افتتح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرض انتاج ورشة العمل الدولية لأتيليه الإسكندرية التي استمرت عشرة أيام, وضمت ستة وثلاثون فنانا من أربعة عشر دولة, تحت رعاية الدكتور محمد رفيق خليل رئيس أتيليه إسكندرية, والفنان معتز الصفتي مدير الأتيلية. محيط رهام محمود ساهمت مؤسسة فورد والمورد الثقافي ونقابة الفنانين التشكيليين بالإسكندرية في دعم هذا الحدث الذي استضاف عددا كبيرا من فناني دول العالم, بهدف التبادل الثقافي بين حضارات الدول المختلفة, والذي جمع بين الإتجاهات الفنية المختلفة "جرافيك, تصوير, نحت, خزف, تصوير فوتوغرافي, أعمال مركبة", وتنوع الموضوعات والخامات لدى كل فنان. ومن بين الفنانين العارضين محمد نبيل, ووليد جاهين, وعايدة خليل من مصر, وإفا كاريدي "اليونان", وكيانجا فورد "أمريكا", وميرنا بامية, وريما المزين "فلسطين", وعلي المحضار, وسناء الصابري "سلطنة عمان", باربرا جيريري, وإمانويل تومينلى"إيطاليا", ومونيكا بيشلر "النمسا". تقول ريم حسن مديرة الورشة... ان ورشة العمل الدولية الأولي بالإسكندرية هي حدث فني جديد, الهدف منه الابداع من أجل الابداع, دون أي معوقات أو قيود من أي نوع, لهذا كان التجمع بعيدا عن الأشكال المتعارف عليها في المعارض الجماعية, فالورشة هنا هي محاولة أضافة جديد لرؤية تشكيلية إبداعية مختلفة للتعرف على مناهج مختلفة في التفكير من خلال اللقاءات التي لا تخضع لمبدأ التنافس أو الجائزة وان نترك لأنفسنا الفرصة لدخول دائرة العمل الجماعي والاحتكاك والتحاور والإقتراب من مناطق الإختلاف والإتفاق وقبول الآخر. قام الفنان المصري محمد نبيل "مدرس مساعد بقسم الجرافيك كلية الفنون الجميلة" بتنفيذ أربعة أعمال "جرافيك, حفر على اللينو" من الطباعة البارزة باللونين الأسود و الأبيض, تميزت بالديناميكية و الحركة رغم أعتمادها على الخطوط الحادة, و الأعمال عبارة عن تجريد هندسى لمناظر تعبر عن المدينة, تمكن الفنان من تناولها من خلال رؤية مختلفة جائت على درجة عالية من الرقى فى التناول, وهذا ما تميز به أعمال الفنان الذى مثل مصر فى العديد من المعارض الدولية, و حصد خلال سنوات قليلة العديد من الجوائز "من بينهم الجائزة الثالثة والثانية بينالي بورسعيد السادس والسابع, الجائزة الشرفية ترينالي مصر الدولي الرابع, الجائزة الثالثة المعرض الخاص الأول". عرضت الفنانة الفليسطينية ريم المزين أربعة لوحات تجريدية بألوان الأكريليك متعددة الأسطح, واستمدت موضوعاتها من الحضارة الكنعانية الفلسطينية, واستخدمت الزخارف التراثية والرموز الكنعانية "كالنخيل, والهلال, وآله الأفعي" في اعمالها, وكثر استخدام اللون الأحمر الكنعاني في لوحاتها. وفي إطار معاصر استلهم الفنان المصري وليد جاهين اعماله من الحضارة المصرية القديمة, وعرض ثلاثة لوحات بألوان الزيت على توال, واستخدم الرموز الفرعونيةفي صياغة اعماله. وفي مجال التصوير الفوتوغرافي تركت الفنانة الأيطالية تريسا كابسو عدستها لتلتقط صورا لها "في غرفة منعزلة بالأتيليية" وهي تدور حول نفسها في أوضاع مختلفة, ومن شرائح البلاستيك قدمت الفنانة التركية أردان أوزمنولوجو "عبر أرضية حديقة الأتيلية" عملا مركبا يصل حجمه إلى 3×4متر, يمثل بورتيريهات لفتيات رسمت بخطوط سوداء, كما عرض الفنان حازم عبد الخالق من مصر ثلاثة اعمال نحتية " أثنان نحت على خشب, وعمل آخر ألومنيوم" تمثل عناصر محورة لحيوانات. يقول د. محمد رفيق خليل... حين تأسس أتيلة الإسكندرية عام 1934 كان يحمل ثلاث رسالات, أولها تجميع الآداب والفنون والتلاقي بين كل المبدعين, وثانيها مزج مختلف ثقافات البحر المتوسط في بلتة واحدة لكي يبدأ الحوار والإتحاد عن طريق التنوع, وثالثها مشتقه من إسمه أي الورشة لضمان تواصل الأجيال والعمل المشترك من أجل الرقي والإبداع الخلاق, من هنا كانت الدعوة للورشة الدولية ليشارك بها فنانين من دول أوروبية ومتوسطية ولتوسيع المجال ليشمل قارتنا الأفريقية بل ويمتد إلى العالم الجديد.