«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مثقفو مصر: صمت العرب تواطؤ صريح مع مرتكبي مجزرة غزة
نشر في محيط يوم 29 - 12 - 2008

مثقفو مصر: صمت العرب تواطؤ صريح مع مرتكبي مجزرة غزة
قصف غزة
محيط – شيماء عيسى
عمت منذ صباح السبت الماضي حالة من الحزن والغضب الشديد في الشارعين العربي والإسلامي ، بعد أن شوهدت الطائرات الإسرائيلية تحلق في سماء غزة وتطلق نيرانها المتواصلة على الأبرياء العزل في قطاع غزة الفلسطيني ، فيما وُصف بأنه "مجزرة" ولا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة .
القصف الوحشي على القطاع أسفر حتى الآن عن نحو 1700 ضحية فلسطينية ما بين شهيد و مصاب بجروح خطيرة . وتناقلت المحطات الفضائية مشاهد فيلمية وصور جثث مشوهة وأبنية منهارة وعربات إسعاف تصارع الزمن لإنقاذ من يمكنها إنقاذه من ضحايا القصف .
وما أُعلن من جانب إسرائيل أن الهجمة جاءت لضرب معاقل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة ، حيث أطلقت صواريخ (محلية الصنع) ، ورغم كونها لا تلحق أضرارا كبيرة عادة ، تزعم إسرائيل أنها شكلت تهديدا لأمنها ورغم الدعم العسكري الأمريكي اللامحدود لها !!!
لم يكن مصدر الحزن هو الهجمة فحسب ولكن رد الفعل الرسمي من جانب معظم الأنظمة العربية والذي أصبح مكررا ومخزيا لشعوبهم ولا يتعدى الإدانة والدعوة لوقف العنف ، ولا يوجد تلويح أو تصريح بنية لأي تحرك عربي ملموس وفعل جاد ضد إسرائيل. وإلا فكيف جرأت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني على تحدي كل عربي وإعلان ضرب غزة من قلب القاهرة .. وفعلت !

استطلعت شبكة الإعلام العربية "محيط" آراء مجموعة من المثقفين والكتاب الصحفيين لتوصيف المشهد في غزة وتبعاته ، وسألناهم عن موقف مصر من القضية الفلسطينية بعد تصاعد الإتهامات الموجهة لها بأنها تخلت عن الفلسطينيين منذ إغلاقها معبر رفح الحدودي والذي كان يعول عليه إحداث إنفراجة بوصول المساعدات للفلسطينيين .
مأزق كامب ديفيد
شهداء من حماس
بسؤال د. عاصم الدسوقي المؤرخ المصري عما إذا كان العرب قد سقطوا بالفعل في الهاوية ، فرأى أن الهاوية التي سنسقط فيها هي خضوعنا لسياسة العصا الغليظة ، تلك التي استخدمها في الخمسينات جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لمواجهة الحركات الوطنية التي تريد الإستقلال عن العالم الرأسمالي الغربي . وقال ان أمريكا وإسرائيل لم تتوقعا أن تصل للحكومة الفلسطينية حركة منبثقة عن جماعة "الإخوان المسلمين" وهي "حماس" ، وذلك عبر انتخابات حرة وتحت رقابة دولية ، ومنذ هذا الحين وحصار غزة – التي تحوي معظم معاقل حماس – لإجبار الحكومة على تقديم استقالتها ومحاولة إثبات أنها فاشلة في تحقيق مطالب شعبها ، بل وعلى العكس إتهامها بالمسئولية عن غياب الأمن في القطاع والتواجد العسكري الإسرائيلي المكثف فيه .
ولما لم يحدث ذلك ولم يتمكن رئيس السلطة الوطنية محمود عباس أبومازن من إقالة حماس بدأت سياسة تجويع الفلسطينيين ، وساعد على هذا أن الظهير الإقليمي لفلسطين في غزة يتحالف مع منظمة التحرير الفلسطينية ضد حماس ، بل إن وجود الوزيرة الإسرائيلية ليفني في مصر أمس وتهديدها بالقضاء على حماس خلال مؤتمر صحفي بحضور وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط ،ثم خروجها من مصر لتنفذ ما تحدثت عنه بدا لكثيرين وكأن ما يحدث تم بالإتفاق مع مصر ضمنا ، وخصوصا في ظل هذا الصمت الذي أعقب الهجوم الإسرائيلي وبرغم خسائره الفادحة في غزة . فمن الواضح أن الظهير العربي للفلسطينيين يميل لتحقيق الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة .
ومن ناحية أخرى فإن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية المعروفة بكامب ديفيد 1979 تمنع مصر من تقديم أو دعم أي نشاط ضد إسرائيل ، وأيضا نفس المعاهدة لم تتضمن تصريحا بإقامة دولة فلسطينية وإنما تحدثت عن حكم ذاتي للفلسطينيين وكأنهم يمتلكون محافظة داخل دولة إسرائيل !! ، ولذا فالرئيس المصري مبارك في مأزق حقيقي وحكومته كذلك لأن المعاهدة ملزمة وعدم تطبيقها يعني حربا مع إسرائيل.
وتوقع إذا استمر الهجوم الإسرائيلي بهذه الوحشية ولم تتدخل قوى إقليمية مثل إيران أو تركيا لوقف النزيف الفلسطيني ، وإذا لم ينعقد مجلس الأمن فورا وفرض وقف الإعتداء العسكري لتصفية حماس ، للأسف سيعود قطاع غزة تحت سيطرة رام الله وفتح والتي تسير في نطاق الحكم الذاتي .
قانا ودير ياسين تتكرر
باراك وأولمرت وليفني مخططو المجزرة
أما مدير مركز يافا للدراسات والمحلل السياسي المعروف د. رفعت سيد أحمد فرأى أننا بصدد جريمة كبرى لم تحدث منذ الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين 1948 إلا في مجزرة قانا الأولى والثانية ومذبحة دير ياسين ، ورأى أن هذا الإجراء الإسرائيلي كان بضوء أخضر مصري وعربي ؛ حيث جاءت ليفني قبل 24 ساعة من قصف غزة في الوقت الذي أدان فيه وزير خارجية مصر حركة حماس التي كانت تطلق صواريخها أثناء زيارة الوزيرة للقاهرة ، ومؤكدا أن التصريحات المصرية تمسك في الضحية وتدينها وتترك الجناة الحقيقيين ، وقال : " هذا نوع من تبرئة الذمة في جريمة لا تصلح معها تبرئة الذمة " .
ومن جهة ثانية رأى د. رفعت أن التحرك المنتظر ليس من العرب لنجدة الفلسطينيين فذلك لن يحدث حاليا ، ولكن في يد الفلسطينيين أنفسهم ، فالعرب لم ولن يقدموا إلا مساعدات إنسانية وبعض طائرات إغاثة ، وانتقد فتح معبر رفح فقط عندما سالت الدماء الفلسطينية وحدث الهجوم الوحشي عليها ، أي لنقل الجرحى والقتلى ، معتبرا أن الأصل هو فتحه للتواصل الطبيعي بين مصر وفلسطين ؛ فلو كان هذا المعبر مفتوحا لساهم في تعزيز البنية التحتية لغزة في التسليح والغذاء والطاقة . وعلى الرغم من أهمية إعلان الشعوب العربية تضامنها الإنساني وغضبها مما جرى وهو الذي شاهدناه في المظاهرات الحاشدة في كافة العواصم العربية تقريبا ، إلا أن هذا لن يغير معادلة الصراع المعول على المقاومة الفلسطينية التي تمتلك إرادة الشهادة النوعية في أرض 1948 أو رام الله أو غزة التي تخشاها إسرائيل لضمها كوادر المقاومة .
وسألناه عن دور الإعلاميين العرب وقادة الرأي فطالبهم د. رفعت بأن ينشطوا في كشف التواطؤ الإعلامي العربي مع أمريكا وإسرائيل ، حيث تكثر الأقلام التي تدفع الجماهير العربية لقبول خيار التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهو ما تتبناه الأنظمة العربية ، كما تقوم نفس الأقلام بالهجوم على حماس وسوريا ، وحدث ذلك إذا لاحظنا بكثافة شديدة لتمهيد الأجواء الشعبية لضرب غزة ، طيلة بأسبوع ليس هناك حديث إلا عن غزة وإيران وسوريا والإنزعاج من مظاهرات ضد مصر ، ورأى أن كل هؤلاء الإعلاميين يتعارضون مع ميثاق الشرف الصحفي وكافة القرارات الصحفية العربية التي منعت التطبيع لأنه خيانة وطنية كبيرة . ومن جهة أخرى يمكن للإعلاميين أن يدعموا القضية بالمال بإرسال المساعدات لهناك عبر المنافذ المتعارف عليها ولجان الإغاثة .
قمة " الكلام "
استمرار القصف
د. محمد أمين الكاتب الصحفي و نائب رئيس تحرير صحيفة "الوفد" المصرية رأى أن ما تابعناه ببالغ الأسى جميعا من مشاهد للقتلى والجرحى الفلسطينيين داخل غزة هو إبادة جماعية لشعب أعزل من آلة عسكرية متقدمة متغطرسة وبمظلة دولية ، مما يعكس حالة عجز عربي وفشل تام في مواجهة أي تعديات أو هجوم نتعرض له .
كذا وضمن توصيف المشهد الحالي رأى د. محمد أن ما تقدمه الحكومات العربية هو "تمثيل بارع " على شعوبها ؛ إذ وضعت سيناريوهات تفعلها بعد العملية الإسرائيلية العسكرية تتضمن ( شجب واستنكار وإدانة ودعوة للقمة العربية العاجلة ولاجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب و .. ) . ودعا هذه الحكومات لعدم عقد أي قمة بينها فلن يفعلوا أكثر من مجرد " الكلام " في الوقت الذي "شبعنا ويئسنا من الكلام المُعاد وانعدام الفعل الملموس" .
واعتقد أن إسرائيل حصلت على موافقة عربية بضرب قطاع غزة ، وعلى ضوء ذلك أجرت محرقة على القطاع وأهله بطائراتها أسفرت عن 1000 شهيد وجريح حتى اللحظة الراهنة ومعظم المصابين ضمن الحالات الحرجة في المستشفيات ، مضيفا أن ما جرى يعتبر " مهرا لبقاء محمود عباس في السلطة لأن إنتخابات الرئاسة الفلسطينية من المفترض أن تجرى أوائل يناير المقبل " . وبصوت حزين أعرب د. محمد عن أسفه من الموقف العربي المتخاذل .
وبحسب قراءته للأحداث وبعد لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك فإن ما يبدو هو أن مصر لا تريد للقمة أن تنعقد ولا معظم الدول العربية على المستويين الرسمي والشعبي لأنها لن تأتي بجديد ، بل على العكس سوف تسفر عن تصعيد خلافات وصراعات أكثر بين الدول العربية المشاركة ، معتقدا أن إسرائيل لا تزعجها تلك القمة ، وهي قمة لن تحيي الشهداء ولن تعالج الضحايا والمصابين وأصبحت لا قيمة لها .
ليفني في مؤتمر بالقاهرة
وحتى حين يجتمع الوزراء العرب يوم الأربعاء المقبل فإن إسرائيل ستكون قد "غسلت يديها من هذه الغارات وانتهت من تنفيذ ضربتها " ، ولو كانت تعمل أي حساب للأنظمة العربية لما استمرت في ضرب القطاع ولما بدأته أيضا .
وتعلن إسرائيل أن الهدف من عمليتها العسكرية على قطاع غزة هو القضاء على معاقل حركة "حماس " المقاومة والتي تتهمها بالإرهاب ، وهي تريد أن تؤدب حماس تحديدا لأنها " رمز الإرادة الفلسطينية " ولو قضت عليها سيصعب القيام بعمليات مقاومة للكيان الإسرائيلي . والغريب حقا هو ترديد الأوساط الرسمية عربيا ودوليا لنغمة واحدة وهي إدانة حماس باعتبارها المسئولة عما يعانيه شعب غزة وهو ما تقوله إسرائيل أيضا !
وختم بأن ما نريده هو حكومة وطنية فلسطينية وبغض النظر عن إنتمائها ، نريد أيضا شعبا فلسطينيا غير مقسم لما بين الضفة وقطاع غزة .
التحامل على مصر
د. نجوى كامل أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة وصفت ما جرى بأن "مذبحة" بمعنى الكلمة تدل على العجز الفلسطيني والعربي .
وطالبت قادة الرأي العرب بإعلان رفضهم لما يجري ، رغم أن ذلك لن يخفف من معاناة الفلسطينيين ، ولكنه هام . وأكدت على الحكمة القائلة " هنا على الناس لما هنا على أنفسنا " أي أن نصرنا لن يكون إلا من خلالنا نحن ، وطالبت كذلك الأنظمة العربية بنبذ الخلافات التي لا محل لها حاليا ، فالمطلوب وحدة عربية في كل شيء حتى تسمع أصواتنا .
وقالت بأن الإعلاميين والمثقفين يمكنهم التركيز على فضح إسرائيل وممارساتها في الخارج من خلال المقالات والكتابات المختلفة ، بتصوير العمليات الوحشية والتي لا ينقلها الإعلام الأوروبي والأمريكي صادقة ، ومن هنا وبالمثابرة سيتكون رأي عام عالمي يندد بالعدوان ويضغط لأن تتبنى انظمته مواقفا لصالح الفلسطينيين ، والفرصة كبيرة للغاية لأن كافة الدول الغربية أعلنت استنكارها للعدوان الإسرائيلي على غزة فيما عدا الولايات المتحدة الأمريكية .
وأكدت على امرين : الأول أنه لا مجال حاليا لتحميل حماس أو فتح مسئولية أي مما يجري ، فإذا شاهدت حريقا لن تحاسب أحدا ولكنك ستهرع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أولا ، والأمر الثاني أن مصر ليست الدولة العربية الوحيدة ، وليست الوحيدة المطلوب منها نصرة الفلسطينيين ، مركزة على خشية النظام المصري من الدخول في حرب مع إسرائيل وأمريكا هي غير مستعدة لها ، فقبل أن تخرج قوات من مصر لابد أن تخرج من البلدان العربية الأخرى أيضا .
ورأت أن مصر وضعت في مأزق المعابر ، فإسرائيل تنوي تحميل مصر مسئولية أمن غزة وبعدها تجد القوات الإسرائيلية في أرض مصر لأهون الأسباب ، ولهذا رأت أن النظام لابد أن يشرح للرأي العام المنظومة الأمنية التي ربما دفعته لإتخاذ هذه القرارات .
شعوب بليدة !
د. إبراهيم عوض أستاذ الأدب العربي والكاتب الصحفي قال بأسف أن الدول العربية حكومات وشعوب لا تستحق كلمة دول ، فهي تنفق المليارات على تطوير جيوشها ولا تستخدمها للدفاع عن نفسها ، واعتقد أن الشعوب متقاعسة كما حكوماتها لأن الحكومة ما هي إلا انعكاس للشعب ، وقال أن مصر ضيعت غزة منها ، حينما اخذتها إسرائيل من مصر في عصر جمال عبدالناصر ، أما دول الخليج العربي ففي بعضها قواعد غربية عسكرية تضرب منها شعوب عربية وحكوماتها لا تفكر إلا في صالحها فحسب .
مظاهرات حاشدة في العواصم العربية كافة
واستنكر ردود أفعال مصر حيال الأزمة وكذا الأنظمة العربية ، ففي القرآن الكريم عبارة موجزة حكيمة وهي " لم تقولون ما لا تفعلون .. " ، وهي ما يصدق علينا نرفض ونستنكر بدون فعل فلا فائدة من ذلك ، وحتى هذا القول مسموحا به نوعا في مصر لوجود قدر من حرية التعبير ، بينما في دول عربية كثيرة حتى كلمة الحق لا يسمح بنشرها إو إذاعتها ، وعادة ما يتعرض المثقفون العرب للقمع الأمني والإعتقال أحيانا والحرمان من المناصب بسبب آرائهم الصريحة التي تنتقد أداء حكوماتهم .
وبرر هجومه على الشعوب العربية بأن الغالبية لا تهتم بما يجري في العراق أو فلسطين ، ولا تحزن ولا تسعد لأي أحداث تجري على أشقائهم المسلمين و العرب ، يهمها نفسها فحسب ، ونندهش إذا رأينا الإحتشاد والترقب بين الجماهير العربية انتظارا لمبارة كرة قدم بين فريقين أو الحزن لأن المباراة لن تذاع للجميع . وبصفة عامة ثقافة الإعتراض غائبة عن الشارع العربي اللهم إلا بعض المواقف التي يتخذها المعلمون مثلا بعد قرار معين أو الأطباء ، ولكن ليس لقضايا الأمة ، وفي مثل القضايا الكبرى التي تغضب الشارع لابد أن يتفاعل الجميع وليس عشرات او مئات مثلما جرى في إيران ورومانيا مع وقوع الرئيس والفلبين .
وربط د. إبراهيم موقف الشارع المصري من ضرب غزة بعدم إكتراثه في أشياء كثيرة أخرى ، ربما الغالبية لا تجد أنها مترابطة ، مثل عدم النظافة في الشوارع والضوضاء ، حتى الطلبة الغالبية تريد الملخصات للمناهج ولا تريد العلم نفسه ولا التعب ولا تتحلى بالصبر ، أي أننا أصبحنا بلداء خامدين في أشياء كثيرة وهذه الأخيرة من ضمنها .
إقرأ أيضا:
احذروا.. الاجتياح قد يأتيكم من البحر قبل البر
يا حزب الله.. ماذا أنتم فاعلون لنصرة المقاومة؟
ويل للعرب من مذبحة غزة بقلم عامر عبد المنعم
محرقة غزة مستمرة.. والعرب يبحثون كيفية جمع الأشلاء
صواريخ المقاومة تدخل مليوني إسرائيلي في جحيمها
مجازر غزة تواصل اشعال بركان الغضب في مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.