اختبارات على لقاح مصري يقاوم فيروس أنفلونزا الطيور
محيط - محمد السيد
ما زال فيروس أنفلونزا الطيور يمثل لغزاً يصعب حله في مصر حتى الآن.. وعلى الرغم من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة الصحة والهيئات المعنية لمكافحة الفيروس القاتل، إلا أنه يمارس هوايته المفضلة وينشر الرعب والفزع بين المصريين، ويثبت للجميع أنه مازال متوطنا في البلاد .
ووسط جو يسوده الترقب والحذر بسبب الإصابات المتكررة وحالات الوفاة المتزايدة التي سجلت بمصر في الفترة الأخيرة، أكد الدكتور أحمد السنوسي عضو اللجنة الاستشارية بالمعمل المركزي للرقابة علي المستحضرات البيطرية أنه سوف يتم الأسبوع المقبل اختبار التحدي لإثبات كفاءة وجودة اللقاح المصري لأنفلونزا الطيور والذي يتم إنتاجه لأول مرة في مصر وذلك بالمعمل المركزي للرقابة علي المستحضرات البيطرية.
وأضاف السنوسي، وفقا لصحيفة "الجمهورية"، أن هذا هو الاختبار النهائي وقد اثبتت التجارب السابقة فاعلية اللقاح، وهو عبارة عن فيروس مثبط مضافاً اليه مواد كيماوية ويتم تقطير اللقاح بفتحتي الانف والعين للدجاج.
وأوضح أن هذا اللقاح يوفر عملة صعبة لمصر لان الدولة تحتاج الي ما يعادل 2 مليار جرعة لتحصين الطيور ضد انفلونزا الطيور ويحتاج القطاع التجاري الي مليار و200 الف جرعة والقطاع الريفي إلي 800 جرعة سنويا.
وعلي صعيد متصل، أصدر الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء أمس 7 قرارات لمواجهة ومحاصرة مرض أنفلونزا الطيور، واتخاذ إجراءات جديدة حاسمة بعد أن سجلت التقارير الحكومية ظهور حالات إصابة إيجابية بين الأفراد وطيور المزارع.
وأوضح الدكتور مجدي راضي المتحدث باسم المجلس بأن قرارات رئيس الوزراء تضمنت قيام وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية والمحافظات بتشديد الرقابة علي المزارع، وزيادة التشديد علي المحافظات للالتزام بمنع التربية المنزلية للطيور، ووضع خطة مستقبلية لتطوير التربية المنزلية في الريف، والمتابعة الدقيقة لوقف تداول الطيور الحية بين المحافظات وتغليظ العقوبة علي المخالفين، ومتابعة إغلاق الرياشات وبرنامج انشاء المجازر الآلية.
4 وفيات في أسبوع
وقد شهدت مصر الأسبوع الماضي أربع حالات وفاة بشرية بالفيروس في أقل من أسبوع في أماكن متفرقة من الجمهورية، ليرتفع بذلك عدد الوفيات بهذا المرض إلى 19 مواطناً مصرياً من إجمالى 43 شخصاً أصيبوا بالمرض من ظهوره فى مصر فى مارس 2006.
وهذه الأرقام المخيفة تجعل مصر من أكبر الدول غير الآسيوية إصابة بمرض أنفلونزا الطيور بسبب انتشار تربية الدواجن فى المنازل وهو ما يفسر أن أكثر الذين لقوا حتفهم جراء المرض من ربات المنازل.
ومما يبعث على الأمل أيضا، أعلنت مصادر طبية مصرية عن شفاء نورا أبوالعباس محمد خريجة معهد التربية النوعية بالمنوفية, وهي الحالة رقم 41 التي أصيبت بأنفلونزا الطيور في مصر.
الخطورة قائمة
وعن خطورة المشكلة، قالت الدكتورة منى محرز رئيس المعمل القومى للرقابة على الانتاج الداجنى، في تصريحات ل"محيط" ان خطر انفلونزا الطيور مازال قائما ومن الممكن ان يعود بنفس القوة التى كان عليه فى بداية ظهورها خاصة ان الاعلام المصرى لم يعد يقوم بالدور المطلوب منه على النحو الامثل مما دفع المواطنين ان يتناسوا خطورة المرض على الرغم من الخسائر المادية والبشرية التى لحقت بهم.
ووصفت الدكتورة منى محرز الشعب المصرى بالشعب الطيب الذى ينسى بسرعة حتى لو كان ذلك على حساب صحتهم متهمة اصحاب المزارع بالتقصير لانهم لم يقوموا باتباع وسائل الامان الحيوى لمواجهة المرض.
وفي الوقت نفسه، اعترف الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية ان الهيئة لم تقوم بانجاز مهامها فى تطعيم جمبع الدواجن فى المزارع فلم يتم سوى تطعيم 60%من المزارع أما باقى المزارع لم يتم تحصينها ، لافتا الى ان الهيئة قامت بتوفير اكثر من 75 مليون مصل لبدء المرحلة الثانية من التطعيم خاصة ان هذة المرحلة من اهم المراحل لان الفيروس ينشط فى فصل الشتاء .
لقاحات مستوردة
وأعلن أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ، عن قيام وزارته بدراسة لتحديد أنواع الأمصال واللقاحات التي تقوم الشركات باستيرادها من الخارج، وتحديد شروط جديدة تلتزم بها الشركات الخاصة عند استيراد الأمصال المضادة لمرض أنفلونزا الطيور.
وأوضح أن أهم هذه الشروط أن تكون الشركات مسجلة في المنظمة العالمية للصحة الحيوانية OIE، وأن تكون الأمصال فعالة فيما يتعلق بكفاءتها في مقاومة نوعية الفيروس الموجودة في مصر وهي H5N1.
وقال الوزير ل"المصري اليوم": "من المعروف علميا أن اللقاح لا يعطي فعالية 100% في مكافحة المرض، وأن كفاءته تتراوح ما بين 75% و90% وأن تداول اللقاح يتساوي في الأهمية مع نوع للقاح المستخدم في أعمال التحصين".
وأشار الوزير إلي أن الشركات المستوردة للقاحات ليست من مصلحتها عدم فعالية الأمصال التي تستوردها من الخارج، وإن إجمالي ما تم استيراده من لقاحات بلغ أكثر من مليار جرعة لمكافحة أنفلونزا الطيور سواء عن طريق الدولة أو القطاع الخاص منذ 17 فبراير عام 2006، وجميعها خضعت للمعايرة في معهد اللقاحات البيطرية التابع للوزارة.