غاب العرب جميعًا عن مهرجان "كان" السينمائي، وحضرت سوريا. فقد عاد المخرج أسامة محمد، المعارض للنظام السوري، إلى "كان" بعد غياب، بفيلمه "ماء فضّي اللون" الجديد، الذي يقدم فيه للعالم "بروفيل" لسوريا اليوم، لسوريا ما بعد ثلاثة أعوام من حرب أهلية لا يرى لها نهاية. وثمة فيلم، رفيق في العروبة إلى حد ما، في المسابقة، هو فيلم "توبوكتو"، للموريتاني عبد الرحمن سيساكو. لكن هذا المخرج يعد غالبًا في فئة السينما الفرانكوفونية. ... ولا أميركيون! غاب العرب، وغاب حتى ذكرهم. فها هي مدينة كان تستقبل ضيوفها النجوم من كل أنحاء العالم، باناقتهم المعهودة... يأتون إليها جميعًا إلا الأميركيون. وهنا بيت القصيد. فأين الأعمال الأميركية في مسابقات "كان" السينمائية؟ فهوليوود لم تعد تأت إلى المهرجان بما لذ وطاب من الأفلام، كما كانت في السنوات الآنفة، بل لا يعدو اشتراكها إلا رفع عتب ليس أكثر. فقد تناقص اهتمام الأميركيين بمهرجان كان بالرغم من حضور نخبة المخرجين والنجوم، أمثال نيكول كيدمان، التي تؤدي دور غريس كيلي في فيلم الافتتاح "غريس أوف موناكو" للفرنسي أوليفييه دهان، الذي يحوم حول آخر أعوام كيلي أميرة على موناكو قبل مقتلها بحادث سيارة. عادوا ثمة أفلام رائعة في المسابقة هذا العام، ممهورة بتوقيع نخبة من المخرجين، ينتظر العالم إنتاجهم عامًا بعد عام، أمثال الفرنسيان أوليفييه السايس وجان لوك غودار، والإنكليزي مايك لي، واليابانية نوومي كافاسي، والتركي نوري بلجي جيلان، والروسي اندريه زفياغنتسيف. يتدفق هؤلاء، والمئات غيرهم، مساء الأربعاء ليملأوا المكان بابتساماتهم، في مهرجان يصوغ التوجهات الجديدة في عالم السينما كل عام. ومنهم ايضًا النجمة الايطالية صوفيا لورين، السعيدة للعودتها إلى كان مرة اخرى، لكن هذه المرة ضيفة شرف فى احتفالية كلاسيكيات السينما، إذ ستقدم ما اطلقت عليه ادارة المهرجان "درس السينما"، تتحدث خلاله عن تجربتها فى التمثيل مع عمالقة الاخراج السينمائى فى العالم. تنافس على السعفة الذهبية وتتنافس هذا العام 10 أفلام على السعفة الذهبية لأفصل فيلم قصير، تعكس قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة مستدعاة من الماضي أيضًا، تم اختيارها من بين 4500 فيلم عرضت على اللجنة المكلفة بالاختيار. من هذه الأفلام "مي سانتا ميردادا" للمخرج الفارو بورنتى من بورتريكو، و"جاسب" للالمانى ايتشيه بيتينجا، و"هذا الطريق أمامي" للفرنسي محمد بوركبا هامي، و"فلسطين صندوق الانتظار للبرتقال" لبسام شخص من سوريا، و"الرئيس" لجريجراد دافيد من الولاياتالمتحدة، و"انقلاب الليل" لزيا مانفيفالا من نيوزيلندا، و"رئيس العصابة" لكلوي روبيشو من كندا، و"خريج السجون" للاسترالي ميكائيل سبيسيا، و"كوكاينييه" لايميلى فرهامي من بلجيكا، و"صامت" لريان يسيلباس من تركيا. ويتوقع الكثيرون ان تثير هذه الاعمال السينمائية القصيرة جدلًا كبيرًا بين المشاهدين، نظرا لجرأتها فنيًا وفكريًا.