رحب زعماء سياسيون لبنانيون بإعلان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع "حزب الله " باعتباره حزباً سياسياً، وتفاؤله بتأليف هذه الحكومة. وأشاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في تصريح لجريدة "السفير" اللبنانية بموقف الحريري، وقال: "إن هذا مؤشرا إيجابيا، من شأنه أن يفتح آفاقا واسعة لتشكيل الحكومة"، وتمنى أن يتفاعل الجميع معه من أجل إخراج الحكومة الجامعة من التداول النظري الى التطبيق الفعلي والترتيب العملي. من جانبه، قال وزير الشئون الاجتماعية وائل ابو فاعور ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي في حكومة تصريف الأعمال: "إن جنبلاط يتابع اتصالاته المكثفة مع رئيسي الجمهورية والمجلس والرئيس المكلف والرئيس السنيورة، إضافة الى قيادة حزب الله في محاولة للخروج بصيغة نهائية للتوافق على تشكيل الحكومة". ونوه أبو فاعور بموقف الحريري، وقال: "إن من شأنه تسريع الأمور"، مشيرا إلى أن التفاصيل المتعلقة بالحصص الوزارية وتوزيع الحقائب متروكة بصورة أساسية لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف. ولقي موقف الحريري صدى إيجابيا لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال لصحيفة "السفير": "هذا موقف كبير جدا، فبرغم المناسبة القاسية والمريرة، غلّب الحريري حسه الوطني على كل شيء"، وأعرب في تصريح لصحيفة "الأخبار" عن تقديره لموقف رئيس تيار "المستقبل" الذي أبدى استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة مع حزب الله ، معتبرا أنه "على الرغم من عمق الحالة الشخصية للرئيس الحريري ، فإنه يظهر حرصاً كبيراً على المصلحة الوطنية". وأشار بري إلى أن الحكومة المنتظرة، هي حكومة وطاولة حوار ووحدة وطنية، وإضافة إلى أنها تجمع جميع الأفرقاء، وتوفر فرصة جيدة للحوار، فإنها تسهم إسهاماً كبيراً في الاستحقاق الرئاسي". وبشأن البيان الوزاري، قال بري: "إنه لا مشكلة في الموضوع ، ويمكن الاتفاق على صيغة ترضي الجميع ، البيان يصاغ بعد التشكيلة، دستورياً، والحقيقة هذا ليس موقفي فقط، بل هوموقف الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام والنائب وليد جنبلاط". وعن الأحداث الأمنية في البقاع وطرابلس، قال: "نحن في سباق بين الانفجار الأمني وتأليف الحكومة والفجور السياسي يسهم في الأحداث الأمنية". من جانبه، لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق إلى أن موقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري هو مجرّد إعلان نوايا، ولا يغيّر من طبيعة النقاش السياسي حول صياغة مشتركة مع 14 آذار بشأن البيان الوزاري. وقال المشنوق في تصريح لصحيفة "النهار": "إننا مصرون على تفاهم واسع لقوى 14 آذار حول الحكومة والبحث مع جعجع تناول البند الوحيد الباقي من الاسئلة الخمسة وهو يتعلق بالبيان الوزاري"، وأكّد أنه لا تراجع عن الخماسية التي طرحها، كاشفاً أنّ جعجع والمستقلّين "مصرّين على تفاهم سياسي حول البيان الوزاري قبل التأليف، الأمر الذي يعني أنّ الأمور ما زالت تدور في الحلقة نفسها. وكان الحريري قد اعتبر - في تصريح عقب مشاركته في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر قضية اغتيال والده رفيق الحريري في لاهاي - أن الشراكة مع حزب الله في الحكومة شيء جيد للبلد وللاستقرار فيه، مشيرا إلى أنه لم يقدم تنازلات في خصوص المشاركة مع الحزب، وقال: "إن مبدأ المحاكمة هو أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ونحن نعرف بأنهم افتراضياً ارتكبوا الجرائم، ولكن في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع العونيين وآخرين، وأكد أنه يحاول أن نحكم البلد مع الجميع فلا نريد أن نبقي أحدا خارجا ، ونحن نريد أن يستقر البلد. ونقلت صحيفة "السفير" القريبة من 8 آذار عن أوساط سياسية بارزة قولها " بدا سعد الحريري أمس أقرب من أي وقت مضى من صورة والده السياسية "، وقالت: "إن هناك مسئولية وطنية بحماية هذه الوجهة الإيجابية من كل أطياف لبنان ، لأن البديل هو التفريط بالاستقرار".