الدكتورة هبة العيسوي : على المجتمع تغذية الرجل بقيم جديدة قائمة على المشاركة. أستاذ بجامعة الزقازيق : على الإعلام تغيير مبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان". اختلاف وجهات النظر بين الرجل والمرأة في طبيعة المشاركة. "خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم لنسائي" ، هكذا وصانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنقتدي به ، لكن في ظل زخم الحياة وسرعة واقعها ، تناسينا الاقتداء برسولنا واستخلصنا واقعاً ، فرّق بين الرجل والمرأة بغير حق ، وانتزع المودة والرحمة من بينهما . فعلى الرجل والمرأة واجبات وحقوق ، تناسها الاثنين فانعكس على حالة من الفتور نشبت بين الطرفين ، انعكست بدورها على الأبناء. من جهتها ناقشت شبكة الإعلام العربية "محيط" بعض مشكلات العلاقة الزوجية ، وتساءلت هل مساعدة الزوج لزوجته تنتقص من قدره ومن كونه ذكراً ؟ وما هو الدور المنوط به المرأة لخلق جو من الود في البيت ، وما هي أضرار فتور العلاقة الزوجية على الاولاد . البداية من النشأة بداية تقول هند السويسي –موظفة- حقيقة التعاون بين الزوج وزوجته ترتكز داخل الرجل منذ الصغر ، فمن تربي على أنه ذكراً وله رأي للمرأة ، ينشأ على رفض فكرة التعاون ، وهذه الفكرة تنتشر بين معظم الرجال الشرقيين الذين يرون أن مشاركة المرأة في شؤون الحياة تعد تقليلاً من قيمته . وأضافت ، أقدّر عمل الزوج وبحثه عن لقمة العيش فهذا في حد ذاته عمل بطولى في ظل ما نراه من سوء الأوضاع الاقتصادية بالبلاد ، وفي ظل الظروف المعيشية السيئة ، لكن هذا لا يمنع إحساسه بتعب زوجته ومشاركته لها ولو معنوياً خاصة في أعمال المنزل ، فهذا يصنع ألفة بينهما ، ويجعل كلا منهما سنداً للأخر. الشباب والمستقبل ومع إختلاف الأجيال ، تبين من خلال البحث أن الشباب هم أكثر الفئات العمرية التي لم تتردد في الإعتراف بأنهم على إستعداد لمساعدة زوجاتهم في أعمال المنزل . قال هيثم محمد –طالب- أنه لا يرى ضرراً في مساعدة زوجته بقدر المستطاع ، ولا يري في ذلك أي انتقاص من رجولته ، بل على العكس يرى أن ذلك يدل على قوة الرجل وقوامته وتطبيق المودة والرحمة التي حثنا الله عليهما , مؤكدا أنه تربي على مساعدة والدته في أعمال المنزل ولم يرى في ذلك مانعاً. في حين أكد وائل حسين – طالب- أنه لا مانع من مساعدته لزوجته في المستقبل ، لكن إن شعر أنها تعتبر ذلك من الواجبات وعليه تنفيذه رغماً عنه فسوف يعرض عن ذلك ، وطالما الأمر لن يتعدى حد المودة والرحمة ، فالمساعدة والتعاون تجعل البيت دافئ يشعر كلا الزوجين فيه بمعاناة الآخر . ومن جهتها أكدت ثناء محسن , أن مجتمعنا العربي يختلف في عاداته ومشاق العمل عن العالم الغربي ، لذلك نجد أن نسبة الأزواج المشاركين لزوجاتهم في الخارج أكبر بكثير لأن ضغوطات الحياة اليومية أخف لديهم بكثير. فيما رأت شقيقتها هبة ، أن الأمر يرتكز بدوره على تربية النشء ، على أهمية التعاون بغض النظر عن إختلاف النوع من ذكر لأنثي . أنا الرجل وعلى النقيض..قال السيد منصور , أنه لا يساعد في أعمال المنزل ولن يساعد ، قائلا "هي الست قاعدة طول النهار في البيت وراها إيه تعمله غير وظيفتها اللي كلفها الله بيها" وأضاف أنا وظيفتي أأكلهم ، وهما وظيفتهم يربوا العيال ويشوفوا طلبات البيت. وأوضح على حسن أنه يساعد زوجته في أعمال المنزل ، ويرأف بحالها من كثرة أعبائها من واجبات منزلية وتربية الأولاد ، بل أيضا بحثها المستميت على زيادة دخل الأسرة ، ومعاونته على سد إحتياجات المعيشة ، مؤكداً أن الحياة مشاركة من طرفان عليهما الصمود سوياً من أجل بناء أسرة قوية. وقالت سماح مسعود -ربة منزل- أنها ترفض مساعدة زوجها لها في أعمال المنزل وترى ذلك عبئاً إضافياً عليه بعد عناء العمل ، مضيفة عمل الزوج يرتكز على الأمور المادية ، أما هي فعليها مسئولية البيت والأطفال وهذا ما تربت عليه. الذكورية وآثارها الدكتورة هبة العيسوي -أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس- أكدت الذكورية ظاهرة فى المجتمع العربي بشكل كبير ، ويرجع ذلك إلي النشأة والتربية التي تتحمل المسئولية الأكبر في هذا الواقع الذي عظم من كينونة الرجل ، بحيث ظن أن المشاركة داخل المنزل أمر ينتقص من رجولته , كما أن واقعنا وعاداتنا الإجتماعية رسخت داخل الرجل أن جميع طلباته متاحة. ورأت العيسوي أن دور المجتمع تغذية الرجل بقيم جديدة ، قائمة على المشاركة وأن هذا لاينتقص من قدره في شئ. دور الرجل والمرأة وأيد هذا الحديث الدكتور أحمد عبد الله -أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق- الذي أكد أن الفكرة تتعلق بالعادات الاجتماعية التي نظرت على أن الرجل عليه أدوار والأنثي أيضا عليها أدوار معينة ، وغاب في الحسبان أن عاداتنا المجتمعية تغيرت وأصبحت المرأه تعمل بل أيضا أصبحت تعول الأسرة ، لذلك وجب علينا تغيير عاداتنا ، وأن الرجل عمله خارج المنزل والأنثي داخله ، وما زاد فهو تطوعاً منها أو منه . وقال "الريف المصري يشهد تعاون بالجملة فالأنثي تعمل مهام الرجل وتساعده بالحقل" ، مؤكدا أن نسبة مشاركة الرجل للمرأه في المنزل الريفي أكبر منها في الحضر الذي تنامى به مثال "سي السيد" . وطالب عبد الله ، الإعلام أن يناقش هذه الموضوعات الإجتماعية بصورة مكثفة ، فهو يتحمل جانب كبير من المسئولية ، ويمكنه تغيير معنى المشاركة وخلق مجتمع متعاون ، وبالتالي تتغير نظرتنا للأمور ، ونخرج من مبدأ "أنا ومن بعدى الطوفان" الذي عظم لدينا مؤخراً.