واشنطن : أعلنت مصادر عراقية اليوم الأحد مقتل خمسة عناصر من جيش المهدي واثنين من الشرطة قتلوا خلال الاشتباكات التي اندلعت صباحا بمناطق شمال بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى المضطربة. وقد أكد مسؤولون في مستشفى بعقوبة تلقى جثث سبعة أشخاص بينهم اثنان من الشرطة وثلاثة جرحى, فيما قال متحدث عسكري أمريكي إن الأحزمة الناسفة هي السلاح المفضل بالنسبة لتنظيم القاعدة, مشيرا إلى تزايد معدلات العمليات "الانتحارية" في العراق. وأضاف الأميرال جريجوري سميث :" هناك تزايد في استخدام الانتحاريين الذين يرتدون أحزمة ناسفة", مؤكداً أن معدل العمليات الانتحارية كان أواخر العام 2007 بين 8 إلى 10 هجمات شهريا لكنه ارتفع في فبراير/شباط الماضي إلى 18 عملية, وقال:" لاحظنا أيضا أن العديد من مقاتلي القاعدة يرتدون أحزمة ناسفة يستخدمونها إذا تعرضوا للاعتقال..لم نشاهد هذا الأمر من قبل" مشيرا إلى أن "هذه الطريقة لم يستخدمها في السابق سوى المسؤولين في تنظيم القاعدة". ورأى المتحدث أن القاعدة تسعى إلى تجنيد المزيد من المقاتلين الأجانب لتنفيذ عمليات انتحارية, مشيراً الى أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية وسوريا أتاحت تقييد حركة تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق, كما أكد أن أعداد هؤلاء المتسللين إلى العراق كانت بحدود المئة شهريا قبل عام أما في الوقت الحالي فإنهم يتراوحون من 40 إلى 50 شهريا تطلب القاعدة من معظمهم شن هجمات انتحارية. ومن جهة أخرى أعلن البيت الابيض مساء الأحد مغادرة ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي الولاياتالمتحدة متوجها الى الشرق الاوسط في جولة تهدف الى اثارة المخاوف بشأن ارتفاع اسعار النفط ودفع محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين والسعي للحصول على دعم بشأن العراق الذي تمر عليه هذا الاسبوع الذكرى الخامسة للحرب هناك. وسيزور تشيني كلا من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والاراضي الفلسطينية وتركيا خلال جولته التي تستمر تسعة أيام، ويتوقع أن يستغل تشيني علاقاته الشخصية مع الكثير من قادة المنطقة للحصول على دعمهم في جهود واشنطن لوقف الطموحات النووية الايرانية. ومن المنتظر أن تتصدر الأزمة السياسية في لبنان والوضع في سوريا وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة واسعار النفط جدول أعمال تشيني خلال جولته التي تشمل بعد سلطنة عمان كلا من المملكة العربية السعودية واسرائيل والضفة العربية ومن ثم تركيا . وقال مسئول أمريكي رفيع المستوى إن تشيني سيطالب المملكة العربية السعودية بالتقرب بصورة أكبر من الحكومة العراقية بغية احتواء النفوذ الاقليمي لايران المجاورة للعراق, موضحاً "أن الولاياتالمتحدة يمكنها القيام بالكثير من اجل العراق لكن لا يمكننا ان نعطي العراق دعامة في العالم العربي او شرعية للمشروع العراقي الجديد، التي تأتي من تكامل شامل مع المنطقة". ومن المستبعد أن يطلب تشيني من العاهل السعودي التوجه شخصيا الى العراق قائلا:" لا نضع شروطا كهذه, لكن سيكون من الجيد تعيين سفير سعودي دائم وسفير مصري دائم" وان يقوم وزراء عرب مهمون بزيارة بغداد. وسيلتقي نائب الرئيس الامريكي خلال جولته كذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت فضلا عن مسؤولين اسرائيليين كبار اخرين وسيلتقي على انفراد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض في محاولة لاقناع الطرفين بالتفاوض من اجل السلام كما التزما خلال مؤتمر انابوليس الدولي في الولاياتالمتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني. وفي تركيا, يتوقع أن يؤكد تشيني للسلطات التركية خلال زيارته دعم الولاياتالمتحدة لها في اطار مكافحتها لحزب العمال الكردستاني الذي يعتبره البلدان "منظمة ارهابية", وتتزامن جولة تشيني مع الذكرى الخامسة لبدء الحرب في العراق من قبل ائتلاف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة في 20 مارس/ اذار 2003، ويعد تشيني احد مهندسي هذه الحرب التي لا يزال احد كبار المدافعين عنها.