اكتسب الزي الأزهري رونقا خاصا ذلك الزي الذي يتكون من عمامة وكافلة ورغم انه من القماش كغيرهما من الملابس إلا أن لهما بريقا خاصا ومكانة مرموقة بين غيره من الملابس الأخرى لطالما حمل أصحابه شعلة العلوم الإسلامية والمحافظة علي اللغة العربية في بعض العصور. وحظي الزي الأزهري بالتفاف الناس حوله فله حضارة ضاربة بعمق التاريخ منذ مئات السنوات إلا أنها تراجعت حتى وصل الأمر إلي أن أبناء الأزهر من الطلبة والخريجين أصبحوا يرتدون الملابس العصرية واقتصر مشايخ وأئمة الأوقاف علي ارتدائه داخل المساجد في صلاة الجمعة فقط. وتحاول مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف بذل الجهود لإعادة انتشار الزي الأزهري بين مدرسي العلوم الشرعية والعاملين بوزارة الأوقاف حتى يكون جزءا لا يتجزأ من عاداتهم اليومية ويبقي السؤال: هل يعود الزي الأزهر بموجب قرارات تفرض أو علاوات تعطي؟. الزي الأزهري له مكانة دينية مرموقة يقول فضيلة الشيخ عيد عبد الحميد يوسف المشرف العام بالجامع الأزهر إن الزي الأزهري له مكانة دينية مرموقة في مصر والعالم الإسلامي منذ أن أصبح الأزهر منارة للعلوم الاسلامية الشريفة لكن إعادة رونق الزي الأزهري إلي مكانته الطبيعية المعهودة التي كان عليها من حيث انتشاره بين الناس وارتباط خريجي الأزهر به ليس بالأمر السهل والهين بل علي العكس فهو من الصعوبة بمكان، وفرض الزي الأزهري علي إنسان نشأ في بيئة معينة وعصر معين واعتاد ارتداء ملابس تواكب مجتمعه الذي نشأ فيه يمثل حجر عثرة وعند فرض هذا الزي عليه فمن البديهي إن يرفض ويتمرد فحتى دعاة وزارة الأوقاف والمنوط بهم ارتداء الزي الأزهري بشكل مستمر أصبح الزي عندهم مقتصرا فقط في المساجد بل في صلاة الجمعة من كل أسبوع. وأضاف، الزي الأزهري له رونقا خاصا ودلالة علي شخص ملتزم ومتدين علي جانب من العلوم الدينية الشريفة وله من الوقار والاحترام الدرجات العلا والشباب الآن لا يريد ارتداء زيا يقيد حريتهم وتحررهم كما أن هذا الزى يلزمهم بحفظ القرآن الكريم ونحن نواجه الآن كارثة حقيقية علينا الاعتراف بها وهي أن شباب الأزهر في مرحلة الجامعات أكثرهم لا يحفظ القرآن الكريم بشكل جيد يليق بطالب ينتسب إلى مؤسسة مثل الأزهر الشريف ويتجلي هذا في أبهى صورة في مسابقات الإمامة والخطابة التي تعقدها وزارة الأوقاف فغالبا لا تتعدي نسبة الناجحين ال20 بالمائة من إجمالي المتقدمين للمسابقة. الزي الأزهري لابد أن يعود لمكانته ويري الشيخ عبد الحميد أن الخطوة الأولي التي يجب إتباعها لإعادة الزي الأزهري إلى مكانته الطبيعية هي توحيد الزي في المعاهد الأزهرية في المرحلة الابتدائية في كافة أنحاء الجمهورية تدريجيا حتى يعتاد طالب الأزهر علي ارتدائه منذ الصغر وسط عامة الناس. وأشاد بقرار مشيخة الأزهر الذي اشترط ارتداء الزي الأزهري للترقيات وتولي المناصب القيادية بالنسبة لمدرسي العلوم الشرعية والعربية في المعاهد الأزهرية والتسهيلات التي تقوم بها مشيخة الأزهر لتنفيذ هذا القرار من سهولة الحصول علي الزي بالإضافة إلى العلاوات المالية. الفرق بين الزي الأزهري والسلفي وأوضح المشرف العام بالجامع الأزهر أن الزي الأزهري علم علي علم الدين الذي نهل ونشأ في ظلال اعرق مؤسسة لنشر العلوم الإسلامية في العلم الإسلامي اجمع ويلتقي حوله الناس ويولونه مهابة خاصة لما له من علم حاباه وكرمه الله به علي غيره. أما الزي السلفي وهو الجلباب القصير الذي اشتهرت الجماعات الإسلامية والسلفية بارتدائه وإن كان سنة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا أن أعضاء هذه الجماعات وظفته بصورة خاطئة بالإضافة إلى انه لم ينل ما حظي به الزي الأزهري من التفاف الناس حوله وتقديره فالزي السلفي لا يدل علي قدر من يرتديه أو مكانته العلمية وما إذا كان يحفظ القرآن حتى أم لا. استغلال الزي الأزهري في السياسة وطالب الشيخ عيد عبد الحميد كل من يرتدي الزي الأزهري أن يصونه من دنس السياسة والابتعاد عن المعارك السياسية لافتا إلي انه لا يلجأ إلى هذه الطرق الملتوية إلا ضعاف الأنفس من أبناء الأزهر الشريف وهؤلاء يستغلهم الساسة في فتاوى هوائية بغية التفاف الناس حولهم. وشدد علي ضرورة ابتعاد رجال الأزهر عن السياسة لأنهم ملجأ الناس عند الحاجة إلى من ينير دروبهم ويوجههم في أمور دينهم، أما خوض غمار السياسة يفقدهم الثقة لدي الناس. الالتزام بالزي لا يتجاوز 5% من جانبه أوضح الشيخ جعفر عبد الله, رئيس قطاع المعاهد الدينية بالأزهر الشريف أن عدد المعاهد في الجمهورية بلغ9 آلاف و258 معهدا منها3 آلاف و536 من المرحلة الابتدائية و3272 للمرحلة الإعدادية بنين وبنات وفي الثانوي بلغ عدد المعاهد حاليا2142 معهدا و380 معهدا للقراءات ولا تتجاوز نسبة الالتزام فيها بالزي الأزهري عن5%, ومع بداية التنفيذ سيتم إحالة المخالفين إلي التحقيق ومجازاتهم بما يتراوح بين التنبيه والحرمان من الترقية. الزي الأزهري شرطا للترقية الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر أعلن قرار اعتبار ارتداء الزي الأزهري شرطا من شروط الترقيات وتولي الدرجات الوظيفية والقيادية بالنسبة لمدرسي العلوم الشرعيّة والعربية بالمعاهد الأزهرية، وتقضيليّا لغيرهم. وحتى يكون هناك تيسيرا على المدرسين والموجهين وشيوخ المعاهد وغيرهم تم الاتفاق مع وزير الأوقاف على توريد الزي الأزهري بعد إنتاجه بسعر التكلفة للراغبين من العاملين بالأزهر الشريف حيث سيتم توريد الصيفي ب150 جنيها والشتوي ب 180 جنيها.