لندن : كشفت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية أن العلاقات بين قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وصلت إلى درجة من التردي . ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي " عن الصحيفة "إن المالكي وجه مناشدة مباشرة إلى الرئيس بوش لإزاحة الجنرال ديفيد بيتريوس ، الا إن الإدارة الأمريكية رفضت هذه الدعوة ". وأوضح مساعدي الرجلين أن بيتريوس والمالكي يخوضان في أشواط من الصياح والتراشق الكلامي، حيث يختلفان بالأخص على خطوات الجنرال الأمريكي لتسليح العشائر السنية التي تقاتل القاعدة. وذكرت الصحيفة أن مصدرًا عراقيًا، قال "إن المالكي استخدم اتصالاً مرئيًا مع الرئيس بوش حيث دعا فيه إلى التخلي عن الاستراتيجية التي اعتمدها الجنرال وارتبطت به"، وقال المسؤول "لقد أبلغ (المالكي) بوش أنه إذا استمر بيتريوس في خطته، فإنه سيسلح الميليشيات الشيعية"، وأضاف المصدر أن بوش طالب المالكي بالهدوء. وفي اجتماع آخر مع الجنرال بيتريوس قال المالكي له: "لا أستطيع أن اتعامل معك بعد الآن. سأطلب أن يحل آخر محلك". وقد اعترف الجنرال بيتريوس بأن العلاقة مع المالكي عاصفة، إذا قال ببعض السخرية: "لم نتبادل اللكمات". يذكر أن تأييد الرئيس بوش للمالكي يثير جدلاً حادًا داخل الإدارة الأمريكية بسبب علاقات المالكي بالميليشيات الشيعية المسؤولة عن بعض أسوأ أعمال العنف الطائفي. ومن جانبه ، قال رايان كروكر السفير الأمريكي في العراق، والذي حضر بعض الاجتماعات الأسبوعية العاصفة بين المالكي والجنرال بيتريوس، إن الزعيم العراقي شريك قوي لأمريكا. وتابع قائلاً: "لا زعيم في العالم تحت ضغوط كالتي يتعرض لها المالكي دون شك". وأضاف: "أحيانًا ينفس عن هذا الإحباط، ولا ألومه في ذلك، بل لو كنت مكانه لفعلت الشيء نفسه على الأرجح".