سؤال: ماحكم الدين في استبدال الأضحية بقيمتها النقدية مالا بدلا من توزيعها لحوماً علي المستحقين؟ يجيب الدكتور عبداللطيف محمد عامر استاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول،بحسب جريدة الجمهورية،: الأضحية في مدلولها الشرعي هي مايذكر تقربا إلي الله تعالي في أيام النحر بشرائط مخصوصة. وقد شرعت بقوله تعالي: "فصل لربك وانحر" ويقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا" والحكمة في مشروعيتها تتمثل في شكر الله تعالي علي نعمة الحياة. وفيها احياء لسنة إبراهيم عليه السلام إذ امتثل لامر ربه بذبح ابنه اسماعيل حتي فداه الله بذبح عظيم. ومن هنا فإن احياء هذه الشعيرة تحقيق التوسعة علي النفس وعلي الأهل والتحدث بنعمة الله تعالي تحقيقا لقوله تعالي: "واما بنعمة ربك فحدث" كما يؤكد تصديق ما أخبره الله به من انه خلق الانعام لنفع الإنسان واذن في ذبحها ونحرها لتكون طعاماً له واحياء لذكري عظيمة تتمثل في امتثال ابينا ابراهيم لإرادة الله تعالي. وبناء علي هذا الفهم المستنبط من حكمة تشريع الاضحية فإنه لايقوم غير الاضحية من الصدقات مقامها حتي لو تصدق انسان بشاة حية أو بقيمتها في أيام النحر لم يكن ذلك مغنياً له عن الاضحية ذلك لأن الوجوب في النحر يتعلق بإراقة الدم والاصل ان الوجوب إذا تعلق بفعل معين لايقوم غيره مقامه كالصلاة والصوم. وإذا كان قد نقل عن ابي حنيفة جواز دفع القيمة فقد كان ذلك في الزكاة التي تؤدي من عين المال أو بقيمته تيسيراً علي الفقراء. أما الاضحية فانها من شعائر الإسلام حيث ضحي رسول الله صلي الله عليه وسلم والخلفاء من بعده وحيث قال رسول الله: "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلي الله من اراقة دم وان الدم ليقع من الله بمكان قبل ان يقع علي الأرض فطيعوا بها نفساً" واما توزيع القيمة فإنه يعد صدقة لا أضحية وهناك فرق بين الاضحية والصدقات. "والله أعلم"