مصر صانعة الحضارة وهى فجر التاريخ .مصر التى أمنت بالاله الواحد قبل نزول الاديان السماوية .مصر المتدينة التى يشكل فيها ولها الدين والتدين ضميرها الجمعى ولكل أبنائها مهما أختلفت دياناتهم . مصر هى التى عاشت طوال التاريخ ولآلاف السنين صابرة صبورة بشعبها الطيب الذى يتحمل الصعاب حتى يصل الى الحلول بجهده وعرقه وجيناته التاريخية التى تميزه عن غيره من الشعوب هى التى قهرت الغزوات المتعددة والهجرات الطامعة والاستعمار بكل صنوفه وأشكاله .وكان كل ذلك بتوافق كل المصريين وتجمعهم كشعب واحد مهما تعددت أصوله . فماذا حدث لمصر؟ ولماذا هذا الاحتراب الآهلى بين أبناء الوطب الواحد؟ وما هى الفوائد الحزبية الضيقة لهذا الفصيل أو لذاك الذى ينسيهم مصلحة الوطن ؟وهل لو أنهار الوطن لا قدر الله يمكن لآى فصيل هنا أو هناك أن يحقق مصلحة ذاتية ؟ السياسة هى ذلك الصراع المشروع والقانونى حول برامج سياسية تستهدف فى المقام الاول تحقيق مصلحة الجماهير عن طريق طرح هذه البرامج أنتخابياً حتى تختار الجماهير ما يحقق امانيها ويحل مشاكلها من هذه البرامج للحصول على الاغلبية لتشكيل تلك الحكومة التى تحقق وتنفذ هذه البرامج.وهذه هى الديمقراطية التى يتشدق بها الجميع نظرياً .لقد كان التجمع المصرى والتوافق الوطنى فى 25 يناير لاسقاط مبارك صورة رائعة نعتز بها .فلماذا كانت الفرقة والتشرذم والذى بدائت بوادره منذ أستفتاء 19 مارس 2011 حتى الان. هل غاب عن الجميع تلك الاطماع الخاريجية والمصاعب والتحديات الداخلية؟ هل دخلنا فى تلك الدائرة الجهنمية المغلقة والتى يحاول كل طرف الوصول للسلطة حتى ينحى الطرف الاخر ويستحوذ عليها بمفرده وتظل هكذا دواليك؟وما ذنب المواطن المصرى الذى دائما ما يتحمل النتائج ويدفع الثمن ومن المسئول عن تلك الدماء المصرية أياً كان أنتمائها السياسى فدماء المصريين جميعها حرام سواء كان أسلامياً أو ليبرالياً او يسارياً فكلنا مصريون. بلا شك الجميع مدان والكل مسئولون عن هذه الدماء. فالسياسة خلاف واتفاق ..حوار رأى ورأى أخروليست سيطرة وفرض راى واحد على الاخر .السياسة لاتدار بمبداء الصراع الصفرى أى الحصول على كل المكاسب او كل الخسائر ولكنها الطريق الوسط الذى يجمع المختلفين. هل نعى أن النظرة الاولى والبسيطة للاحداث منذ 25 يناير مروراً ب30/6 وحتى الان اثبتت نتائج هامة ومهمة لابد أن يعيها الجميع خاصة ان السياسة هى قراءة الواقع قراءة صحيحة وتوصيفه توصيفاً سليماً حتى يمكن التعامل معه وتغيره للاحسن. وهذه النتائج هى أن الشعب هو صاحب السلطة العليا ولا احد فوق الشعب فقد خرج على مبارك وعلى مرسى وسيخرج على اى حاكم لا يستطيع الحصول على ثقته.وعلى اى حاكم لا يضع مصلحة الشعب فوق كل مصلحة. النتيجة الثانية ان مصر خاصة فى هذه الظروف الاستثنائية والتى تعيشها منذ 25 يناير ولفترة قادمة لا يمكن ولا يستطيع ان يحكمها فصيل سياسى بمفرده ولذا فهل يرضى مصرى عاش على ارضها وانتمى اليها ويسعى لتقدمها ان يوافق على الوضع الذى وصلنا اليه بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة؟ وهل هذا هو الحل لكى نبنى وطناً يضم ويحمى الجميع ؟ االاستقطاب بهذا الشكل هو الخطر بعينه نتائجه مدمرة للجميع. فهل يتصارع المتصارعون على جثث وطن ؟ مصر هى الاهم مصر هى وطن للجميع وملك للجميع ولذا على الجميع ان يعلى من مصلحتها ويؤجل المصالح الخاصة والحزبية ونعود للحوار والتوافق وكفى عند وعناد وكفى صراع يضيع الوطن ويعطى الفرصة للطامعين دائما فى هذا الوطن وعندها لن ينفع الندم ولن يرحم التاريخ ولن يغفر الله.يارب احفظ مصر من كل سوء هى وشعبها فانت ارحم الراحمين يارب العالمين