تباينت مواقف الفرقاء السياسيين اللبنانيين من الضربة العسكرية الأمريكية لسوريا بين رافض لها وبين من يحمل النظام السوري تبعاتها. فقد أكد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب وزير الصحة علي حسن خليل أن طبول الحرب تستهدف سوريا الدور والدولة والإمكانيات والجيش والتي كانت دوما سندا للبنان ولمقاومته وهو استهداف يطال استقرار المنطقة برمتها ويفتحها على خيارات صعبة تتطلب تعاطيا استثنائيا مع كل الذين يواكبون ويتابعون حركة ما يجري على هذا المستوى. وشدد على رفض التدخل العسكري ورفض ضرب سوريا وجيشها واستقرارها لأنه سيصيب لبنان كما يصيب سوريا وسيؤثر بتداعياته المباشرة وغير المباشرة سلبا على لبنان. ومن جانبه، قال المسئول التنظيمي لحركة (أمل) في جنوب لبنان النائب هاني قبيسي إن "هناك من يصلي لسلامة سوريا بينما العرب يعملون على ضربها"، مشيرا إلى أن هناك في لبنان من يؤيد أمريكا ويطالبها بضرب سوريا ليس لتسود الحرية والديمقراطية بل لضرب ثقافة المقاومة والممانعة والصمود وإضعاف القوة المقاومة لتبقى إسرائيل هي المسيطرة. وبدوره، أكد عضو كتلة حركة أمل النائب ياسين جابر أن بلاده تستنكر أي عدوان على سوريا من أية دولة.. داعيا إلى تحصين لبنان من تداعيات أي عدوان من خلال التواصل والتلاقي والتحاور لدرء الأخطار المحدقة ولاسيما الخطر الإسرائيلي وخطر الإرهاب الذي بات يضرب لبنان والدول المحيطة به في المنطقة. بالمقابل، نفى عضو كتلة تيار (المستقبل) في البرلمان اللبناني عمار حوري أن يكون تياره أو قوى 14 آذار يراهنان على أية ضربة أمريكية لأية منطقة عربية. واعتبر أن الضربة الغربية المتوقعة على سوريا ستكون ضربة للنظام السوري المسئول الوحيد عما آلت إليه الأمور لأنه قتل شعبه ووصل به الأمر لاستعمال الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.. مشددا على أن النظام السوري هو من يتحمل مسئولية الضربة ونتائجها. وقال حوري إن "الشعب السوري يعتبر الضربة نقطة مفصلية وكلنا كنا نفضل لو صدر قرار عن مجلس الأمن، إلا أن الموقف الروسي يعرقل أي قرار ممكن أن يصدر بهذا الخصوص". من جهته، اعتبر عضو كتلة (القوات اللبنانية) النائب أنطوان زهرا أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين ورط الرئيس السوري بشار الأسد عندما أوحى له أنه مستعد لدخول حرب عالمية ثالثة دفاعا عنه في حين لن يقوم بذلك. وأشار زهرا إلى أن النظام السوري مارس القمع على مدى 40 عاما تحت عنوان براق "المقاومة والممانعة والصمود والتصدي"، معتبرا أن هذا النظام هو أشد نظام مذهبي أقلوي. وبدوره، أكد النائب في قوى 14 آذار ميشال فرعون أن الضربة العسكرية على سوريا واقعة لأن لا مجال للرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتراجع خصوصا للمحافظة على هيبة الدولة الأمريكية، معتبرا أن التأجيل وإعطاء مساحة من الوقت قبل الضربة يسمح بدرس الموضوع بعمق وتحديد الأهداف بدقة. ولفت إلى أن هناك خطر توسيع نتائج الضربة في حال تدخلت إيران بسبب إضعاف النظام وهذه الضربة بالذات ليس هدفها إسقاط النظام في سوريا على غرار ما جرى في العراق وليبيا بل معاقبة النظام السوري لأنه استعمل السلاح الكيميائي وهو ما لا يقبل به المجتمع الدولي.