أفردت صحيفة «نيو يورك تايمز» الأمريكية مقالا اليوم للحديث عن التصورات المتضاربة التي ظهر بها وزير الدفاع المصري، الفريق أول «عبد الفتاح السيسي» ، كاشفة عن إحدى الرسائل التي قام «السيسي» بإرسالها إلى الرئيس المعزول فور توليه منصب وزير الدفاع ، والتي عبرت عن المديح والإحترام الذي حمله «السيسي» للرئيس المعزول ، وقالت الصحيفة أن الدور الذي يلعبه وزير الدفاع الآن ومنذ عزل الرئيس «مرسي» بعد التظاهرات التي طالبت بإسقاطه يوم 30 يونيو الماضي، هو «ركوب الموجة القومية»، التي تتجه نحو إبراز المزيد من الحب والتشجيع للمجلس العسكري الذي يعد بمثابة منقذ البلاد من النفق الذي عملت جماعة الإخوان المسلمين على إدخال البلاد فيه، لدرجة جعلت مؤيدين «السيسي» الآن يشبهونه بالرئيس الراحل «جمال عبد الناصر». وقالت الصحيفة أن التصورات المتضاربة التي ظهر السيسي من خلالها مؤخراً، تركت الشعب المصري متحير حول حقيقة ما إذا كان وزير الدفاع يسعى لتسليم البلاد بطريقة آمنة إلى سلطة مدنية، تحوز على رضاء الشعب، أم الإستفادة من الدعم الشعبي له والسعي للسلطة الرسمية والغير رسمية لنفسه. ومن ناحية أخرى قالت الصحيفة أن «السيسي» كان قد تلقى دورات تدريبية متخصصة بشأن العلاقات المدنية والعسكرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2005، كما أنه ناقش قضية الديمقراطية في الشرق الأوسط في وقت سابق في ورقة بحثية مكونة من 17 صفحة، فضلا عن أنه وجه الإنتقادات للسياسات الأمريكية داخل المنطقة في هذا الصدد. وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع المصري كان قد أنتقد بشكل غير مباشر أيضا سياسات الحكومات الأوتوقراطية التي تعتمد على تزوير الإنتخابات والتحكم في وسائل الإعلام وتعتمد على أساليب الترهيب، منوها إلى حاجة الدول العربية جميعها لنسخة معدلة من الديمقراطية، مؤكدا على ضرورة وجود بعض القيم الدينية المعتدلة وحاجة المجتمعات العربية للتعليم والتصدي للفقر كما شدد على أن تتضمن العملية السياسية وجود الفصائل الدينية حتى المتشددة منها. وانتقلت الصحيفة للحديث عن ما فعله السيسي للرفع من الروح المعنوية للجنود، حيث قام برفع المعاشات والرواتب الخاصة بهم، فضلا عن قيامه بتوفير الشقق السكنية لهم ، مؤكدة أن المبادرات التي قام بها وزير الدفاع المصري في حالة وقوع أزمات مثل حالة تسمم طلاب الأزهر أيضا إضراب ضباط الشرطة عن العمل، هي التي جعلت قيادات جماعة الإخوان المسلمين يزعمون بأن السيسي يعمل على تقويض دور الرئيس المعزول. وفي النهاية أكدت الصحيفة الأمريكية نقلا عن بعض المقربين من السيسي مثل «مايكي وليد حنا»، الخبير بالشئون المصرية بمؤسسة القرن الأمريكية ، والذي أكد أن السيسي لم يقبل التدخل المستمر في السياسة، كما أنه أصر على عودة الجيش إلى ثكناته وعدم التدخل إلى أن حدثت الأزمة مؤخرا و شعر بوجود رغبة شعبية في إسقاط المعزول. وقالت الصحيفة أن غضب السيسي من الحكومة الإسلامية قد تبلور في إحتفالات نصر أكتوبر لهذا العام ، حيث قال أحد الضباط المقربين من وزير الدفاع أنه بدأ يغضب عندما وجد نفسه جالسا بجوار قتلة الرئيس الراحل أنور السادات، ونقلت الصحيفة ما قاله زميل السيسي الذي قال: «بدلا من الجلوس مع الضباط أضطر للجلوس مع قتلة السادات».