السؤال: ما حكم الدين فيمن يترك الإمامة خوفاً من المسئولية مع وجود العلم والقرآن. وهل عليه وزر إذا تركها لمن هو أقل منه في العلم والقرآن؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: فإن الإمامة منصب خطير. فقد كان يتولاه رسول الله صلي الله عليه وسلم بنفسه طوال حياته كما تولاه خلفاؤه الراشدون من بعده لذا اشترط فيمن يتولاه أن يكون علي دراية بأحكام الصلاة حتي يستطيع أن يجبر الصلاة إذا حدث فيها خلل. كما يجب أن يكون متقنا للقدر الذي يؤم به الناس من القرآن الكريم لذلك جعل رسول الله صلي الله عليه وسلم من يتقدم للإمامة علي مراتب ففي الحديث الشريف الذي أخرجه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالي. فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سناً والمراد بالاقرأ في الحديث الذي يجمع بين الحفظ المتقن للقرآن أو لبعضه مع العلم بالأحكام. فقد قال ابن مسعود ما كنا نتجاوز عشر آيات حتي نعرف حكمها وأمرها ونهيها.. لكن هذه المراتب علي الاستحباب والندب وليس علي الوجوب. فمن كان أكثر علماً وقرآنا يجوز له أن يصلي خلف شخص أقل منه في ذلك بشرط أن يكون علي دراية بأحكام الصلاة ومتقن للقدر الذي تصح به الصلاة بل أجاز الشافعية الصلاة خلف من يتقن حفظ الفاتحة فقط. لكن لا وزر علي من تركها تورعاً لمن هو أقل منه قرآنا وعلماً..لذلك نقول: الأفضل لمن كان أكثر قرآنا وعلماً أن يتقدم للأمانة إذا طلب منه ذلك ولا يتورع عنها إلا إذا وجد من يصلح للإمامة فمنصب الإمامة منصب خطير فلا يتقدم إليها إلا من كان أهلاً لها. لذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أئمتكم شفعاؤكم" . والله أعلم. المصدر : جريدة " الجمهورية "