سجالات ساخنة بين الكنيسة وزيدان بسبب "عزازيل" يوسف زيدان وغلاف الرواية لم يكن فوز الروائي المصري يوسف زيدان بجائزة البوكر العربية عن رواية "عزازيل" بالأمر المفاجىء للأوساط النقدية والأدبية فروايته طبع منها خمس نسخ إضافية وتناولتها عديد من الدراسات لكبار النقاد العرب، كما اعتبرها البعض فتحا جديدا في الرواية التاريخية والتي تلقي الضوء على مناطق مظلمة من تاريخ منطقتنا العربية. وعن فوزه بالجائزة يقول د. يوسف زيدان في حواره مع خالد سامح بصحيفة "الدستور" الأردنية: إنها ليست المرة الأولى التي أحصل فيها على جائزة ذات قيمة علمية وأدبية كبيرة فقد نلت عام 1994 جائزة مؤسسة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشباب في مجال العلوم والفلسفة الاجتماعية وذلك عن كتابي "فوائح الجمال وفواتيح الجلال للصوفي نجم الدين كبري" وكان ذلك أول عمل ينشر في الدول العربية عن ذلك الصوفي الكبير وكانت الجائزتان الثانية والثالثة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عن كتبي وتحقيقاتي حول اسهامات ابن النفيس في الطب، أما البوكر فهي تختلف عن الجوائز السابقة من حيث الملامح والميدان لأنها جائزة للكتابة الروائية بصورة خاصة. ويشير د. زيدان: أعمل الآن على رواية تدور أحداثها في جنوب الأردن حيث كان يعيش الأنباط وهم الجماعة البشرية المنسية حيث يستحضر العمل كثير من تفاصيل حياتهم ومنجزاتهم المدهشة ولا بد لانجازه من الإقامة في صحراء جنوب الأردن في المنطقة الواقعة بين البترا والعقبة لمدة لا تقل عن ستة أشهر وأنسق من أجل ذلك مع صديقي القديم الجديد الاستاذ فخري صالح والذي أتواصل معه باستمرار. وفي تطور جديد لرد فعل الكنيسة القبطية على فوز يوسف زيدان بجائزة الرواية العربية وجه القمص عبد المسيح بسيط اتهاماً لزيدان باقتباس الرواية من كاتب انجليزي. ومن جانبه اعتبر الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس فوز زيدان عن هذه الرواية بأنه " تعصب ضد المسيحية". القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء بمسطرد بالقاهرة قال لصحيفة "أخبار الأدب" الإسبوعية المصرية : "لم يبدع زيدان فكرة الكتاب وإنما أخذ فكرة الرواية وأبطالها الرئيسين الثلاثة : الراهب والقديس كيرولس عمود الدين والفيلسوفة المصرية هيباتا من رواية للكاتب الإنجليزي تشارلز كينجسلي" نشرها عام 1853 وترجمها إلي العربية الدكتور عزت زكي بعنوان "هايبستيا" وصدرت في دار الشرق والغرب في الستينيات، ولكن الدكتور زيدان "انحرف بفكر الرواية الحقيقية" حسبما قال. واعترض القمس على ظهور شخصية الراهب بطل الرواية بصورة المتشكك في عقيدته المسيحية ، وأحيانا الملحد ، بجانب تورطه في علاقات جنسية محرمة ، على الرغم من أن الرواية الأولى كانت تظهره كناسك متقشف رفض التساهل مع اليهود الذين أحرقوا عددا من كنائس الإسكندرية . كما اعترض أيضا - في تصريحاته ل "أخبار الادب" - على ظهور الفيلسوفة هيباتيا كشخصية ضعيفة تسعى للاستيلاء على العرش الإمبراطوري . ويضيف لقائمة الإعتراضات - التي أوردها القمس بسيط على "عزازيل" يوسف زيدان - أنه بينما رات رواية "كينجسلي" أن خلاص الراهب يتحقق بالعودة للدير ، ترى "عزازيل" أن الخلاص في خلع ثوب الرهبنة تماما ، إضافة لتصوير رجال الكنيسة في ذلك الوقت بصورة سلبية للغاية . على الجانب الآخر رد الروائي الكبير يوسف زيدان في حوار مع صحيفة الجارديان البريطانية قائلا أنه لو كان يريد الإساءة إلى السيد المسيح - عليه السلام - لعاد بالرواية قروناً إلى الوراء، ولم يجعلها في القرن الخامس. وقال إنه اندهش من الهجوم الذي تعرض له كتابه، لكنه لم يسمح لنفسه بالدخول في مواجهات. ويقول: "لقد كنت مرناً بقدر ما استطعت. ولم أرد علي ادعاءات الكنيسة. وأتمنى أن يقرأ الغاضبون الرواية بعقول متفتحة أو يديروا وجوههم عنها إذا لم يستطيعوا فهمها بشكل عميق".