مستشفي 5 غرف تخدم 12 ألف مريض شهريا أطباء المستشفي : نعمل من أجل تجميل الصورة فقط كانت أشبه بالمغامرة عندما قررت زيارة مستشفي الأمراض الجلديه والجذام ذلك المرض المعدي والذي يسببه ميكروب يعرف باسم باسيل الجذام وهو يصيب أساسا الجلد والأعصاب والطرفية والغشاء المخاطي للجهاز التنفسي العلوي والعين وأجزاء أخري من الجسم , ويمكن أن يصيب كل الأجناس والأعمار , وتنتقل العدوى عن طريق الرذاذ . مستشفي الجلديه والجذام الغربيه تقع خلف مستشفي الصدر , حيث تم إستقطاع جزء من مستشفي الصدر لانشاء تلك المستشفي , لعلاج الجذام. ضعف الإمكانيات أمام بوابة المستشفي الحديديه توقفت قليلا , حيث تسرب الخوف داخلي , وبدا يراودني سؤال ماذا لو أصبت بالعدوى , رغم ذلك دفعني فضولي لمعرفة ما يدور داخل تلك المستشفي , التي منظرها من الخارج أشبه بالوحدة الصحية المتهالكة. وما إن تخطيت البوابه الحديديه الا وشاهدت علي الجانب الايمن كشك من الخشب , في البدايه توقعت انه مكان مخصص لبيع السلع الغذائيه للمرضي والزائرين , لكن عندما سالت أجاب احد العاملين والذي قال انه المكان المخصص لاستقبال المرضي وصرف التذاكر , وأضاف العامل أن ضعف الامكانيات حالت دون انشاء ولو حجره تخصص لصرف التذاكروبعدها تجولت قليلا داخل المستشفي , وكانت المفاجئه ان المستشفي لا تتعدي 5 حجرات وفناء صغير مخصص لاستراحة المرضي. تجميل الصورة فقط وفي احدي الغرف قابلت احد الاطباء الذي قال لي صرحتا " نحن نعمل من أجل تجميل الصورة فقط " , فلا نقدم الخدمه المطلوبه التي ينتظرها المواطنين بسبب ضعف الامكانياتواسترسل حديثه عن المشكلات التي تواجه المستشفي قائلا اولا العلاج غير كافي او مناسب للحالات الوارده للمستشفي , حيث ان الكميات الوارده لمخزن الادويه غير كافيه لسد احتياجات المستشفي , كما ان نوعية العلاج نفسه غير مناسبه , مما يدفع المريض لشراء باقي الادوية من الخارج وهو ما يخالف القانون. هذا بالاضافة الي ضعف التجهيزات بالمستشفي فلا توجد غرفة عمليات ولو صغري , ولا أدوات جراحية , كما ان أجهزة الاشعه فوق البنفسيجيه غير متوفره , هذا الي جانب حمام الشمع الذي يعمل علي تنشيط الدورة الدمويه لمرضي الجذام , من المفروض ان يتم تغييره بعد كل مريض , لكن لضعف الامكانيات يتم استخدامه لاكثر من مريض. لا نكذب لكن نتجمل الطبيب المتحدث قال لي " نحن لا نكذب لكن نتجمل " مشيرا ان أطباء المستشفي يحاولوا بقدر الامكان ارضاء المريض , رغم علمهم انها ليست الخدمة المرجوه. وإسترسل حديثه قائلا ان تهالك الاساس المكتبي , وقلة عدد الغرف تسبب لهم مشاكل كثيره في مراحل العلاج وقائلا لا توجد غرف للاطباء , ولا كراسي , ولا تلفون يستخدم في حالة الطوارئ , حتي الجوانت اللازم خاصتا ان تعاملنا مع امراض جلديه غير متواجد , مما يدفعنا ان نطلب من المريض شراء الجوانت من الخارج , بما يخالف القانون , كما ان عدد الاطباء غير كافي بالمرة , حيث انهم لا يتعدوا 4 أطباء , علي الرغم من ان عدد زيارات المرضي يوميا يتراوح ما بين 300- 400 مريض , بمعني ان الطبيب الواحد مطلوب منه ان يقوم بالكشف علي 100 مريض في 3 ساعات , وهو ما نجد صعوبه فيه. وأضاف ان الكارثه الاكبر في المعمل الذي لا يتكون سوي من ميكرسكوب فقط لاغير , لإجراء بعض التحاليل الخفيفة , أما إذا احتاج المريض الي تحاليل اخري , يتم اجرائها اما علي نفقته الخاصه او بمستشفي الصدر وهو أيضا ما يخالف القانون.شراء كرسي يحتاج موافقة رئيس الوزراءهذا الإهمال الكبير دفعني ان أسال احد الأطباء لماذا لم تطالبوا برفع كفاءة الخدمة بالمستشفي , والمطالبة بمدها بما تحتاج من أجهزه , كان الجواب طالبنا مرارا وتكرارا , وتقدمنا بطلب لوكيل الوزارة , الذي اكد علي ضرورة موافقة مجلس الوزراء , وتسائل الطبيب هل لكي اشتري كرسي انتظر موافقة مجلس الوزراء ؟ علي الرغم من وجود صندوق خدمات بالمستشفي بداخله الاف الجنيهات , واستنكر المتحدث عدم وجود غرفة لحجز مرضي الجذام الخطرين , مما يضطر ادارة المستشفي لارساله الي مستعمرة الجذام بابو زعبل بمحافظة القليوبية , بسيارة خاصه تتكلف نفقتها المستشفي . الثورة والصحة هذه الاشياء جعلتني اتسائل ايضا هل بعد ثورة مجيده خرج فيها الشباب ينادوا بعيش حريه كرامه انسانيه , ونادوا بحفظ كرامة الانسان , وتوفير علاج سليم وامان له ولاسرته , يستمر الاهمال والفساد بهذا الشكل داخل المستشفيات , التي هي الملاذ الاول لفقراء المرضيوجاءتني إجابه من احد الاطباء الجالسين وقال لي " كنت اتمني ان لا تقوم ثورة , حيث ازداد الفساد واستشري في جميع مؤسسات الدوله , ليس الصحه فقط , وأضاف لكي يحظي المواطن برعاية صحيه سليمه و لابد من زيادة موازنة وزارة الصحه , فان كانت مستشفي الجذام بهذا الوضع السئ , فهناك الاسوء بالمستشفيات الكبري . الممرضات... والألم خرجت بعد انهاء هذا الحديث مع الطبيب لاتفقد باقي اجزاء المستشفي في إصرار علي معرفة ما يدور في جوانب هذه المستشفي التي قد تناسها المسؤلين , وما إن خرجت حتي وجدت غرفة المعمل والاخصائي الاجتماعي وغرفه اخري , واصطحبني أحد الاطباء في جوله داخل المستشفي , وكانت المفاجئه عندما وجدت دورات المياه الغير صالحه للاستخدام الآدمي بالمرة , وامامها غرفة الممرضات , وقبل ان اصل اليهن لسؤالهن عن المشكلات واجهتني أحدهن بسيل من الصراخ , وقالت لي نحن 13 ممرضه في غرفة لا تتجاوز 10 متر , ولا توجد كراسي او أي اساسات , هذا بالاضافه الي تهالك الاساسات المتواجده , وأضافت اخري لا توج ادوات تعقيم او ابسط ادوات النظافه , بينما تطرقت اخري الي الحوافز , وطالبت بحصول الممرضات علي نسبة ال40% , مشيرة انهن يعولون اسر باكملها , وخرجن بحثا عن لقمة العيش , فلماذا يتم استقطاع جزء من حوافزهن , ولصالح من ؟ أحسن من بلاش وفي فناء المستشفي يقف محمد فتحي احد المرضي وبسؤاله عن مستوي الخدمه قال " احسن من بلاش " فقر الحال وضعف الامكانيات الماديه دفعنا للجوء للمستشفيات الحكومية الغير مجديه بالمره , واضاف ان الامراض الجلديه تحتاج الي فترة طويله في العلاج , والفقراء لا يستطيعوا تحمل اعباء الكشف والعلاج بالعيادات الخاصه . المواطن الفريسة وفي النهاية حاولت وضع اجابه لعلامات استفهام عديدة راودتني , عندما علمت ان الادويه المقدمه بهذه المستشفي غير فاعله , وان اعتماد الاطباء علي الادويه الخارجيه التي يشتريها المريض علي حسابه الخاص , وان دور المستشفي هو تجميل الصورة وليس تقديم الخدمه الصحيحه , فتوصلت الي اجابه كان مفادها ان الفساد والصراعات السياسيه حولت انظار القاده السياسيين الي الصراع من اجل السلطه , وتركت المواطن البسيط منفردا فريسه لامراض انتشرت , ومؤسسات صحيه غير مؤهله لتقديم الخدمات المطلوبه .