هددت السلطة الفلسطينية بعدم حضور جلسة المفاوضات الثانية مع إسرائيل المقرر عقدها الأربعاء المقبل في مدينة القدسالمحتلة، احتجاجا على استمرار الاحتلال ببناء المستوطنات على حسابا الأراضي الفلسطينية. وقال صائب عريقات كبير مفاوضي السلطة، "إن الجانب الفلسطيني يدرس حاليا إمكانية عدم المشاركة في مسيرة التفاوض المقرر أن تبدأ الأربعاء؛ ردا على استمرار البناء الاستيطاني". بدوره، أكد صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن الوضع الفلسطيني الراهن في ظل ممارسات الاحتلال على الأرض، لا يحتمل تهديدات أو بيانات شجب واستنكار. وأوضح رأفت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالب باتخاذ قرار فوري وصارم لوقف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بكل أشكالها. وقال "إن حكومة الاحتلال مكونة من مستوطنين، وهدفها الأساسي زيادة البناء الاستيطاني، وقتل مشروع حل الدولتين وتهويد المقدسات الإسلامية، خاصة ما يجري من حفريات تحت المسجد الأقصى المبارك". وأضاف "يجب وقف المفاوضات في ظل عدم التزام اسرائيل بالشروط الدولية والرباعية فيما يتعلق بوقف أشكال التوسع الاستيطاني على الأراضي المحتلة، والاعتراف بحدود الرابع من حزيران من العام 67 كحدود للدولة الفلسطينية. من جانبه قال مسئول فلسطيني إن مشاورات بدأت في أوساط القيادة الفلسطينية اليوم الاثنين لاتخاذ قرار بوقف مفاوضات السلام مع إسرائيل ردا على ما طرحته من خطط للبناء الاستيطاني. وأفاد المسئول الذي اشترط عدم ذكر اسمه بأن اتصالات تجرى بين الوفد الفلسطيني في المفاوضات والرئاسة الفلسطينية لاتخاذ قرار عاجل بإمكانية عدم حضور الجولة الثانية من المفاوضات. وذكر المسئول أن هذه الخطوة تأتي عقب حالة الاستنكار الشديدة التي خلفها قرار إسرائيل طرح 1200 وحدة استيطانية جديدة في شرق القدس والضفة الغربية بعد أسبوعين فقط من استئناف مفاوضات السلام. من جهته، استهجن عضو الوفد الفلسطيني محمد اشتية، توقيت طرح إسرائيل وحدات استيطانية، مشككا في نواياها تجاه مفاوضات السلام. وقال اشتية، في تصريح صحفي "بات واضحا أن الحكومة الإسرائيلية معنية فقط بالبناء الاستيطاني غير الشرعي ضاربة بذلك عرض الحائط بالجهود الأمريكية والدولية بالعودة للمفاوضات". واعتبر اشتية أن "هذا إن دل على شيء، يدل على عدم جدية إسرائيل في المفاوضات وما ترمي إسرائيل إليه بالجهود الاستيطاني المكثف هو تدمير أسس الحل الذي ينادي بع المجتمع الدولي والرامي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967". كما أثارت قائمة ال 26 أسيرا التي نشرتها اسرائيل فجر اليوم حفيظة القيادة الفلسطينية تحسبا من سوء النية لدى حكومة نتنياهو، حيث يرى العديد من القادة انها قائمة جرى حياكتها بدقة متناهية من جانب اسرائيل لافشال المفاوضات وقهر اهالي الاسرى، وبث المزيد من الغضب في الشارع الفلسطيني. وفيما توقع الرئيس ابو مازن ومعه الدكتور صائب عريقات والدكتور محمد أشتية وباقي القادة ان يكون للقائمة مفعول السحر في اوساط الشارع الفلسطيني، قامت اسرائيل بخطوة " صبيانية " اخرى لتثبت ان حكومة نتنياهو تتعمّد افشال المفاوضات . ويتضح من خلال قراءة القائمة ان الاسير النتشة من الخليل لم يتبق له سوى 30 يوما في السجن وانه من المقرر اطلاق سراحه بشكل طبيعي، كما ان هناك اسيران يفترض اطلاق سراحهما في غضون الاشهر الستة القادمة، كما ان هناك 8 اسرى انهوا محكومياتهم تقريبا ولم يبق لهم سوى اشهر قليلة . الى جانب ان 16 ممن وردت اسماؤهم في القائمة حاكمتهم اسرائيل وحكمت عليهم بالسجن المؤبد ظلما وبهتانا فهم لم يشاركوا في عمليات قتل ضد اسرائيليين وانما اتهمتهم المحاكم العسكرية انهم يعرفون عن عمليات او ساعدوا منفذي العمليات فانتقمت منهم وحكمت عليهم بالسجن المؤبد . الى جانب ان اسرائيل ترغب في اطلاق سراح 14 اسيرا منهم الى قطاع غزة بحجة ان اطلاق سراح اسرى من الضفة الغربية يشكل خطرا على امن اسرائيل وهي طعنة اخرى في ظهر المفاوضات .