رام الله: يصل إلى رام الله اليوم الخميس وفد أمني مصري رفيع المستوى في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها القاهرة لانجاح الحوار الوطني الفلسطيني حيث يلتقي الوفد الرئيس محمود عباس وقادة "فتح" والفصائل الفلسطينية الاخرى. وذكرت صحيفة " القدس" الفلسطينية ان الوفد المصري كان قد زار دمشق خلال الأسبوع الماضي واجرى محادثات مع قادة الفصائل هناك بما فيها حركة "حماس" وذلك لتوفير المناخ الملائم للوصول إلى جلسة الحوار الوطني الشامل في 25 يوليو/ تموز الجاري في القاهرة. ويضم الوفد المصري كلا من اللواء محمد إبراهيم مساعد مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان ومدير مكتبه احمد عبدالخالق ومن المتوقع ان تتركز جهود الوفد على القضايا الميدانية العالقة بين فتح وحماس لا سيما ملف الاعتقال السياسي في الضفة والقطاع والتحريض الاعلامي الذي تصاعد مؤخرا بين الطرفين. ويشار إلى ان لقاءات متعددة تجمع الفصائل في غزة لبحث مستجدات الحوار الوطني حيث عقد اجتماع رباعي خلال اليومين الماضيين ضم جبهة اليسار (الجبهتان الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني) مع حركة فتح، تم فيه استعراض آخر تطورات الحوار والنتائج السلبية المترتبة على الحوار الثنائي كما سيعقد لقاء مماثل مع حماس. وقال الناطق باسم حركة "حماس" إسماعيل رضوان:"إن الاجتماعات ستناقش آخر مستجدات الحوار الوطني الفلسطيني، وستتطرق إلى الشأن الفلسطيني الداخلي"، موضحاً أن الهدف من تلك الاجتماعات تهيئة الأجواء لإنجاح الحوار واستعادة الوحدة الوطنية. وحول وصول الوفد المصري إلى مدينة رام الله اليوم الخميس، قال: "إن الجهد المصري المبذول يأتي في سياق تذليل العقبات التي اعترضت جولة الحوار السادسة، خاصة فيما يتعلق بقضية الاعتقال السياسي". وأعرب عن أمله في أن يتمكن الوفد المصري من إنهاء ملف الاعتقال السياسي وصولاً إلى تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام. بدوره ، كشف مصدر مِقرب من حركة فتح أن مصر أعدت خطة شاملة لإنهاء الانقسام الفلسطيني وإبرام اتفاق تهدئة مع إسرائيل وحل ملف الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط. وأكد المصدر ، لموقع "الإعلام المركزي" التابع لحركة فتح ، أن القاهرة تصر على أن تكون جولة الحوار السابعة المقررة في القاهرة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري الجولة الأخيرة للتوصل لاتفاق لحل الخلافات الداخلية الفلسطينية. وأوضح المصدر أن مساعدي مدير المخابرات المصرية عرضا الخطة المصرية الجديدة على قيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي في دمشق قبل توجههما إلى رام الله لعرضها بصورة رسمية على الرئيس عباس. وأضاف أن مباحثات الوفد المصري مع قيادتي حماس والجهاد في دمشق تضمنت ملفات المعتقلين السياسيين والقوى الأمنية المشتركة في غزة وموضوع تشكيل اللجنة الفلسطينية العليا لتنفيذ الاتفاق وموضوع الانتخابات الفلسطينية التي ستجري في مطلع كانون ثاني 2010 وقضية الجندي شاليط والأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل. وفي هذا السياق ، قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إن مشاورات الوفد الأمني المصري تأتي في ظل حراك سياسي يجري في هذه الأيام لإنقاذ مسيرة الحوار الوطني الشامل. وأكد أن مصر تبذل جهودا بارزة في هذا الإطار من خلال وفد مصري رفيع المستوى، موضحا أن هذه الجهود تتركز لضمان توفر الأجواء الملائمة للوصول لجلسة الحوار الوطني الشامل كماهو متوقع في ال25 من الشهر الجاري.