الأول من نوعه في العالم العربي انطلاق مشروع مركز الشرق الأوسط للعلاج بالموسيقى محيط – سهير عثمان
شهدت العاصمة الأردنية عمان إطلاق مشروع مركز الشرق الأوسط للعلاج بالموسيقى، وهو المركز الأول من نوعه في العالم العربي في هذا المجال. ويهدف هذا المشروع - وفقا لما ذكره مدير عام المعهد الوطني للموسيقى كفاح فاخوري - إلى تأهيل مجموعة من حملة البكالوريوس في تخصص العلاج بالموسيقى من جهة، وتقديم خدمة العلاج بالموسيقى لمن يحتاج إليها من المرضى صغاراً وكباراً ومن ذوي الاحتياجات الخاصة والمساجين ومن الأشخاص الذين يتعرضون للعنف في الحروب والسجناء ومرضى الزهايمر وغيرها من الأمراض النفسية والاجتماعية.
وأشار فاخوري إلى أن مدة الدراسة بالمركز أربع سنوات، يتحمل الطالب خلالها تكلفة الدراسة التي تصل إلى نحو أربعة آلاف دولار سنويا، حيث أن هناك خطة دراسية معترف بها تؤهل الطالب للحصول على درجة البكالوريوس، مؤكدا أن الطالب العربي يستطيع التفاعل مع المريض لأن هناك لغة مشتركة وتراث وعادات تساعد في فهم شخصية المريض المتلقي للعلاج. ووفقا لما ذكره راديو سوا ، أكد فاخوري أن المشكلة التي تواجه عمل المركز تتمثل في ربط البعض بين الموسيقى والسلبيات التي لحقت بها مما يجعلهم يرونها وسيلة للانحلال ويجهل الكثيرون أنها وسيلة لإتمام الشخصية ، معربا عن قناعته التامة بأن ما يقوم به المركز سيغير الصورة السلبية عن الموسيقى لتظهر جوانبها النبيلة، و لتصبح أمراً أساسياً في الحياة. يشار إلى أن فاخوري تسلم إدارة المعهد الوطني للموسيقى سنة 1988، وقدم العديد من المشاريع الموسيقية التي طورها المعهد مثل أوركسترا عمان السيمفوني وفرقة عمان للموسيقى العربية ومركز الشرق الأوسط للعلاج بالموسيقى.
وكانت دراسة علمية سابقة أجريت في جامعة جافيريانا ومركز نيو إنجلند الطبي في الولاياتالمتحدة أثبتت أن العلاج بالموسيقى يخفف من الألم الذي يشعر به المريض بعد إجراء عملية جراحية.
واعتمدت نتائج تلك الدراسة على نتائج 14 دراسة أخرى أجريت سابقاً على 489 مريضاً ممن أجريت لهم عمليات جراحية.
ومن خلال تلك الدراسات وجد الباحثون بأن الموسيقى لا تخفف من الحاجة لعقار المورفين فقط، وإنما تخفف شعور المرضى الذين استمعوا لها بالألم أكثر من هؤلاء الذين لم يستمعوا للموسيقى.
وتقول المشرفة علي الدراسة الدكتورة سوليداد سيبيدا "إن العلاج بالموسيقى كان مجرد نظرية في السابق، إلا أن الدراسة التي أجريناها أثبتت صحة هذه النظرية من خلال مساعدة الموسيقى على تخفيف الحاجة للعقاقير المسكنة والشعور بالألم .
التفسير العلمي للعلاج بالموسيقي
يحتل العلاج بالموسيقى الآن موقعاً هاماً فى مسيرة الطب الحديث، حيث أسهم فى علاج العديد من الأمراض التى لم يكن بالإمكان التغلب عليها بإستعمال الأدوية الأخرى التى ثبت عدم جدواها فى مثل هذه الحالات .
وحول التفسير العلمي لذلك يقول الدكتور عماد الحسيني في حديث سابق مع جريدة البيان الإماراتية : " تفسر الفيزياء الحديثة ذلك بأن الموسيقى ما هى إلا أجزاء من المادة له ذبذبات محددة تمثل حالتها الطبيعية . ومن المعروف أنه حتى الدقائق دون الذرية كالإلكترونيات التى تدور حول نواة الذرة تتميز بوجود تردد محدد لها، وبما ان أجسامنا في نهاية الأمر مكونة من ذرات فان أعضاءنا هى الأخرى لكل منها تردد موجي بعينه يمثل حالتها الصحية السوية ، وذلك على الرغم من عدم سماعنا لها ، حيث أنها ترددات متناهية الصغر .
وتختل هذه الترددات عن نمطها الأساسى عند حدوث مرض ما ينتاب الإنسان أو حتى حدوث تغير فى حالته المزاجية ، لذا يمثل العلاج بالموسيقى موجات موجهة ذات تردد فعال يعدل اختلال الموجات في الأجزاء المصابة ويعيدها الى حالتها السوية .
وهناك تفسير ثان يرى أن الصوت عبارة عن موجات صوتية تتحول لنبضات تسري في الأعصاب بمجرد أن تصل الى آذاننا ، ومنها الى المخ ، حيث يتم تفسيرها ، وهنا يبدأ الجسم فى التفاعل معها. وتؤثر تلك الموجات عندما ترتطم بالجسد مسببة ارتجاجات ميكروسكوبية خافتة جدا، تكفي لتنشيط الخلايا والدورة الدموية الدقيقة في الجزء الذي ترجه
وهناك تفسير ثالث يرتكز على مفهوم مراكز الطاقة في الجسم تبعا لطب «الايوروفيدا» الهندي ، والذى يقر بوجود ثمانية مراكز كل منها تسمى "شاكرا" موزعة على طول الجسم تتولى تنسيق تدفق الطاقة بين الأعضاء.
ويعتقد الدكتور "هالبرن" وهو أحد الدارسين للطب الغربي وطب الايوروفيدا ان كل "شاكرا" لها ذبذبة معينة ذات علاقة بالسلم الموسيقي وهذه الذبذبات تختل بالمرض والضغوط ، والعلاج بالموسيقى يعيد إليها حالتها الترددية الطبيعية .
وتوضح الدكتورة معتزة عبد الرحمن الأستاذة بكلية العلوم في جامعة القاهرة الأمر، بأن الخلية الحية فى جسم الإنسان تحتوي على قرابة من 70 إلى 80% من الماء وهى تتأثر باستقبال الذبذبات الصوتية , والتى تتحول بدورها لموجات كهرومغناطيسية تولد طاقة نظيفة تفجر الطاقات المكبوتة ، هذا فضلاً عن انخفاض معدلات الإصابة بما يعرف بالجوع العصبي ، حيث أن الإيقاع يشعرنا أكثر بذاتنا ويدلنا على ما نحتاج إليه من غذاء , وبالتالي تقليل كمية الطعام بسبب التركيز الذهني مع كل آلة موسيقية وكل نغمة صادرة منها الى ان تمتزج جميع الآلات وتصبح كالأوركسترا , وهو الأمر الذى يسهم بدوره فى الحفاظ على اتزان آلية الجسم الذي يحدد العلاقة بين الجوع والشبع ، وبالطبع يفيد ذلك علاج السمنة والبدانة عن طريق تحديد نوع الموسيقى ومدى ذبذباتها.
وتقول الدكتورة نبيلة ميخائيل الأستاذة بكلية التربية الموسيقية بأنه لا تناقض على الإطلاق بين الموسيقى والعلم, وقد كان العلماء هم الأسبق في الكشف عن إمكانيات الموسيقى وتأثيراتها المختلفة على الإنسان, والعلاج بالموسيقى هو عبارة عن تنظيم إيقاع الحركة داخل الجسم الحي بواسطة موجات الموسيقى سواء عن طريق الاسترخاء المفيد للكثير من الحالات المرضية أو عن طريق تحقيق نسبة معينة من التوافق بين التنفس وسرعة النبض, والإنسان والموسيقى كلاهما يعتمد على الإيقاع إذا اختل حدثت الفوضى وإذا انتظم تحقق الاتزان.
وكان الباحثون قد اكتشفوا فعالية الموسيقى في تنشيط إفراز الاندورفينات وهى مواد طبيعية تتشابه في تركيبتها مع المورفين. ومن المعروف أن الاندورفينات التى اكتشفت عام 1972، هي أحد أنواع البيتبيد Peptides، وهى أيضاً هرمونات تفرزها الغدة النخامية، وتعد اللوزتين والجهاز الليمفاوي أبرز مراكز تجمعها ، حيث يحتويان على مجموعة كبيرة من الخلايا التي تفرزها.
وكما يقول هؤلاء الباحثين أنه بمجرد اكتمال هذا الاكتشاف سيكون من المتوقع حدوث تغيير جذري في الآراء المعروفة عن "كيمياء الألم" ، حيث لم يعد هناك شك في أن الألم والمتعة والانفعال، وكثيراً من الأمراض لها اتصال بعمل الأندورفينات، التي اتضح أن الموسيقى تساعد مساعدة جبارة على زيادة إفرازها، وبالتالي على علاج الجسم وشفائه من الأمراض.