الحمد لله الذى أنعم على من عصاه وإذا سأله أعطاه حجب لواحظ الأعين فى الدنيا عن ذاته فلا عين تراه، من توكل عليه كفاه ومن فوض إليه أمره هداه القائل فى حديثه القدسى »عبدى .. امرتك فتوليت ونهيتك فتماديت وسترت عليك فتجرأت وأعرضت عنك فما باليت يامن اذا مرض شكى وبكى واذا عوفى أعرض ونأى يامن إذا دعاه العبد لبى ومشى واذا دعاه الجليل أعرض ونأى يامن اذا دعانى أجبته واذا أقبل قبلته واذا استغفرنى غفرت له وأنا الغفور الرحيم وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله القائل فيما يرويه عن رب العزة »عبدى إننى خلقت الشيبة من نورى وانى استحيى أن أعذب نورى بنارى فاستحى منى ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له ما يبكيك يارسول الله قال أبكى ممن يستحى الله منه وهو لا يستحى من الله« حقا إن حب الله اذا تملك فى شراك القلب جعل المستحيل ممكناً فهذا إبراهيم الخليل عندما كسر أصنام القوم وقالوا له من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ فأشار الى الصنم وقال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون فبنوا له حظيرة طولها 70 ذراعاً وعرضها أربعين ذراعاً وقالوا »حرقوه« وانشروا آلهتكم إن كنتم فاعلين فلما أشعلوا النار وأرادوا ان يلقوا الخليل إبراهيم أرسلوا له عشرة فلم يقدروا فأرسلوا له مائة فلم يقدروا على إلقائه فقال لهم الخليل لن تقدروا على إلقائى إلا اذا ذكرتم بسم الله الرحمن الرحيم ألن يعلموا أن بسم الله الرحمن الرحيم هى التى أتت بعرش بلقيس من بلاد اليمن إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم لأن الباء فى بسم الله ب البهاء والسين سناء والميم ملته وعليائه فأن يقول لك الله عبدى خلقتك فأنا الله وربيتك فأنا الرب وسترت عليك فأنا الرحمن وغفرت لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فأنا الرحيم أشار عليهم إبليس ان يصنعوا منجنيق وعندما يضعوا الخليل إبراهيم فى المنجنيق وقذفوه فى الهواء جاءه جبريل وقال له يا خليل الله ألك حاجة قال أما إليك فلا قال له يا إبراهيم إسأل ربك نفسك.. قال: علمه بحالى يغنى عن سؤالى قال له جبريل يا إبراهيم ألا تخاف من النار قال من صنعها؟ قال النمروذ قال من أمر بها؟ قال الجليل قال الخليل يرضى بما أمر به الجليل قلنا يا نار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم.