هل تعرف ماهو الملتوت ؟ هل تعرف كيف يتم عمل الملتوت المنزلى ؟ فنحن كثيرا ما نسمع عن الخبز المنزلي ، الذى تقوم بعمله ربة المنزل وخاصة فى محافظات الصعيد والنوبة والتى يطلقوا عليه " الملتوت" ،ويحرصوا جدا على عمله بشكل مستمر ، وخاصة فى المناسبات والاعياد ، نظرا لان تكاليف اعداده زهيدة جدا ، والقليل منه يكفى لاطعام أعداد كثيرة ، وتتعدد أسمائه من مكان الى اخر ولكن الكل يتوحد فى طريقته ، ومن يقرر اللعب فيها فانه سيحصل على ملتوت " خربان " كما يقولوا . وتطرقت شبكة الاعلام العربة " محيط" لتتعرف على الملتوت النوبى داخل ارض النوبة. أسماء الملتوت تتعدد أسماء الملتوت النوبى من المدينة والقرى، فقالت الحاجة ضحية مصطفى من النوبيات ان الملتوت فى المدينة يطلقوا عليه" بالعيش الشمسى"، وفى القرى التى يكثر فيها الصعايدة يطلقوا عليه "العيش البلدى، وعندنا فى بلد النوبة يطلقوا عليه " الملتوت " ، وعلى الرغم من اختلاف اسمه من مكان الى مكان الى ان طريقة عمله واحدة لايستطيع احد تغييرها. طريقة عمله شرحت لنا الحاجة ضحية طريقة عمل الملتوت وقالت انها تتكون من ثلاث خطوات اساسية، اولها اذابة مقدار ملعقة خميرة فورية او بيرة مع ملعقة سكر وربع كوب ماء دافئ وهذه الخطوة تسمى بالخميرة ، ثم نأتى بعد ذلك بالفراكة او اخرين يطلقوا عليها " البرباسه " وهى عبارة عن "بواقى العجين فى نهاية العجانة بعد الانتهاء من تقطيع الخبز، يتم فرك العجين المتبقى بقليل من الدقيق بالايدى للحصول على الفراكة ،ثم بعد ذلك يتم وضعها فى حلة كبيرة لكى يتم تخمير الخليط فيها . وفى حالة اذا لم توجد لديهم الفراكة ن يتم عمل خميرة فوريه مع قليل من الدقيق واضافة الماء الدافئ اليهما ويتم عجنهم ثم يتركوا ليتخمروا لمدة ثلاث ساعات على الاقل . العصيدة العصيدة اسم غريب ولكنه معروف جدا لكل من يقوم باعداد الملتوت و العيش الشمسى واكملت الحاجة ضحية حديثها عن العصيدة وقالت بانه لابد من عمل العصيدة قبل عجن الدقيق حتى يصير خبزا ، والعصيدة هى عبارة عن وضع كمية من الماء المغلى على النار ورشه بملح واضافة كمية صغيرة من الدقيق عليه ، ثم تقلب كثيرا وباستمرار على نار هادئة وبعد تعصيدها جيدا تترك لتبرد ، وبعد ذلك تخلط الفراكه بالعصيدة والخميرة ،ثم تضيف الدقيق عليها ، ويتم تركها مغطاة من المساء حتى الصباح حتى تخمر . وفى الصباح الباكر تقوم المرأة النوبية بعد صلاة الفجر مباشرة وتضع العصيدة بعد خمورها فى العجانة وتضيف اليها قليل من الماء الدافئ والملح والدقيق ثم تعجنها بايديها لمدة تقارب الساعتين حتى تمزج الخليط ببعضه . وفى الخطوة الثالثة من اعداد الخبز الشمسى تقوم بتقطيع الخبز سواء بشكل دائرى او رغيف بثلاث جوانب " بقرون " كما يطلقوا عليه فى الصعيد وذلك على حسب رغبتها ، ويترك حتى يخمر ويعلوا ويصبح جاهزا للدخول الى الفرن. تسخين الفرن " الحمية " وتابعت الحاجة ضحية بان بعد خمور اقراص الملتوت العجين تقوم السيدة النوبية فى القرى بجمع كميات كثيرة من العفش والقش والاوراق القديمة وجذوع الاشجار من اجل تسخين الفرن الطين بها ،وحميها حتى تسخن ، ولكن فى هذه الايام اصبح الكثير وخاصة فى المدن يعتمد على الفرن التى تعمل بالغاز ، حتى لايرهقوا فى جمع القش والاوراق اللازمة للفرن البلدى ، ثم تضع الملتوت بعد خموره بداخلها ، وبعد نصف ساعة يتم اخراجه من الفرن ويتم تناوله ساخنا او باردا حسب الرغبة. العيش بالسكر والسمن ويسارع اطفال المنزل فى النوبة بعد معاونة والدتهم فى اجراء عملية الملتوت الى الوقوف امام الفرن من اجل اسبقية الحصول على بعض القطع منه بعد تسويته وفور خروجه من الفرن ، من اجل وضع قليل من السكر والسمن البلدى بداخله وتناوله وهو ساخن ، نظرا لما له من مذاق لذيذ وجميل ، كما انها عادة اعتادوا عليها منذ الصغر فى النوبة ، كما انه يمثل لديهم فرحة عارمة احجام الفتيات وعلى الرغم من ان ذلك الخبز له مذاق خاص فى النوبة ، واعتباره عادة لابد من توافرها فى كل منزل الا ان الكثير من فتيات النوبة اصبحوا لايجيدوا عمله فى ذلك الوقت ، ويرجع ذلك الى التقدم والتكنولوجيا الذى جعل الفتاة تعتمد عليهم فى كل شئ وعلى رأسها شراء الخبز جاهزا بكميات كبيرة، ووضعه فى الثلاجات حتى لايتلف ثم تسخينه فى الافران الكهربائية بصورة سريعة وتناوله. الخبز الجاهز ومع التطور الذى تشهده مصر واقبال الفتيات على العمل خارج المنزل وخاصة فى المدن ، فاصبح الوقت ضئيلا بالنسبة للفتيات لقضاء لوازم المنزل ، لذا فاضطرت الفتاة الى الاستغناء عن عملية اعداد الملتوت المنزلى ، ولجأت الى شرائه من البائعين بالاسواق باسعار مرتفعة ، حيث يتراوح سعر الرغيف الواحد مابين واحد الى 2 جنيه ،وذلك حسب حجم الرغيف. حيث تقوم بعض السيدات يوميا باعداد الملتوت فى الصباح الباكر ، ثم تتوجه به الى السوق لتبيعه ، مع الحرص على التواجد فى نفس المكان يوميا بالسوق ،حتى يعرف الراغبين فى شراء الخبز مكانها بشكل ثابت .