القدس المحتلة :توقعت تقارير إسرائيلية أن فتح معبر رفح، وربما في المستقبل صفقة شاليط، هما اللذان سيزيدان من فرص فوز "حماس"، ليس فقط في الانتخابات التشريعية، بل انتخابات الرئاسة أيضا. نقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن مصادر سياسية إسرائيلية "أنه على الرغم من الخطاب الإسرائيلي الرسمي المعادي لحركة "حماس" الفلسطينية، واستخدام ذلك حجة لإفشال المفاوضات منذ إعلان المصالحة الفلسطينية بين حركتي "حماس" و"فتح"، فإن التحليلات الحقيقية في أروقة الحكم الإسرائيلية تعطي تقويمات أخرى لهذه الحركة، تتسم بالتوجه الإيجابي من وجهة نظر المصالح الإسرائيلية". وتنطلق هذه المصادر في تقويماتها الجديدة من منطلق أن "حماس" تعاني في الشهور الأخيرة من ضائقة حقيقية بسبب المذابح الأخيرة في سوريا وزعزعة الاستقرار لنظام الرئيس بشار الأسد. وقالت إن هذه الحركة، على عكس حزب الله، لم تشارك بشكل مباشر في قمع المظاهرات، ولكن تأييدها السياسي للأسد يضعها في ضائقة سياسية واضحة، وهذه الضائقة هي التي توجه الحركة نحو سياسة معتدلة ترضي الشعب وترضي مصر وتخفف من العداء الإسرائيلي لها. وأشار تقرير سياسي أمني حول حماس، نشرت مقاطع منه أمس في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن قادة حماس اتخذوا قرارا استراتيجيا مبنيا على احتمال سقوط نظام الأسد، ولذلك اتخذت الحركة قرارا استراتيجيا في اتجاهين مركزيين: بناء منظومة علاقات جديدة ومستقرة مع مصر، والاستعداد لانتخابات لا مفر منها في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد حسم الأمر في "حماس" في أن الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني وللرئاسة الفلسطينية وللمجلس الوطني الفلسطيني، وحتى للبلديات، وكلها تحتاج إلى عمل على الأرض. «صحيح أنه لا يوجد يقين بأن هذه الانتخابات ستجرى حتى شهر مايو /آيار 2012، كما اتفق الطرفان مبدئيا، لكن مجرد التوقيع على اتفاق المصالحة يشق الطريق لإجرائها في غضون سنة أو سنتين على الأكثر. وأفاد التقرير الإسرائيلي بإن بوادر التغيير الفكري بارزة للعيان في كل عمل تقوم به حركة حماس في الشهر الأخير،حيث انها تعيد تعريف نفسها أمام الجمهور الفلسطيني في محاولة لتسويق صورة إيجابية ومعتدلة لزيادة العطف عليها. وأشار الإسرائيليون إلى مبادرة عدد من مسئولي "حماس"، في الأسابيع الأخيرة، إلى فتح مواقع على ال"فيس بوك" لتعزيز العلاقة مع الجمهور الفلسطيني. وأضافوا إنه لا توجد لحماس اليوم سيطرة حقيقية في الضفة الغربية، وكل عمل علني للحركة تلاحقه إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وفي المقابل فإن حماس تسيطر على الشارع الغزاوي تماما ولا تتيح لفتح أي مجال للعمل. ويلفتون إلى استطلاعات تشير في هذه اللحظة إلى فارق كبير في صالح فتح، حيث إن 39.2 في المائة من المستطلعين يعربون عن ثقتهم بها، بينما حظيت حماس بثقة 16.6 في المائة. وذكر التقرير الإسرائيلي ان مشكلة "فتح" هي في المنظمة نفسها،حيث انه في الوقت الذي تستعد فيه حماس للانتخابات، في فتح يبدو حرج كبير لأنه ليس واضحا على الإطلاق من سيكون مرشح الحركة في الانتخابات للرئاسة. حتى وقت قصير مضى كان رئيس السلطة محمود عباس هو المرشح المؤكد، ولكن عباس أوضح مؤخرا المرة تلو الأخرى بأنه لا يعتزم المشاركة في الانتخابات. ونوه التقرير إلى أن "حماس" تمتلك ورقة تتحكم فيها اليوم بمصير حركة "فتح"، وهي صفقة تبادل الأسرى. ففي غياب الرئيس عباس عن الساحة يفتح الباب أمام معركة التنافس على منصب الرئيس الفلسطيني. والمرشحون هم، حسب التقرير الإسرائيلي، مروان البرغوثي، الذي يمضي محكومية بالسجن ستة مؤبدات في السجن الإسرائيلي، ويعتبر أقوى المرشحين ولن يهزمه أي منافس آخر. ويليه ناصر القدوة، المرشح الثاني من حيث القوة، ويميزه بأنه ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ثم عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الذي يؤدي دورا مركزيا في المصالحة الفلسطينية، وجبريل الرجوب، الذي شهد ارتفاعا في شعبيته منذ أن قاد اتحاد كرة القدم. ومصير البرغوثي يرتبط بحماس، فما دامت لم توقع على صفقة شاليط لتبادل الأسرى، فإن البرغوثي سيبقى في السجن، وإذا وقعت سيكون إطلاق سراحه بفضلها.