قناة الفراعين تجاوزت الخط الأحمر..وأخلت بميثاق الشرف الإعلامي حسن مكاوي: إغلاق القنوات بعد 30 يونيو ليس بدعة وحدث في أوروبا وأمريكا في الظروف الاستثنائية. منى هاشم: سيطرة الدولة على الإعلام بشكل مطلق يمثل انتهاكاً كبيراً للحريات الإعلامية. أحمد زارع: الإعلام المفسد مثل المخدرات التي تذهب بعقول الجماهير. فاطمة نبيل: ظهور مرتضى منصور وتطاوله على البعض هو القشة التي قصمت ظهر الفراعين. أثارت الكثير من جدل وصدر أكثر من حكم بغلقها، بسبب الشخصيات الجدلية التي ظهرت عبرها، وأولهم صاحب القناة الدكتور توفيق عكاشة، وأخيراً المستشار مرتضى منصور -الذي قيل عنه أنه القشة التي قسمت ظهر البعير-.على شاشة قناة الفراعين تجد العجب العجاب ما بين استهزاء وسب، إلى اتهامات وأساءت وهذا ما ساعد في التبكير بغلق القناة وإيقاف بثها. من جهتها ناقشت شبكة الإعلام العربية "محيط"، مشكلة غلق بعض القنوات الفضائية ومتى يتم ذلك؟، ودور ميثاق الشرف الإعلامي في الحفاظ على حقوق الإعلاميين من الانتهاكات بالغلق أو المصادرة أو المنع والحجب؟، ومدي التزام الإعلام بالمهنية من عدمه: تجاوز غير مسموح به في البداية، يقول الدكتور حسن عماد مكاوي -الخبير الإعلامي وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة- ايدت غلق قناة الفراعين، ومن على شاكلتها من القنوات المسيئة بنسبة 100%، لأنها تَصدر عنها ألفاظاً خارجة وبذيئة، ولا تلتزم بمعايير المهنية الإعلامية -بحسب وصفه-، لذا كان يجب غلقها منذ زمن كبير، لأنها اخترقت كل المعايير، وهدمت كافة القيم المهنية، وهي تمثل إساءة كبرى للإعلام وللإعلاميين كلهم. ورأى مكاوي، أنه بعد ثورة 30 يونيو أغلقت كثير من القنوات والنوافذ الإعلامية التي شكلت خطراً على الأمن القومي، وهذا أمر مسموح به وحدث في دول أوروبية وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية ذاتها، لأن هناك إجراءات استثنائية تستدعي محاسبة كل خروج إعلامي عن النص والنهج الذي تسير عليه الدولة خاصة في الأوقات السياسية الحساسة كالتي نمر بها. معايير الإعلام وأنكر الخبير الإعلامي إغلاق القنوات في الظروف السياسية العادية، قائلاً "يجب أن يكون التقييم وفق معايير ميثاق الشرف الإعلامي، وأجهزة مستقلة بعيداً عن هيمنة الحكم والسياسة، مع ضرورة وجود ضوابط قانونية تتبع مجلس أعلى للإعلام، بعيدا عن سيطرة الحكومة والدولة". وترى الباحثة الإعلامية الدكتورة منى هاشم، أن سيطرة الدولة على الإعلام بشكل مطلق يمثل انتهاكاً كبيراً للحريات الإعلامية، لكن يجب أن يكون هناك ميثاق شرف إعلامي يجتمع عليه الجميع ويلتزمون به، وطالما أن قناة الفراعين لم تلتزم المهنية وتراعي الظروف السياسية الراهنة، فكان يجب مصادرتها، خاصة أنها دوماً ما تصدّر للمشاهد ألفاظاً خارجة ومبتذلة، وهو ما جعلها عرضة دوماً لقرارات المنع والحجب. المعقول واللامعقول ويقول الدكتور أحمد زارع -أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، وعميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى سابقاً- "أن العمل الإعلامي يستلزم حريات لا محدودة في الوصول إلى الحقائق وكشفها وهتك ستر كل الأباطيل وإزالة كل المعوقات التي تقف في سبيل الحصول على إعلام قوي ينهض بالدولة وينير بصيرة أهلها، لا أن يجعلهم منغمسين في ضلال وأكاذيب، من خلال استخدام لغة للحوار أبعد ما تكون عن العقلانية والإعلامية والأدبية". مثل المخدرات وأكد زارع، أن الإعلام المفسد مثله مثل المخدرات التي تذهب بعقول الجماهير وتقود العقل الجمعي إلى التضليل والركود المجتمعي، ضاربا مثلاً بالمستشار مرتضى منصور الذي خرج عن النص، وتناول بألفاظ بذيئة عدداً من القيادات في الدولة، وهو ما يتنافي مع ميثاق الشرف الإعلامي، قائلاً "الحرية الإعلامية لا محدودة، ولكن الإسفاف، أو الابتذال غير مقبول". مجلس وطني وطالب استاذ الإعلام، بتشكيل مجلس أعلى وطني للإعلام لتنظيم العمل الإعلامي وتحديد مساراته وقوانينه، وحتى يكون مستقلاً عن سلطات الدولة والحكومة، وبعيداً عن هيمنة أي حزب أو جماعة، فالإعلام ملك للدولة والشعب في المقام الاول ويعمل لصالحهم فقط. فيما أكدت الإعلامية فاطمة نبيل، أن ميثاق الشرف الإعلامي هو الضامن لاستقرار المناخ الإعلامي دون غلق أو منع أو حجب، وأن صدور هذا الميثاق بضوابطه المتعارف عليها، يجعل كل إعلامي، وكل نافذة أو قناة، تدرك حدودها وأوضاعها والهدف التي تخرج من أجله وتطل به على الأخرين. القشة والبعير ونوهت أن الإعلامي ليس قبيح اللسان أو الفكر، بل يقدم رسالة راقية تنير للأخرين طريقهم، وتهدف لتوصيل المعلومة، لا لتشويه القيادات وهز صورة الدولة في عيون أهلها. وأضافت، أن خروج القنوات الدينية عن النص في 30 يونيو، واشتغالها بالسياسة والتجريح وتوزيع الاتهامات تسبب في غلقها، أما الفراعين فكان ظهور مرتضى منصور، وتطاوله على البعض هو القشة التي قصمت ظهر القناة، وعجّلت قرار الدولة بغلقها، ووقف بثها في إطار المصلحة السياسية.