أكد سفير الكويت لدى طرابلس مبارك العدواني أن العلاقات الليبية الكويتية بين البلدين الشقيقين وطيدة وقوية، لافتا إلي أن الأمير الشيخ صباح الأحمد يؤكد دائما حرصه الدائم وتأكيده على أمن واستقرار ليبيا. وأعرب العدواني في حوار مع مراسل وكالة أنباء "الشرق الأوسط" بطرابلس - عن رغبة بلاده في تعزيز أواصر التعاون البناء مع ليبيا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، مشددا على أن بلاده تأمل في بداية عهد جديد توثق فيه العلاقات بين البلدين على جميع المستويات، وأن تكون ليبيا مفتوحة اقتصاديا أمام الكويتيين للاستثمار فيها مع الاستفادة من خبرات الكويت فيما وصلت إليه من تطور للمجتمع المدني. وأضاف أن "الكويت كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، وكان هذا الاعتراف سندا للشعب الليبي ورفعا من معنوياته، إضافة إلى المساعدات التي قدمتها الكويت بقيمة 180 مليون دينار على شكل مساعدات عينية من وقود للمنطقة الشرقية وسيارات إطفاء وبعض التجهيزات التي يحتاجها الشعب الليبي في وقتها، مشيرا إلي استقبال الكويت لعدد من مصابي الثورة وعلاجهم وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم طوال مدة إقامتهم في البلاد. وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية الليبية، أكد السفير الكويتي أن ما يحدث الآن في ليبيا هي مرحلة مخاض عسير، لافتا إلى أن البلاد لا تملك الآن مقومات الدولة ولكنها بدأت في البناء وستؤسس خلال الفترة المقبلة دولة مؤسسات معتمدة على المشاركة الشعبية في بنائها. واعتبر أن ما يحدث الآن في ليبيا من انفلات أمني واعتصامات أمام الوزارات هو شيء طبيعي وليس بالغريب على نجاح قيام الثورات. وأضاف أن المشاكل التي كانت متراكمة منذ 42 عاما بدأت تظهر أمام الجميع ويجري التعامل معها ولكن ستستغرق وقتا ليس بالقليل من أجل إنجازها. وأشار إلي أن الأوضاع الأمنية في ليبيا ليست بالمخيفة ولكن بالوقت نفسه لا يمكن القول إنه مسيطر عليها بالكامل، ولكن يوجد أمان بالبلاد. وتابع أن "الطريق لا يزال طويلا أمام ليبيا التي تواجه تحديات كثيرة"، منوها بوجود جهود حقيقية من أبناء ليبيا المخلصين لبناء الدولة من جديد على قواعد سليمة. ولفت إلى أن النظام السابق في ليبيا لم يترك أي شيء حقيقي للدولة، سواء مؤسسات أو بنية تحتية، كما أهدر ثروة البلاد النفطية طوال 42 عاما، مشيرا إلي أن ليبيا وبعد إزاحة النظام السابق تسعى إلي إقامة علاقات متوازنة مع دول العالم. وحول استضافة الكويت للمؤتمر الثاني للمانحين يوم الأربعاء القادم.. أكد العدواني على أهمية المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الشعب السوري والنازحين من خلال الأممالمتحدة، موضحا أن الاستعدادات قائمة على قدم وساق لتنظيم هذا المؤتمر المهم، الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد ترحيب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح باستضافة هذا المؤتمر الإنساني الذي يطلق عليه "كويت2" والذي يترجم حرص القيادة السياسية في الكويت على وضع المجتمع الدولي في صورة حقيقة المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري. ونبه السفير الكويتي إلى أن بلاده منذ بداية الأحداث في سوريا حريصة على أن تكون في صدارة الدول لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب السوري وخاصة للاجئين السوريين فى دول الجوار السوري. وأوضح أنه بعد إعلان أمير الكويت عن البدء في هذه المساعدات من جميع الجهات الرسمية والشعبية والتي كانت عنوانا بارزا للموقف الإنساني لدولة الكويت، استضافت الكويت المؤتمر الدولي الأول للمانحين والذي عقد في يناير 2013 بناء على رغبة الأمين العام للأمم المتحدة، والذي اختار أن تكون الكويت هي المستضيفة لهذا المؤتمر نظرا للدور الإنساني الذي تقوم به لكافة شرائح المجتمع السوري، حيث تجاوزت قيمة المساعدات من الدول المشاركة المليار ونصف مليار دولار وفقا لطلب الأممالمتحدة لتغطية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري. وأشار إلي أن استضافة المؤتمر بالكويت ينطلق من شعورها بالمسئولية الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب السوري الشقيق.