وصف الكاتب البريطاني بيتر أوربون الأوضاع الجارية في مصر خلال زيارته الأخيرة للقاهرة ب"المقلقة"، على عكس رحلته السابقة أيام ثورة يناير، مؤكدًا أن الجميع سيدفع ثمن انهيار الديمقراطية بمصر، حسب قوله. وقال أوربون في مقال له بصحيفة التليجراف البريطانية، إنه خلال زيارته الأولى لمصر وجد كل شيء من الممكن أن يتم بعد أن تمكنت الحشود في ميدان التحرير من الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك وسط إحساس بالأمل والسعادة. وأضاف أن الوضع في مصر بدا مختلفا عند زيارته الأخيرة لمصر، حيث أصبح التظاهر الآن يعاقب عليه بالسجن بالإضافة إلى ممارسات الاختطاف والتعذيب، على حد قوله. وتابع أنه بعد "الانقلاب" الذي أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسى أصبحت مقاليد الحكم في يد العسكريين وأن من يدير البلاد فعليا هو وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي أما الرئيس المؤقت عدلي منصور ما هو إلا "دمية"، حسب تعبيره. وقال أوربون إن السيسي الذي يبدو أصغر بكثير من 59 عاما أصبحت صوره في كل مكان على المحلات التجارية والمقاهي وعلى نواصي الشوارع، مضيفا أنه من المتوقع أن يخوض الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في موعد لم يحدد بعد في هذا العام. وأضاف أوربون أن جماعة الإخوان المسلمين التي فازت في أول انتخابات رئاسية وصفها بالنزيهة والحرة منذ 18 شهرا تبدلت أحوالها من جماعة وحزب حاكم إلى نزلاء في سجون وخلية "إرهابية"، حسب قوله. وأكد أوربون أنه لم يقم بزيارة أي من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن ذلك حرصا على سلامته فقط ولكن حتى لا يلقى نفس مصير صحفيي قناة الجزيرة المحتجزين وحرصا على مصير أولئك الذين كان سيلتقيهم من قيادات الإخوان، على حد قوله. وذكر أوبورن أنه منذ عودته من مصر وهو يحاول أن يجد مبررا للموقف الغربي من مطالبات بالضغط على الحكومة المصرية بالتحقيق في عمليات قتل عمد خلال فض اعتصام لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.