لابد ان نقرر فى البداية ان "امن الملاعب مسؤولية الجميع"، وهنا اشارة واضحة لاهمية الدور الذي يلعبه المعنيون بالرياضة و تحديدا كرة القدم سواء اتحاد الكرة اوالاندية اوالاعلام الرياضي اوالجماهير اوالامن وذلك في الحد من شغب الملاعب والظواهر غير الحضارية التي تفرزها في العادة المنافسات الكروية بين الاندية في البطولات المحلية الرسمية.. وفى السنوات الاخيرة تنامت بشكل مخيف ظاهرة شغب الملاعب وتنوعت ما بين الاساءة اللفظية او التخريب والتكسير مرورا بقطع الطرق والاعتداء البدني، واخيرا وصلت الى حد القتل – وكان المتهم الرئيسى فى كل هذه الجرائم هو الالتراس .والالتراس اصبحت كلمة سيئة السمعة وارتبطت عند الكثيرين بأعمال البلطجة و العنف والاخلال بالامن العام .. بالرغم من كونها الكلمة التى يرتبط بها صفات النظام ،، العمل الجماعي ،، الحرية ،، الاتحاد . الانتماء و الولاء و العمل الجاد من أجل تحقيق النجاح .. فمعظم روابط المشجعين او الالتراس فى العالم مثالا يحتذى به فى السلوك الحضارى وعدم الخروج عن النص والمحافظة على الشكل و الذوق العام و الالتزام بالتعليمات بل ان بعض الروابط وصل بها الحال الى تنظيف مكان جلوسهم قبل مغادرة الملعب ليضربوا أروع الامثلة فى السلوك الحسن الذي نطمح للوصول إليه ليكون حضورنا إيجابي خاصة في ظل النقل العالمي للمباريات عبر القنوات الفضائية المنتشرة في كل أرجاء العالم . ولكن الوضع فى مصر اصبح مختلفا الان بسبب الحالة التى وصل اليها التشجيع فى مصر والجرائم التى ارتكبت سواء فى الملاعب وداخل الاندية المصرية او خارجها .ولكن ليس الالتراس وحده هو الذى يتحمل مسئولية شغب الملاعب بالرغم من كونهم هم الاساس او الاداة الرئيسية فى الشغب ولكن لابد ان لا نغفل الاسباب الاخرى اذا كنا بصدد حل هذه المشكلة او القضاء عليها ونقصد بالقضاء عليها هو القضاء على اعمال الشغب التى تصاحب التشجيع الرياضى وليس القضاء على الجماهير.وفى مقدمة هذه الاسباب تصرفات اللاعبين فى الملاعب و استفزازهم للجماهير او الاداء السيئ للتحكيم وكذلك المدربون والاداريون الذين يقحمون انفسهم فى مهاترات مع اللاعبين المنافسين او مجالس ادارتهم او حتى الجماهير المنافسة ويأتى بعد ذلك الدورالهام للاعلام الرياضى فهناك بعضا منهم لم يفهم رسالته جيدا وبدلا من ان يكون الداعم والراشد للجماهير ويقرب وجهات النظر بينهم ونزع فتيل الاثارة اصبح يقوم بالعكس ونأتى بعد ذلك الى الامن ودوره والمعروف على مستوى العالم كله ان من يقوم بتامين المباريات اما شركات امن خاصة او شرطة مدربه تدريبا على اعلى مستوى للتعامل مع الجماهير والعامل الاخطر فى ظاهرة شغب الملاعب هو قيام بعض السياسين بمحاولة توظيف روابط الالتراس وتنظيمهم ووحدتهم وحماسهم فى تحقيق اهداف سياسية تخدمهم وبالتالى خرج الالتراس او روابط المشجعين من المحفل الرياضى الى الصراع السياسى ودخول الالتراس الى المعترك السياسى لم يظهر الا بعد ثور 25 يناير خصوصا وان مجموعة الالتراس اعطت الحرية لكل فرد فى التعبير عن اتجاهاته السياسية وبالتالى كان وجودها ملموسا بداية من جمعة الغضب يوم 28 يناير ومن هنا كان تحول الالتراس من الرياضة الى السياسة حيث رأت العديد من الجماعات والشخصيات الاستفادة من قدرتهم التنظيمية الكبرى ووخبرتهم فى التعامل مع رجال الشرطة اثناء الاحتكاك بينهم وظهرت بعد ذلك مجموعات الالتراس فى العديد من المليونيات والاحداث التى مرت بها مصر منذ الثورة حتى الان واذا كنا نبحث عن حل هذه المشكلة التى اصبحت لا تهدد الرياضة فقط بل تهدد امن الوطن كله واذا كنا نبحث عن عودة الجماهير مرة اخرى الى ملاعب كرة القدم واقصد هنا بالجماهير ليست جماهير الروابط فقط بل الجماهير التى نراها فى المباريات الدولية من رجال ونساء وشباب وعائلات هدفهم واحد وهو الاستمتاع بكرة القدم وتشجيع فريقهم بشكل مثالى ولا يخرج احد عن اللوائح والقوانين والقيم الاجتماعية فلابد من تحقيق عدة عناصر اولها هو المقترح الجديد الذى سيتى ضمه الى قانون الرياضة بشأن تنظيم التشجيع والقضاء على شغب الجماهير واؤكد هنا على ضرورة ان يضم قانون الرياضة الجديد انشاء محكمة رياضية حيادية يتم اللجوء اليها لحل اى نزاع يقع بين الاندية وبعضها وتكون قراراتها ملزمة للجميع كما يجب تجريم اى اساءة تتم من اى طرف من اطراف المعادلة (اندية – لاعبين – اتحاد كرة – جماهير- امن – اعلام رياضى) كما يجب ايضا ان تكون هناك حملات توعية مستمرة للجماهير لنبذ روح التعصب الموجودة وخصوصا بين الروابط وبعضها البعض وكذلك بين الروابط والامن كما يجب ان تكون هناك قاعدة بيانات مثل كل دول العالم التى تحارب هذه الظاهرة وتضم العناصر التى تقوم باعمال شغب او المحرضين لها ومنعهم من دخول المباريات ويأتى هنا دور الامن والمتمثل فى قيامه حفظ الامن دون اى اساءة للجماهير الملتزمة ومنع دخول الاشياء التى تستخدم فى اعمال الشغب مثل الصواريخ والشماريخ وغيرها ومعاقبة من يحاول ادخالها الى الملعب ومعاقبة من يستخدمها فى حال تهريبها كما يجب ان لا نغفل الدور الهام للاعلام والاعلاميين العاملين فى هذه المنظومة فيجب ان يتسم الاعلام الرياضى بالحيادية وعدم اثارة الفتنة بين الجماهير و الاهم هو قيام وسائل الاعلام بعدم نشر اى اخبار تسيئ لاى طرف والاهم هو محاولة تقريب وجهات النظر بين الجميع و ووأد الفتنة فى بدايتها وكذلك التوعية المستمرة . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.