فكك الجيش اللبناني ثلاثة صواريخ من طراز غراد عيار 107 ملم معدة للإطلاق في منطقة القاع الحدودية مع سوريا، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش. وقد عمل الجيش اللبناني وبحضور خبير عسكري على تفجير الذخائر في مكانها، بينما تولت الشرطة العسكرية التحقيق باشراف القضاء المختص لكشف المتورطين". وتقع منطقة القاع "شرق" على الحدود مع قرى في محافظة حمص السورية. وتتداخل منطقة المزارع فيها بشكل كبير مع الأراضي السورية، وتوجد فيها معابر عديدة غير قانونية بين البلدين كانت تستخدم قبل الحرب في سوريا لتهريب سلع مختلفة وشكلت خلال فترة المعارك في ريف حمص ممرا لآلاف السوريين النازحين والجرحى، وأحيانا المسلحين. علما بأن حركة النازحين كما حركة المسلحين تراجعتا مع سيطرة الجيش السوري قبل أشهر على القرى القريبة من القاع في ريف حمص ومنها بلدة القصير الاستراتيجية. وتشكل القاع مع بلدة عرسال التي تبعد عنها عشرات الكيلومترات تجمعين سنيين متعاطفين مع المعارضة السورية وسط محيط "منطقة البقاع" شيعي مؤيد بغالبيته لحزب الله، حليف النظام السوري. وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية الصادرة اليوم السبت أن الصواريخ الثلاثة كانت موجهة الى منطقة الهرمل قرب بعلبك التي تعتبر معقلا لحزب الله. وتعرضت سيارات تقل عناصر لحزب الله خلال الأشهر الاخيرة لتفجيرات عدة خلال مرورها على طرق البقاع في طريقها غالبا الى سوريا. كما استهدفت مناطق تعتبر معاقل للحزب في البقاع باطلاق صواريخ مصدرها اجمالا الاراضي السورية. وتبنت مجموعات مقاتلة ضد النظام السوري بعض هذه العمليات، مشيرة الى أنها رد على مشاركة حزب الله في القتال الى جانب قوات النظام السوري على أرض سوريا. وشهدت منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، أبرز حاضنة شعبية للحزب الشيعي، ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة منذ تموز/يوليو، كان آخرها في 19 تشرين الثاني/نوفمبر وفجر خلاله انتحاريان نفسيهما امام مقر السفارة الإيرانية، ما تسبب بمقتل 25 شخصا. ويدرج سياسيون ومحللون هذه التفجيرات في إطار انعكاسات النزاع في سوريا المجاورة على البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة والمنقسم حول سوريا.