افتتح الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري معرض "رباعي البورتريه" لأربعة فنانين وهم: زهران سلامة, عبدالعال حسن, سمير فؤاد, فريد فاضل, وذلك بالمركز المصري للتعاون الثقافي الدولي, بحضور نخبة من السفراء, والفنانين, والأعلاميين. محيط رهام محمود نحو إحياء فن البورتيريه الجميل, ولدت فكرة معرض "رباعي البورتريه" باجتماع أربعة من رواده بهدف عرض مفهوم ورؤى مختلفة لكل منهم بأسلوبه الخاص, ووفقا لما جاء بمطوية الدعوة "فن البورتيريه - صورة الإنسان - يجتذب عشاق الفن والمشاهد غير المتخصص على حد سواء, فيتواصل الإنسان مع صورته ويبحث عن ملامحه في مرآة الفن بكل أبعادها الواقعيه والخياليه. يعرض الفنان عبدالعال حسن بورتريهات حميمة لزوجته وابنته, تعكس رؤى شبه تكعيبية لقسمات الوجه, بالإضافة إلى حسنواته من البدويات والفلاحات بألوانهن الغنية وملابسهن المزركشة, وتتميز رؤى عبدالعال بالتكوين المحكم والحوار المتبادل بين الموديل والخلفية حيث تتخذ نفس الأهمية التشكيلية فيلد ذلك التكامل الحادث حالة من الانسجام والهارمونية التي لا تخطئها العين. أما الفنان زهران سلامة الذي يساهم في الحركة التشكيلية منذ عام 1964, يشتهر بتصوير القاهرة الفاطمية وبخاصة "المسافر خانة" قبل أن تحترق, نرى في لوحاته عمقا وجداينا يرسخ أهمية المكان كعنصر تراثي هام وليس مجرد خلفية للمشهد الإنساني, وفي هذا المعرض نلتقي ببورتيريه لوالد ووالدة الفنان يغوص فيهما داخل أعماق الشخصية المصرية بملامح وخطوط غائرة حفرها الزمن والتي تحكي قصة من الحب والكفاح معا. بينما الفنان سمير فؤاد الذي يساهم بإبداعاته الغنية في الحركة التشكيلية المصرية منذ عام 1984يعزف على أوتار الحركة الدائبة عندما يتناول البورتريه, فهو يتخلى عن الرؤى التقليدية ويتخطاها إلى توتر اهتزازي مناقض للثبات, ويحقق في لوحاته الحركة وضدها في براعة ملحوظة تطاوعه فيها الألوان المائية والزيتية على حد سواء. في حين تتميز بورتيريهات فريد فاضل بعمق سيكولوجي يعكس مهنته كطبيب عيون يهتم بأدق تفاصيل الوجه الإنساني ثم ينتقي منها ما تسجله ريشته بحب, لتأتى أعماله المبهرة على مستوى عال من الحرفية والسيطرة على التكوين, ويتناول الفنان الفلاحين والصيادين والبسطاء وأهالي الواحات والصحراء, كما يعرض رؤية جديدة في بورتيريه لفتاة جميلة وسط جو من الحلم الأثيري اللذيذ تعانق السحب والنجوم, وتستحضر أجواء الفانتازيا والميتافيزيقا. يقول الفنان زهران سلامة: "مفهومي الشخصي للبورتيريه" أعتقد أنه لأي فنان معاصر يتحدد بعدة اعتبارات من أولها تكوين معتقد خاص له يجيب على أشواقه الجمالية تقنية, وتوجها نحو معنى يستبطنه ويعتمد بصحته, ذلك أن أي فنان لابد أن يكون ملما بمكانه وزمانه, وعارفا على قدر استطاعته بميراث فن التصوير على مدى العصور, فلكل عصر مفاهيمه. ويقول الفنان فؤاد سمير: "عن تصوير الوجه الإنساني" لا يحتاج المرء إلى جهد كبير لكي يكتشف أن الإنسان منذ أن بدأ ينمي مهاراته في التصوير والنحت وهو شغوف ومولع بتمثيل الوجه البشري, استعمله في طقوسه وعباداته, وتمثل الآلهه المعبودة على شاكلته, ووضعه أجدادنا الفراعنة على أغطية توابيتهم لكي ترشد الروح سبيل العودة إلى الوعاء الجسدي. كما يقول الفنان عبدالعال حسن: "فن الإحساس المرهف" يدعى بعض الفنانون الذين لا يتمتعون بالقدر الكافي من الكفاءة الفنية والحسية أن فن البورتريه من الفنون التي تعتمد على القدرات والمهارات التقنية. ولكن حقيقة الأمر هي أن البورتريه أو فن رسم ملامح الوجه من الفنون الصعبة جدا, وسر صعوبتها لا يكمن في احتياجها لقدرات خاصة بل على العكس تماما, فهي تحتاج إلى حس فني عال جدا وهذا ما يفتقده أحيانا كثير من الفنانين. بينما يقول الفنان فريد فاضل: "البورتيريه مرآة الروح" البورترية.. ذلك الفن الجميل الذي اتخذ الإنسان غايته وموضوعه الأساسي, يسجل انعكاس شخصيته في مرآة قد تجمل أحيانا, وتقسو أحيانا أخرى, فالإنسان بطبعه مولع بالرؤى والصور, وذاكرته كثيرا ما تحفل بمشاهد من الطفولة يستدعيها بشجن عند احتياجه لحميمية مفقودة, فالصورة الإنسانية حضور لشخص ما, أو تسجيل لمشاعر تشترك فيها جماعة من الناس, أو تجسيد لمجموعة من القيم نفتقدها في قسوة الواقع ونحققها فقط في الفنون. وأهمية أن نرسم الوجه الإنساني في حين يمكننا أن نصوره بالكاميرا هو لعدة مفاهيم منها التأكيد على إبراز روح الشخصية وليس فقط قسمات وجهه لكي ما تنطق كل لمسة فرشاة بما في داخله من خلجات وإيماءات ومشاعر دفينة قد تراها العين بينما تعجز الكلمة عن البوح بأسرارها.