قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن ستيف جراس وهو كولونيل متقاعد بالجيش الأمريكي الذي قام بالتدريس للفريق أول عبدالفتاح السيسي في الكلية الحربية التابعة للجيش الأمريكي، استضافه في منزله عام 2006 خلال حفل هو و ضباط الجيش الأجانب الذين كانوا يأخذون دورات بالكلية. وقال جراس أنه أبقى عينه على الجنرال الذي أصبح أقوى رجل في مصر حاليا، مضيفا أن والدته التي قامت بإعداد الطعام والتي تبلغ من العمر 80 عاما، قام السيسي بجولة معها في منزلها لتعليمها الأهمية الدينية للأشياء المكتوبة باللغة العربية. وأضاف جراس أن بعض الضباط استخدام عامهم في كلية "الحرب" للاسترخاء قليلا بعد تسلسلهم الهرمي العسكري، وأضافت المجلة أن جراس كان أستاذ للسيسي في ثلاث دورات في كلية "الحرب"، حيث قال جراس عنه:" كان ذكيا، ولغته الانجليزية كانت جيدة جدا، وكان خطير جدا"، مؤكدا أن الجنرال كان من أكثر الطلاب جدية و رصانة. وأوضحت المجلة أن السيسي، الذي تدرب في كلية "الحرب" في الجيش الأمريكي خلال العامين 2005 -2006، هو أول قائد جيش مصري يتم تدريبه من قبل الولاياتالمتحدة بدلا من روسيا، مضيفة أنه خلال السنة التي قضاها في كارلايل بولاية بنسلفانيا، أخذ دروسا في التفكير الاستراتيجي، ونظرية الحرب الإستراتيجية، وصياغة السياسات الوطنية. وأشارت المجلة إلى أن دراسات سيسي في الولاياتالمتحدة لم تعطيها أي تأثير على مصر حيث وزير الدفاع تشاك هيغل مرارا وتكرارا ضد الانقلاب، ودعاه في وقت سابق لبناء نظام سياسي شامل، مؤكدة أن السيسي لم يعزل فقط محمد مرسى بل اتجه إلى سجن كبار المسئولين بجماعة الإخوان المسلمين، بينما قامت قوات الأمن المصرية بإطلاق النار على المتظاهرين المؤيدين للمرسى. وقالت المجلة أنه على النقيض قام السيسي بإلقاء اللوم على الولاليات المتحدة لعدم دعمها للانقلاب خلال حوراه مع صحيفة "واشنطن بوست"، قائلا: "واشنطن تركت المصريين و لن ننسى ذلك." وأكدت المجلة أنه بالرغم من الانتقادات الموجهة للإدارة الأمريكية إلا أن المسئولين الأمريكيين يصرون على مواصلة إجراء اتصالات مع السيسي، مضيفة أنه وفقا لمسئول أمريكي مطلع على الحوار بين إدارة الرئيس باراك أوباما والسيسي، الذي قال " نعتقد أن العلاقة ستستمر قوية بين الجانبين، مضيفا:" الولاياتالمتحدة أدركت أن الأوضاع الحالية من الممكن أن تضر تلك العلاقة.. إذا خرجت الأمور عن نطاق السيطرة ، سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لنا." وأكدت المجلة أن المسئولين الأمريكيين حققوا انتصارا طفيفا لإقناع السيسي باعتدال نهجه تجاه الاعتصامات الإسلاميين بالقرب من مسجد رابعة العدوية، حيث ترى الحكومة المصرية أن المتظاهرين يحدث لهم "غسيل مخ" من قبل جماعة "الإخوان". وأضافت المجلة أن جراس أكد أن تلميذه مسلم متدين، يتمتع بمعرفة عميقة بدينه ورموزه، موضحة أن منزل جراس مزين بحلي من العهد العثماني، قام بشراءها أثناء عيشه في تركيا و التي أعجب بها الجنرال كثيرا. وأشارت المجلة إلى أنه على الرغم من السيسي ورع ، هناك القليل من الأدلة حتى الآن انه إسلامي،قائلا أنه ، لم يبدي أي تعاطف مع الإخوان أثناء حواره مع صحيفة واشنطن بوست وقام بانتقاد مرسي، قائلا " مرسي كان يعمل سرا ومهد الطريق للجهاديين من أفغانستان بنقل قتالهم إلى شبه جزيرة سيناء. واختتم جراس قوله إن السيسي على استعداد لتتباعد عن النهج التقليدي لقمع الحركات الإسلامية في الجيش المصري، فعندما سأله كيف يمكن للجيش المصري التعامل مع موجة الإرهاب الإسلامي كان جوابه "نبحث الأمر بعناية" وأعتقد أن ما يعنيه هو: علينا أن نضع الناس في السجن."