون العودة مرة أخرى إلى بلدانهم شددت عدد من الدول الأوروبية من إجراءاتها لملاحقة مواطنيها المنضمين للتنظيم الذى ينشط فى سورياوالعراق. وقال وزير الخارجية البريطانى "فيليب هاموند" إن الحكومة تدرس إمكانية توجيه تهمة الخيانة لحملة الجنسية البريطانية بين مقاتلى التنظيم المتطرف "داعش" فى حال عودتهم إلى بريطانيا وذلك كرد لانخراط العديد من الإنجليز فى مليشيات التنظيم المتطرف. وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن وزير الخارجية قال فى لقاء جمعه بنواب البرلمان البريطانى أول أمس الجمعة إن وزراء الحكومة الحالية يدرسون توجيه رد مناسب لانخراط العديد من الشباب البريطانى فى صفوف التنظيم الأكثر خطورة فى العالم مشيرا إلى أن تهمة الخيانة تعتبر الحل الأمثل حاليًا وتنتظره عقوبة السجن مدى الحياة ولم تشهد المحاكم البريطانية توجيه تهمة الخيانة إلى أحدهم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية فى أربعينيات القرن الماضى حيث شهدت بريطانيا انتقال 500 شاب وشابة من مواطنيها إلى التنظيم المتطرف عاد منهم 250 إلى المملكة المتحدة مما يجعلهم فى مواجهة تهمة الخيانة. وقال مارك راولى المسئول الوطنى عن مكافحة الإرهاب فى بيان إنه "منذ مطلع العام اعتقلنا 218 شخصا ونحن أمام عدد مرتفع بشكل استثنائى من التحقيقات المتعلقة بمكافحة الإرهاب موضحا أن المشكلة تكمن فى تزايد أعداد الشبان المفتونين وفى بعض الأحيان المستضعفين الذين يعتنقون الفكر المتشدد عبر الإنترنت تمثل خطرًا عظيمًا" ولفت إلى أن هناك 66 شخصًا اعتبروا فى عداد المفقودين يشتبه فى أنهم ذهبوا إلى سوريا. ويأتى هذا الإعلان بعدما اعتقلت السلطات البريطانية فى الأسابيع الأخيرة العديد من الأشخاص المشتبه بتورطهم بمؤامرات "كبيرة"، وكانت بريطانيا رفعت مستوى التأهب الأمنى فى البلاد فى نهاية أغسطس إلى درجة "الخطر" أى ما قبل الدرجة الخامسة والأخيرة وذلك لمواجهة التهديد الإرهابى المرتبط بسورياوالعراق ويعنى هذا المستوى أن وقوع هجوم أمر "مرجح جدا". وتقدر السلطات البريطانية عدد مواطنيها الذين ذهبوا للقتال فى سوريا أو العراق بحوالى 500 شخص وهى تخشى أن يعود أحدهم إلى المملكة المتحدة لارتكاب اعتداء ارهابى. وقال مكتب المدعى الاتحادى الألمانى إن الشرطة فى فرانكفورت اعتقلت مواطنًا ألمانيا عمره 27 عاما ويعتقد أنه قضى عاما فى القتال مع جبهة النصرة فى سوريا المتحالفة مع تنظيم القاعدة. وتذهب تقديرات أجهزة الاستخبارات الألمانية إلى أن نحو 450 شخصا غادروا ألمانيا للانضمام إلى الجماعات الجهادية فى سوريا وأن نحو 150 منهم عادوا إلى الوطن ويجرى اتخاذ إجراءات جنائية بحق نحو 200 مشتبه به. وأعرب عدد من الخبراء المتخصصين في الشئون الأمنية النمساوية عن قلقهم إزاء تكرار ظهور نمساويين يحملون الجنسية النمساوية من المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي في مقاطع فيديو دعائية على شبكة الإنترنت بشكل متكرر يتجاوز ظهور متطرفين إرهابيين تابعين لدول أخرى أكبر حجما من حيث تعداد السكان مقارنة بالنمسا مثل ألمانيا. ويرجع خبراء مكافحة الإرهاب وحماية الدستور في النمسا، السبب وراء الظهور اللافت والمتكرر لأفراد نمساويين وأشخاص يحملون الجنسية النمساوية من أصول شيشانية تركية إلى خطط التنظيم التي أعلن عنها مؤخرً أحد زعمائهم الإرهابيين إزاء النمسا كإحدي الدول التي يعتزم التنظيم استهدافها بعمل إرهابي خلال السنوات الخمس المقبلة حيث توقع خبراء مكافحة الإرهاب أن يتجاوز العدد الحقيقي للمرتزقة النمساويين الرقم الذي أعلنته وزارة الداخلية وحددته ب 140 أرهابى