محيط: أكد المفتي العام للمملكة الأردنية الهاشمية سماحة الدكتور نوح علي سلمان أن التعامل بالبورصات العالمية حرام ولا يجوز شرعا نظرا للأضرار والمخاطر المالية التي تتضمنها هذه التعاملات. وقال، بحسب وكالة الأنباء الأردنية ، أن مجلس الإفتاء الذي يضم نخبة من العلماء المشهود لها بالنزاهة والاستقامة هو الذي يبت في القضايا العامة والمستجدة بحسب ما تقتضيه مصلحة البلاد والعباد لافتا إلى الفتوى التي أصدرها المجلس2006 بتحريم التعامل بالبورصات العالمية . وأضاف ان كليتي الشريعة في الجامعة الأردنية واليرموك نظمتا يوما علميا خلال الفترة الماضية لبحث موضوع التعامل بالبورصات العالمية وكذلك مجمع الفقه الاسلامي في مكةالمكرمة وقررت كلها تحريم التعامل بالبورصات العالمية حفاظا على مصلحة العباد على اعتبار انهم يتعاملون ببيع وشراء العملة ، والقاعدة الشرعية انه يشترط لبيع العملة بالعملة القبض وهذا التعامل شبيه بالقمار". وقال ان أصحاب شركات البورصة يدعون المتعاملين لايداع مبلغ معين من المال لديهم لاعطائهم في المقابل أرباحا شهرية محددة ، الا انه مهما كان نوع البضاعة التي يتعاملون بها فانها تعتبر في أحسن الأحوال مضاربة فاسدة والتعامل بها حرام لأن المضاربة محرمة شرعا. وأكد أن هذه الضوابط التي وضعتها الشريعة الغراء يراد بها مصلحة الناس بالدرجة الأولى وعدم أكل أموالهم بالباطل ، ولذلك فان الذين خالفوا هذه الأحكام الشرعية وقعوا في الخسارة ، لافتا أن الانسان العاقل يدرك أن الأرباح مبالغ فيها وغير معقولة بحسب المنطق والمعايير الاقتصادية السائدة ، وهذه الحقيقة تؤكد وجود خلل لا تظهر نتائجه فورا ولذلك نرى البعض يتحدث عن أرباح وثروات من زاوية لكنهم يسكتون عن ذكر الخسائر التي تلحق ببعض المضاربين. وقال انه من المؤسف حقا أن تباع الأراضي وذهب النساء وغير ذلك من المدخرات الثمينة التي تحتفظ بها الأسرة من أجل هذه المضاربات التي قد تؤدي الى الانهيار السريع والخسارة المحققة ، مؤكدا أن مجرد الكسب لا يعني أن الأمر مشروع . ودعا الناس الى لزوم تقوى الله تعالى وأن يبحثوا عن الدخل الحلال المشروع مشيرا الى قول العلماء "من أكل الحلال أطاع الله شاء أم أبى ومن أكل الحرام عصى الله شاء أم أبى" فالكسب الحلال كالطعام الصحي والكسب الحرام كالطعام الفاسد لا بد أن تظهر نتائجه في الدنيا قبل الآخرة مشيرا الى قوله تعالى "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون" وقوله صلى الله عليه وسلم "كل لحم نبت من الحرام فالنار أولى به". و فيما يتعلق بالمساهمة بالشركات المعروفة قال ان المساهمة بالشركات التي تتعامل بالسلع والخدمات المشروعة والتي يمكن الانسان أن يطلع على موقفها المالي خاصة فيما يتعلق بالحسابات والموجودات فنرجو الله تعالى أن لا يكون في ذلك بأس اذا كان المقصود الاستثمار والله سبحانه وتعالى أعلم.