شاركت الجامعة الألمانية بالقاهرة بالتعاون محافظة أسوان وتحت رعاية وزارة الدولة لشئون البيئة بندوة بأسوان استمرت لمدة يومين بعنوان "تأثير الملوثات البيئية على مياه النيل". وتضمنت الندوة عرضا توضيحيا من العديد من العلماء المشاركين للحضور اشتمل على نبذة مبسطة للآثار الجانية للتلوث المائي والتي قد تكون مدمرة في أحيان كثيرة للبيئة بأكملها من حدوث تغيرات فيزيائية أو كيميائية في نوعية المياه "انهار - بحار - مصارف – عيون - أمطار " سواء أكان هذا التلوث مباشرا أو غير مباشر وهو ما يؤثر سلبا على الكائنات الحية وبالتالي يجعل المياه غير صالحة للاستخدام مما يصيب حياة المجتمع بأكمله بالتوقف والشلل التام ويهدد تحقيق أهداف التنمية المستدامة لان الماء بمثابة المصدر الأساسي لحياة البشر وسائر الكائنات الحية - وذلك حسبما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط . وقال الدكتور أحمد عبد العزيز و كيل كلية الهندسة وعلوم المواد بالجامعة الألمانية بالقاهرة و المنسق للندوة أن للتلوث المائي نوعين رئيسيين الأول التلوث الطبيعي ويظهر فى هيئة تغيير لدرجة حرارة الماء - زيادة الملوحة - أزدياد المواد الضارة العالقة به. أما النوع الثاني فهو التلوث الكيميائي وتتعدد أشكاله مثل تلوث عذوبة المياه النقية بمياه الصرف،التسرب النفطي،المخلفات الزراعية التى يستخدمها المزارع فى مكافحة الحشرات الزراعية بالمبيدات أو المخصبات الزراعية ، حسبما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط . و أشار عبد العزيز إلى أن هذا التلوث الذي يحدث ينجم عنه العديد من التداعيات لمفاهيم التلوث المائي يحدث تلفا وفسادا لنوعية المياه وهو ما يؤدى بالقطع إلى حدوث خلل فى نظامها البيئى ويقلل قدراتها على أداء دورها الطبيعي بل ويجعلها مؤذية للكائن الحي عند استخدامها كما يفقدها قيمتها الاقتصادية خاصة ما يتعلق بالموارد السمكية وغيرها من الأحياء المائية. من جانبه ، أوضح الدكتور محمود هاشم عبد القادر رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة - الحاصل على براءة الابتكار فى القضاء على مرض الملاريا والفلاريا فى العديد من الدول الأفريقية أثيوبيا- أوغندا – أن التلوث يدمر صحة الإنسان مباشرة ويصيبه بالأمراض المعوية منها الكوليرا ، التيفود ،الدوسنتاريا بأنواعها - التهاب الكبد الوبائي. وأضاف أن الضرر لا يقتصر فقط على الإنسان وما يسببه له من أمراض، وإنما يمتد ليشمل الحياة في مياه الأنهار والبحيرات لأن وجود الأسمدة ومخلفات الزراعة في مياه الصرف تساعد على نمو الطحالب والعشب وهو ما يضر بالثروة السمكية لأنهما يحجبا ضوء الشمس و الأكسجين عن تغذيتهما كما يساعدان على تكاثر الحشرات مثل البعوض والقواقع وما ينتج عنهما من أمراض نكون في غنى عنها كالبلهارسيا علي سبيل المثال. وطرح العلماء المشاركون في الندوة عددا من المعالجات للقضاء على تلوث البيئة منها المبادرة بسرعة معالجة مياه الصرف الصحي قبل وصولها للتربة أو للمحطات المائية بل ويمكن إعادة استخدامها بعد تنقيتها في ري الأراضي الزراعية والتخلص مباشرة من الأوبئة التي تنتج عن تسرب البترول والنفط الناتج عن أنشطة النقل البحري في مياه الأنهار والبحار والحد من انتشار النفايات المشعة التي قد تتواجد في بعض الصحارى المحددة لدفن تلك النفايات لإمكانية تسربها وتهديدها لسلامة المياه والمطالبة بتقنين نظم الزراعة و البناء والنشاط الصناعي التي قد تتعارض مع المصادر الأساسية لمياه الشرب. كما طالب المشاركون بإعادة تدوير بعض نفايات المصانع بدلا من إلقائها في المصارف التى قد تختلط بالمياه النقية ووضع جدولة ميقاتية دورية للتحليل الكيميائي والحيوي للماء بواسطة المختبرات المتخصصة بذلك ضمانا لمدى مطابقتها لمعايير الجودة الشاملة للمياه ولقياس مدى تلوث الهواء الذي يحدث بالتالي تلوثا لمياه الامطار ويحوله إلى ماء حمضي يعقبه الكثير من المشاكل الناتجة المتشابكة.