السؤال: لقد كان النبي "صلي الله عليه وسلم" لا يصلي علي من مات وعليه دين فهل يجوز لنا الاقتداء بالنبي "صلي الله عليه وسلم" في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: من طبيعة المسلم أن يسعي إلي رد الحقوق إلي أهلها ولا يتأخر في براءة ذمته وتأمينها من عذاب الله لخبر عقبة بن عامر- رضي الله عنه- انه سمع النبي- صلي الله عليه وسلم- يقول: "لا تخيفوا انفسكم بعد أمنها" قالوا: بماذا يا رسول الله؟ قال: "الدين" ولقد كان الرسول الأعظم "صلي الله عليه وسلم" كثيراً ما يستعيذ بالله عز وجل من غلبة الدين فكان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من البخل والجبن وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" اخرجه ابوداود.. كما بين الرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم" أن من أخذ أموال الناس يريد آداءها أدي الله عنه ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله تعالي. وفي إطار هذا التوجيه الإسلامي كان الرسول "صلي الله عليه وسلم" في صدر الإسلام لا يصلي علي من مات وعليه دين زجراً للناس عن التهاون في الاستدانة وعن التقصير في رد الحقوق إلي أهلها ثم نسخ ذلك بقوله "صلي الله عليه وسلم": أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعليَّ قضاؤه ومن ترك مالاً فلورثته". وبالتالي فالصلاة علي المدين قائمة في جميع الاحوال ورغم أن النبي صلي الله عليه وسلم كان في بداية الدعوة لا يصلي علي المدين للمبادرة إلي سداد الديون إلا أنه كان يأمر أصحابه بالصلاة عليه لأن الصلاة علي الميت تكرمة له وترحماً عليه وفي الترمذي عن علي بن ابي طالب- رضي الله عنه- أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له: يا علي: ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت والجنازة إذا حضرت والآيم إذا وجدت كفئاً". المصدر: جريدة " المساء " المصرية .