تسود حالة من التشاؤم أوساط القيادة الفلسطينية حيال الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية جون كيري للمنطقة للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وطرح ما يحمل من أفكار عليهما بهدف دفع عملية السلام للأمام. وفي ظل حالة التشاؤم السائدة فلسطينيا هناك إصرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس على قول "لا، لواشنطن اذا ما مسّت أفكارها ومقرحاتها المرتقبة المطروحة من قبل كيري الثوابت الوطنية وانتقصت من السيادة الفلسطينية"، وفق ما أكدته مصادر فلسطينية مطلعة في رام الله لصحيفة "القدس العربي". وأوضحت المصادر أن عباس لا يخشى رفض مقترحات كيري لجسر الفجوة ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشأن ملفي الأمن والحدود للدولة الفلسطينية المنتظرة، موضحة بأن كيري سيصاب بخيبة أمل إذا ما عاد للمنطقة وفي ذهنه الضغط على عباس للموافقة على مقترحات أمريكية تمسّ بالثوابت الوطنية، ومضيفة: "يبدو بأن أحلام كيري ستتحطم على صخرة إصرار الرئيس على عدم المس بالثوابت الوطنية اوالإنتقاص من السيادة الفلسطينية". ومن جهته أكد الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح كبير المفاوضين الفلسطينيين الأحد حسبما ورد بوكالة "سما" الإخبارية، أن السلام الذي يسعى إليه عباس لن يكون بأي ثمن، مضيفا: "إننا نسعى إلى السلام ولكن لن يكون بأي ثمن..فالسلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية، عاصمتها القدسالشرقية وحل قضية اللاجئين من كل جوانبها، وإطلاق سراح الأسرى، فهذا ما استشهد عليه أبو عمار -الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات-وهذا ما يتمسك به أبو مازن -الرئيس محمود عباس- وحركة فتح". ومن جهته، أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة الأحد، أن الزيارة المرتقبة لكيري لن تتعدى حمله الإيضاحات والإجابات على الإستفسارت الفلسطينية التي طرحت عليه في زيارته الأخيرة بشأن الأفكار الأمنية التي طرحها، موضحا بأن مجمل الزيارة القادمة والتي ستستغرق 4 أيام لن تتجاوز بحث الترتيبات الأمنية في غور الأردن، والسيطرة الأمنية على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية. وعلى ذلك الصعيد، استبعد مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر "الكابينت" أن يوافق عباس على مقترحات كيري بشأن الترتيبات الأمنية في الأغوار الفلسطينية. ونشر موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الأحد تقديرات وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، والتي تؤكد بأن عباس سوف يرفض التوقيع على اتفاقية الإطار التي سيقدمها كيري، ومن بين هؤلاء الوزراء وزير الخارجية أفغيدور ليبرمان ووزيرة القضاء رئيسة طاقم المفاوضات الإسرائيلي تسيفي ليفني ووزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون، حيث أكدت ليفني بأن عباس سيرفض الإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وسيرفض الترتيبات الأمنية التي سيطرحها كيري فيما يخص غور الأردن. وفيما سيرفض عباس خطة كيري أوضحت مصادر إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيوافق عليها رغم أنها تحمل إشارة واضحة لحدود عام 1967 ، إلا أنه يأمل من موافقته الحصول على موافقة أمريكية وفلسطينية لتمديد المفاوضات لعام آخر.