بالرغم من التقدم العلمي الذي وصل إليه الإنسان لازالت فيروسات الإيدز تتفوق حتى الآن على البشر خاصةً في سرعة الإنتشار، فمقابل كل شخصين يحصلون على علاج لفيروس الإيدز هناك خمسة حالات عدوى جديدة. هذا ما أكده الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، في حديث خاص ل"محيط"، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإيدز الذي يوافق 1 ديسمبر من كل عام تحت شعار "نريد أن نقضي على الإيدز قضاءً مبرماً فلا يتسبب في عدوى جديدة ولا تمييز ولا وفيات". وأوضح بدران أن معدل ازدياد مرض الإيدز في الدول العربية يتجه نحو الارتفاع، بالرغم من أن المنطقة العربية كانت تصنف على أنها من أقل المناطق التي ينتشر فيها الإيدز، لكن تقارير دولية تشير إلى أن منطقتنا أصبحت ضمن أكثر المناطق التي يتسارع فيها نمو معدلات الإيدز على مستوى العالم. وأشار بدران إلى أن النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، و يرجع ذلك لضعف جسد الإناث وزيادة مساحة البطانة الداخلية المخاطية للأجزاء التناسلية مقارنة بالرجال وتعرضهن للعنف الجنسي الذي يهتك هذه البطانة، وإضطرارهن أو إجبارهن علي ممارسة الجنس مع مصابين بالإيدز. وأضاف أن 50% من الشباب على مستوى العالم لايعلم طرق العدوى، كما أن 50 % من حالات العدوى الجديدة تظهر في الشباب من عمر 15 إلى 24 سنة، مشيراً إلى أن 25% من المرضى المصابين بالإيدز في المملكة المتحدة لايعرفون كيف أصيبوا. ماهو الإيدز أوضح بدران أن الايدز ينشأ عن الإصابه بفيروس نقص المناعة البشري وهو فيروس خطير يدمر خلايا الجهاز المناعي ويجعل الإنسان فريسه للميكروبات التي تفتك بالمريض، وفتره الحضانه هى الفتره ما بين حدوث العدوي وظهور الأعراض وتتراوح ما بين 6 أشهر وعدة سنوات. ويشعر المريض بأعراض تشبه الأنفلونزا وتنتهي تلك المرحلة بظهور أجسام مضادة للفيروس في مصل الدم، ويكون فيها المصاب حاملاً للفيروس، ولا تظهر عليه أي أعراض مرضية ولكنه يصبح مصدراً لعدوى الآخرين وقد تمتد تلك المرحلة إلى سنوات عديدة. ثم يبدأ ظهور الأعراض في صورة ارتفاع في درجة الحرارة ونقص مطرد في الوزن مع كثرة الإصابة بالإسهال وتضخم الغدد الليمفاوية في جميع أجزاء الجسم، وفي هذه المرحلة تظهر أهم الأعراض في شكل الشعور بالتعب والإجهاد العام للجسم دون سبب، والتورم في الغدد الليفماوية، وارتفاع درجة الحرارة لمدة أكثر من 10 أيام، والعرق أثناء الليل، وفقدان الوزن، واحمرار الجلد والأغشية المخاطية، والكحة والتهاب الحلق بشكل مزمن، وضيق في التنفس، والإسهال الحاد والمستمر، والاتهابات فطرية، إضافة إلى سهولة ظهور الكدمات والنزيف تحت الجلد. ما الذي ينقل الإيدز أوضح بدران أن الاتصال الجنسي هو السبب الرئيسي لانتقال فيروس الإيدز، ومن الناحية العلمية، فإن فرص الإصابة بمرض الإيدز تزداد مع الممارسة الجنسية المتكررة دون عازل وعادةً ما تكون الفرصة أقل في حالة الاتصال الجنسي الطبيعي لأنه يتضمن وجود إفرازات كثيرة من شأنها التقليل من احتمال الإصابة بالمرض. كما يمكن أن ينتقل الإيدز عن طريق نقل الدم أو مشتقاته الملوث بالفيروس، أدوات طب الأسنان الملوثة بدماء شخص مصاب، زراعة الأعضاء من متبرع مصاب، استخدام إبر أو أدوات حادة أو ثاقبة للجلد ملوثة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم، عن طريق المشيمة من الأم الحامل. وأكد بدران أن الإيدز لا ينتقل عن طريق الطعام والشراب والكلام والعطاس أو السعال، المصافحة والملامسة، العيش ضمن الأسرة مع الوالدين والأخوة والأخوات أو الجلوس بجانب المصاب بالمدرسة والأماكن العامة، كما لايتنقل بالحشرات ولا باستعمال التليفون أو دورات المياه أو أحواض السباحة العامة. وعن العلاج، أوضح بدران أنه حتى الآن لم يكتشف علاج للمرض ولم يجد لها الطب الحديث علاجاً شافياً وعادةً ما يموت المصابون بمرض الإيدز بعد بضعة سنوات من تاريخ التشخيص، أما في الولاياتالمتحدة والدول الغربية، فقد توصل العلم الحديث إلى عقاقير تطيل من عمر المريض إلى عشرين سنة مع وجود فيروس الإيدز في جسم المصاب.