عندما حاولت أن أبحث في الموضوع اكتشفت عجبا . فقد توصلت إلى أن التنوع والاختلاف هو الأصل وليس التوحد والاتفاق . القضية التي أعنيها أننا نخلق من هذا التنوع والتباين الذي هو أصل الأشياء ، عداوات وقتال وحروب . وأتساءل : من أجل ماذا ؟ . هل يكون ذلك من أن أجل نحقق الاستثناء ونبتعد عما هو كائن أصلا ؟ . شيء غير منطقي بالمرة ! . القرآن الكريم أوضح لنا ذلك بجلاء في الآية الكريمة : " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " . وكذلك الآية التي تقول : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . إن الله عليم خبير " . صدق الله العظيم . أنظر أخي الكريم من ختام الآية الأولى " ولذلك خلقهم " وأيضا ختام الثانية " إن الله عليم خبير " . سنفهم أنه هو جل شأنه ، أعلم بمن خلق ولماذا خلق . نحن نتقاتل لمجرد أننا نختلف في الرأي . ويقتل بعضنا بعض للتعارض في المذهب أو العقيدة أو الميل السياسي ، مع أن ذلك هو أصل الأشياء وليس الاستثناء . لذلك أعلى الله عز وجل ورسوله الكريم ، من قيم العفو والتسامح . بل جعل التقوى التي هي مناط الأمر كله مربوطة بالعفو " وأن تعفو أقرب للتقوى " . المؤسف أننا نرتكب أفظع الجرائم باسم الدين ، وندعي زورا وبهتانا أن ما نقترفه من آثام ، هو من أجل إقامة شرع الله . والحقيقة أننا أبعد ما نكون عن شرع الله . الخطاب الديني في حاجة ماسة إلى إعادة صياغة شاملة . خطب الجمعة ومادة التربية الدينية التي أهملت عن عمد ، يحتاجان إلى صياغة عصرية جديدة تتفق وروح ومقاصد الدين . والكلام ينطبق على القنوات الدينية ، التي من أسف كانت سببا في زيادة تشرذم الناس وأسست للفرقة والتنابذ . لكن ذلك الأمر مرهون بوجود عقلاء حكماء مدركين خطورة الأمر . ولعل تلك المسألة هي أم المشاكل . فأين هم ؟! .