قطاع الفنون يدعم أفلام بورشة الفيديو آرت منذ ظهر فن الفيديو آرت في الساحة التشكيلية وخصوصا صالون الشباب, وهو يشوبه الكثير من الآراء المتناقضة, فمن الفنانين من يعترفون به ويقدرونه, وآخرون يروا بأن بعض الشباب يقلده عن الغرب, وغيرهم لا يعترفون به لأنه لا يدرس أكاديميا في كليات الفنون. الفنانة نجلاء سمير محيط: رهام محمود ولذلك توجه قطاع الفنون التشكيلية في الآونة الأخيرة بالاهتمام ورعاية هذا النوع من الفن, وفي إطار هذا الاهتمام استضافت قاعة ممر "35" بمتحف محمد محمود خليل وحرمه الدورة الثانية من ورشة "الفيديو آرت", التي أقيمت تحت إشراف د. نجلاء سمير, بالتعاون مع مؤسسة "مدرار للفن المعاصر", تحت رعاية قطاع الفنون الذي يرأسه الفنان محسن شعلان. استضافت الورشة عشرون فنانا دون سن الثلاثين, حيث وفرت للمشاركين أجهزة التصوير والمونتاج, بالإضافة إلى إتاحة مناخا للتفاعل بين الشباب والفنانين ذوي الخبرة في هذا المجال. كما صرح الفنان د. صلاح المليجي رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض أنه سيتم اختيار عشرة أفلام يقوم بإنتاجها القطاع على نفقته. تهدف هذه الورشة الذي استمرت قرابة شهر إلى دعم ورعاية واحداً من مجالات الفنون الحديثة, وتطوير أداء الفنانين المشاركين بها, بما يسهم في إخراج أجيال قادرة على المنافسة محلياً ودولياً في هذا المجال, وقد شملت الورشة عروضا, ومحاضرات ومناقشات. تقول د. نجلاء سمير المشرف العام على ممر35: "تهدف قاعة ممر 35 لتبني ودعم طاقات الشباب في مجالات الفن والثقافة, وتنمية الوعي بالقضايا المطروحة على الساحة الفنية المعاصرة. أنا سعدت جدا بتغيير مسار "ممر 35" لأن هذه القاعة بدأت بإقامة الندوات والحوارات, لكن بعد ورشة الفيديو واستجابة الشباب وكم حضور العروض الذي يحوي أفلام نتاج الورشة, جعلني أفكر بأن يكون هدف الممر كمركز ودعم الفنون المعاصرة, من خلال بوابة شرعية. ففي صالون الشباب يتقدم كم كبير من أعمال الفيديو آرت والإنيستليشن, ومحاولات لفنون الأداء, جزءا منها ينقل عن آخر, وجزءا يحتاج لأن يثقل, وذلك لعدم وجود منهج يدرس لتعليم هذه الفنون في كليات الفنون, والحل هو إقامة الورش الفنية التي تنقل خبرات الشباب الذي سبق له التجربة ونجح بها إلى شباب جدد, بالإضافة إلى أننا نوفر الخامات كالكاميرات المحترفة لكي تخرج نتيجة بصرية جيدة, وأجهزة للمونتاج, ووفرنا لهم مونترات – تدفع لهم مكافأت – لكي يساعدوا أفراد الورش بعمل مونتاج محترف. كما أننا نتيح الفرصة للشباب بالتوجه لأفكار جديدة, ونحن نساعدهم في إنتاج هذه الأفكار, ولذلك خرجت الأفلام متعددة الرؤى, ليس لها اتجاه واحد, فكل فنان كان له حالته الخاصة". مشهد من عمل فيديو آرت لم تشترط الورشة بأن يكون المشاركين ذو خبره بهذا المجال, بل قبلت أفرادا لأول مرة تمسك أيديهم بالكاميرا, كما شارك بها فنانون لديهم أفلاما رفضت في صالون الشباب فساعدتهم الورشة على تطوير تلك الأفلام. اهتمت إدارة الورشة بالمشاركين الجدد الذي أظهرتهم بشكل محترف, حيث طبعت لهم كتالوجات مثل الفنانون ذو الخبرة, ليأخذوا فرصتهم فبدلا من أن يكتبوا سيرتهم والمعارض التي شاركوا بها, كتبوا أفكارهم ورؤيتهم. في كلمتهما المطبوعة بكتالوج الورشة يقول الفنانان محمد علام ومحمد عبد الكريم مؤسسي "مدرار للفن المعاصر": تهدف مدرار إلى خلق المجال للفنانين الشباب الذين وجدوا في أنفسهم إمكانية الخروج عن المألوف من الأفكار والأساليب, وهي تمثل الوسيط بين الفنانين الشباب والمؤسسات والشركات التي تساهم في تدعيم الفن وتوفير الفرص, وتشجيع الاتجاهات المعاصرة, وإثارة القضايا غير المستهلكة. ويضيف الفنان محمد علام: "مدرار مازالت تحت الإنشاء, بدأت نشاطها في 2005 بتنظيم مهرجان الفيديو الذي عرض بمركز الصورة المعاصرة وأختص بأفلام الفيديو آرت, جاءت فكرة "مدرار" من كوننا شباب نحتاج للدعم والتشجيع, فبدأنا بالمبادرة بتكوين مؤسسة لمساعدة الشباب وإقامة الورش, وإتاحة فرص للعرض, ثم توجه إلينا قطاع الفنون وممر35 ومدنا بالدعم والتشجيع. ومن بين المشاركين في الورشة: أحمد الجندي, أسماء وهند القللي, حسام السواح, رشا أبو المجد, عمرو الزهيري, كمال زهران, أحمد زيان, محمود فريد, مهاب جمال, ياسمين الجبالي, هالة أبو شادي. يعبر حسام السواح في فلمه "كخ" عن محاولة الغير لكبت الأفكار, بينما تقدم رشا أبو المجد تجربتها لترجمة بعض التفاصيل والملامح داخل الذاكرة, أما عمرو الزهيري نزل إلى الشارع لكي يرصد الأشياء. يتساءل كمال زهران في فلمه "تحت التأثير", "هل تغير الشهوة والضغوط والتأثيرات من مسار حياتنا؟, كما يصور محمود فريد السائل الذي يتنفس بروح الحياة, وكيمياء الذوبان والتدفق والتداخل وفتح الأفق في حركة لا تهدأ, بينما تصور هالة أبو شادي ملامح للفتاة التي يصنعها الفكر السائد داخل المجتمع. تقول ياسمين الجبالي طالبة بكلية الفنون التطبيقية: "هذه أول مشاركة لي, وقد ساعدتني الورشة كثيرا وإدارتها في إنتاج فيلمي, وأهلتني للعمل بعد ذلك بمفردي. فكرة الفيلم هي الإيقاع في حياتنا, فأنا خرجت من الإيقاع الموسيقي الذي نسمعه لإيقاع الرياضة. بينما يقول أحمد الجندي طالب بكلية الفنون التطبيقية: "هذه ثاني مشاركة لي, بدأت بالورشة الأولى التي كانت بالممر أيضا بالإطلاع على العروض, ثم صورت فيلمين, وفي هذه المشاركة أنجزت فيلما عن جدتي التي رحلت منذ ثلاثة أشهر, فالفيديو يحمل صورتها, وصور لبعض الأشياء التي تذكرني بها. صورة من عمل فيديو آرت وتقول الفنانة نجلاء سمير عن خططها لتطوير "ممر35": " لدينا خطة لتوسيع المسرح وخشبة الإضاءة؛ لكي يتم عرض عروض تجريبية مصغرة, وسيقوم بتجهيزات الصوت الفنان أحمد بسيوني الفائز بجائزة صالون الشباب الكبرى " مناصفة", كما أننا أفرغنا بهو الممر من أعمال المقتنيات التي كانت تعرض به وأرسلناها لقطاع الفنون, ليتم تحويل البهو إلى قاعة عرض سنكتشف من خلالها فنانين شباب الذين يعرضون للمرة الأولى, وبهذا سيكتمل هدف الممر باكتشاف تلك المواهب ودعمها من خلال بوابة شرعية هي قطاع الفنون".