أكد باحثون تاريخيون بمحافظة قنا، أن مسلسل "سرايا عابدين " لم يحالفه الحظ في كتابة عرض تاريخي ودرامي مشوق للخديوي إسماعيل، الذي كان أول حاكم لمصر تعرض صورته وهو علي فراش الموت في منفاه بتركيا، مؤكدين أن كتاب العمل الدرامي لهم العذر بسبب اختلاف المصادر وتنوعها في سيرة الخديوي إسماعيل . وأوضح فرنسيس أمين باحث ل"بوابة الأهرام "، أن المسلسل استعرض عشق الخديوي إسماعيل للنساء، وهي حقيقة لاتقبل الجدال، لافتًا إلى أن الخديوي إسماعيل في إحدى رحلاته لفرنسا قام بشراء قصر من والد فتاة أعجب بها، وقام بإهداء القصر لها، مشيرًا إلي أن هذه الواقعة تعرض جانبًا كبيرًا من نواحي حياة الخديوي إسماعيل، الذي كان الإسراف والتبذير في طبعه، وفطرة إنسانية بداخله. كان المسلسل قد قوبل بهجوم من باحثين تاريخيين، بسبب رؤيتهم أن المسلسل لم يقدم سيرة كافية لباني مصر الحديثة، وأحد أهم الحكام المصريين جدلا في التاريخ الحديث، بسبب اسهاماته في البناء، واخفاقاته المتعددة في حلمه في الوجود المصري في أفريقيا، والذي كلف مصر الكثير من الأموال والرجال في حروب المنابع والوجود في القرن الأفريقي. وأوضح الدكتور فرغلي طوسون، أن الخديوي إسماعيل لم يصب بالعمي في صغره كما ألمح المسلسل الذي يعرض حاليًا، بينما أصيب مثلما أصيب أبناء عصره بالرمد، لافتًاًأن كوارث الخديوي إسماعيل لا تخفى علي أحد، فقد أقام احتفالية حفر وإنشاء قناةالسويس بمبلغ 3ملايين و360 ألف جنيه، وهي الميزانية التي لم تحتملها خزينة الدولة، والتي أدت إلي ضياع مصر. ولفت طوسون إلى أن عصره كان به الكثير من الرشاوي والغرائب، و أنه قام بإعطاء أموال كثيرة لجلابي العبيد كي يكفوا عن تجارة العبيد، وقاموا بأخذ الأموال ثم عادوا للتجارة مرة أخرى، وهي واقعة تثبت ضعفه. وعاد فرنسيس أمين ليؤكد أن المصادر الإنجليزية وصفت الخديوي بالشيطان، فيما كانت المصادر الفرنسية تتنوع في سيرته مابين أنه شيطان وبين أنه رجل وطني، مضيفًا أن المصادر العربية قبل ثورة يوليو ومابعدها، أخذت منحى المصادر الفرنسية، وهذا ماجعل العمل الدرامي للخديوي إسماعيل يأخذ هذا المنحى بين الرضا وعدم الرضا. وأشار أن الخديوي كان هو الحاكم المصري الذي تم تصويره علي فراش الموت، وهو يموت بالكبد بعد رفض تركيا دفن جثمانه في وطنه مصر. وأوضح فرنسيس، أن مايقال عن سيطرة النساء علي الخديوي إسماعيل، كانت سمة مميزة هو رأي ضعيف، مشيرًا إلي أن الخديوي رفض أن يعطي ملكة فرنسا "أوجيني" آثارًا تم اكتشافها في البر الغربي في الأقصر، وقال قولته الشهيرة "أسألي ابن جلدتك مرييت "، والذي كان يتولى مصلحة الآثار آنذاك، مؤكدًا أن وطنية إسماعيل كانت ظاهرة، فيما كانت حياته الشخصية مغايرة ومتنوعة.