يعيش الفرد منا لحظات حيرة شديدة عند رؤيته مشاهد الرعب لجماعات مثل داعش والقاعدة والاخوان المسلمين عند وقوع أحد معارضيهم تحت أيديهم من تنكيل وتعذيب وقتل غير مبرر بل وذبح كما تذبح الضحايا في الطقوس الوثنية علي المذابح في استعلاء يتنافي مع الايمان. ويتساءل المرء منا ما هي نقطة التحول الأيديولوجي التي نقلت هذه المخلوقات من المرحلة الطبيعية من النفور من مثل هذه الأعمال الي ما يشبه تلذذ الانسان البدائي بممارسة القتل بطرق وحشية. والتساؤل هنا ليس كبحث أكاديمي ولكنه البحث عن جذور المشكلة لايجاد الحل كما يقوم الأطباء باجراء الأبحاث العلمية لمعرفة مسببات الأمراض لتوفير العلاج الناجع لجذور المرض وليس لتخفيف أعراضه. أعتقد أني فد أكون عثرت بالصدفة البحته علي أحد جذور المرض النفسي والأيديولوجي للتطرف خلال مناقشه تختص بأصل الايمان مع بعض أعضاء جماعة الاخوان والتي انبثقت من خلالها ومن فكر منظرها سيد قطب جميع حركات التطرف شاملة الجهاد والتكفير والهجرة والقاعدة وصولا لداعش وجل مؤسسيها ان لم يكن كلهم بدأوا أعضاء في جماعة الاخوان. كنت أتحدث عن نعمة الايمان وأنها نعمة خالصه لله فأجابوا بان شيوخهم قد أفتوهم بأن المرء هو الذي يهتدي الي الله ثم يزيده الله هدي مستشهدين بالآية الكريمة "والذين اهتدوا زادهم هدي وآتاهم تقواهم" سورة محمد الآية 47 وتفسيرهم للآية الكريمة "انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء" سورة القصص الأية 56 بأن المشيئة هنا تعود علي العبد والرد علي ذلك يسير بقول الله تعالي في سورة يونس الآية 100 "وما كان لنفس أن تؤمن الا باذن الله" وتفسير ذلك لاخلاف عليه في سائر التفاسير ومنها تفسير القرطبي "أي ما ينبغي أن تؤمن نفس إلا بقضائه وقدره ومشيئته وإرادته" والرد علي الحجة الثانية أيضا من القرءان في سورة التكوير 29 "وما تشاءون الا أن يشاء الله رب العالمين"وذكر أن السبب الذي من أجله نزلت هذه الآية، ما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى لما نزلت ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) قال أبو جهل ذلك إلينا، إن شئنا استقمنا، فنزلت ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين). من الواضح أن العنف يتولد من الاستعلاء وأن سببه خلل عقائدي يصلح لبدء مراجعات فكرية لتجفيف منابع الارهاب.