افتتح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية, والفنانة الدكتورة مرفت شرباش عميدة كلية الفنون الجميلة معرض الفنان محمود عبد الرحمن للطباعة في قاعة "حورس" بكلية التربية الفنية, تحت مسمى "حرارة الفونوجرام". محيط - رهام محمود من المعروف أن فن الطباعة من أصعب الفنون التشكيلية التي تختلف تقنياتها و طرق تناولها, وفي هذا المعرض يستخدم الفنان محمود عبد الرحمن تقنية "حرارة الفونوجرام" لتكون بطلا لمعرضه الجديد. قدم الفنان 28عملا, استخدم فيها ألوان النقل الحراري على أقمشة متنوعة كالحرير الصناعي وغيرها. يقول الفنان "حرارة الفونوجرام هي تقنية عبارة عن ماسك تحت الورق الحراري أو ألون النقل الحراري, الماسك أو المناعات عبارة عن خيوط أو قصاصات, وبدرة أطفال, وأقمشة شبكية وهذه هي فكرة المعرض الأساسية". ربط الفنان بين الأشكال العضوية والهندسية في علاقات جمالية غنية بالمجموعات اللونية المختلفة التي استخدمها, فهو يطبع أعماله بالشبلونة على الورق, بعدها تأتي عملية القص واللصق أو ال"منتجة" مع الورق الحراري, ثم يبدأ بالطباعة على القماش, خلال عملية الطبع يقوم بعمل تراكبات بطرق مختلفة توحي بالعمق, فمثلا يكرر الطباعة على نفس القماشة في شكل تراكمي عدة مرات بحساب شديد لكي تعطي اللوحة عمقا وثراءا لونيا كبيرا. وبسؤال الفنان عن أكثر الخطوات صعوبة لعمله الفني يقول: " فكرة التكوين نفسه هي أكثر المراحل صعوبة في العمل, لكن بعد تخطي هذه الصعوبة طرق التكنيك نفسه تكون سهلة وسريعة, ولكن من الأضرار التي يمكن أن تقع بها, هي أثناء تنفيذ فكرة العمل يمكن أن تجد النتيجة سيئة, فتبدأ في إعادة صياغة العمل مرة أخرى. يبنى المعرض على فلسفتين الأولى هي فلسفة التفاصيل الزائدة, التي تجذب المتلقي إليها وتحرك مخيلته ومدركاته الحسية والعقلية لكي يكتشف بالعمل جديد دائما, أما الفلسفة الثانية فهي اتجاه الفنان إلى التبسيط والبعد عن التعقيد لكي يشعر المتلقي براحة في رؤية التكوين والعين. استخدم عبد الرحمن الزهرة في كثير من الأعمال, كما ظهر القمر أوالشمس في جميع أعمال المعرض تقريبا, فنحن نستشعرها من الدائرة أو ربع الدائرة المتواجدة دائما باللوحة والتي توحي أليهما, والتي تلعب دورا كبيرا في التكوين. كل لوحة تميزت بمجموعتها اللونية الخاصة بها والمختلفة عن باقي الأعمال, حيث حرص الفنان أن يرى كل متلقي مجموعته اللونية المفضلة في أعماله, هادفا بأن تشعر عينه ووجدانه بالراحة, ولذلك أستخدم الفنان تقريبا جميع الألوان, فيظهر كل لون منسجما مع مجموعته في تكوين فني محكم, فتارة نراه يستخدم الألوان الساخنة, وتارة أخرى تكون ألوانه باردة. كما كان للملمس والشفافية العالية دورا كبيرا في عمل الفنان, وكذلك الخداع البصري الذي يعد من أهم سمات المعرض, أما إضاءة اللوحة نشأت عن طريق الخطوط المضيئة التي تعطي إنارة من خلال ألوانها المبهجة. استخدم لفنان اللون الأسود بجرأة شديدة, بالرغم من خوف معظم الفنانين من تناوله في أعمالهم, حيث يقول الفنان: " اللون الأسود لم أخشاه, وذلك لحبي له, فهذا اللون من الصعب جدا استخدامه في أي عمل فني, على الرغم من أنه أجمل الألوان التي تجمع بين مختلف الألوان في تكوين واحد كاللون الأحمر مع الأصفر والأخضر, فهو يحتويهم ولدية القدرة على احتواء جميع الألوان, وهذا هو السبب الأساسي لاستخدامي له. وعن سؤال الفنان محمود عن إقامته المعرض بقاعة حورس داخل كلية التربية الفنية يقول: " القاعة مجهزة جيدا للعرض, لكن عدد الزائرين يعتبر قليل, ولا يوجد حركة للبيع, وذلك يرجع لمواعيد القاعة التي تغلق في الساعة الثالثة ظهرا ففي هذا الميعاد يقوم أغلب الناس بتأدية أعمالهم, بالإضافة إلى صعوبة المتلقي العادي في الدخول إلى الكلية لزيارة المعرض".