أصدر بيت الشعر المغربى بيان أمس، يعلن فيه منح جائزة الأركَانة العالمية للشعر هذا العام للشاعر الفرنسى إيف بونفوا، وإن هذا الاختيار جاء لكون إيف بونفوا شاعرا منح الإنسانية، من خلال تجربته الفريدة، شعرا ذا بعد إنسانى عميق، وأنه يعتبر شاعر الحكمة والتجديد، فقد تمكن عبر أعماله الشعرية والنقدية، منذ انضمامه إلى السرياليين الفرنسيين إلى اليوم، من تجسيد صورة الشاعر الحقيقى المهووس بكتابة لا تخلو من المخاطر والتحديات. وأضاف البيان أن إيف بونفوا اشتعل بجهد كبير على اللغة كمادة ليخلق منها شعرا يمنحه تفردا وعمقا خاصين. فرغم الانبهار باللامرئى هو لا يتغاضى عن دينامية الحسى كما تتجلى فى آنية وبساطة الأشياء وأصر دوما على قياس قوته وضعفه كإنسان أكثر من ذلك، فهو أثبت قدرته على أن يجعل من كل كلمة حدثا، بل وجودا. جدير بالذكر أن الجائزة كانت من نصيب الاسبانى انطونيو غامونيدا فى العام الماضى وتُعتبر «الأركانة» أرقى جائزة شعرية يمنحها المغرب لشعراء العالم، سبق أن فاز بها فى الدورات السابقة كل من المغربى محمد السرغينى، والفلسطينى محمود درويش، والصينى بيى ضاو، والعراقى سعدى يوسف، والمغربى الطاهر بنجلون، والأمريكية مارلين هاكير. إيف بونفوا من مواليد 1923 عمل بالكتابة الأدبية والنقد والترجمة منذ عقود، وله اهتمامات بتاريخ الفن. جاء إلى الشعر من الرياضيات التى سبق أن درسها بجامعة بواتيى، قبل انتقاله إلى باريس مطلع الأربعينيات، حيث سيلتقى برموز السريالية هناك. إلا أنه ترك السريالية والرياضيات ليتخصص فى الفلسفة بجامعة السوربون، ومنذ 1981 انتخب أستاذا فى كوليج دو فرانس، ليتولى مهمة رئاسة قسم أحد الأقسام المتخصصة بالشعر. من أعماله الشعرية: «قول فى عازف البيانو»، «دو?»، «حركةً وثباتاً»، «سائدةً أمس الصحراء»، «ضد أفلاطون»، «حجر مكتوب»، «فى خديعة العتبة»، «شارع ترافيسيار»، «قصائد». ومن أعماله النقدية: التصوير الجدارى فى فرنسا الغوطية، اللامحتمل، البساطة الثانية، آرثور رامبو، أفق الباروقية الأولى، ثلاث ملاحظات عن اللون، إضافة إلى ترجماته لأعمال شكسبير: هنرى الرابع، يوليوس قيصر، هاملت، حكاية الشتاء، فينوس وأدونيس، اغتصاب لوكريس؛ الملك لير؛ روميو وجولييت. يُعتبر إيف بونفوا اليوم كبير شعراء فرنسا، ظل ينظر إلى الشعر على أنه أحد أشكال الفكر، حيث التأمل هو القناة التى تقوم عليها أعمال الشاعر، داعيا إلى ضرورة أن تأخذ كل أفكار المجتمع مكانها فى القصيدة، لكنه فى المقابل كان يرى أن أكبر وظيفة للشعر هى هدم الأيديولوجيات.