قال عمرو ربيع هاشم الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن دعوة السيسي للتظاهر غداً لمواجهة الارهاب، سوف تؤدي إلى مزيد من العنف، وجاءت مبكرة للغاية، وما كان يجب أن تأتي من وزير الدفاع، وإنما من قبل القوى السياسية أو الشعب ذاته، واصفًا الدعوة بالرصاصة التي قتلت معنى الحوار الوطني. ووفقا لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية، فإن دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بالتظاهر، أشعلت جدلاً بين المحللين حيث يخشى البعض أن تؤدي هذه الخطوة إلى اندلاع حرب أهلية، بينما يؤمن الآخرون أن هذا سوف يساعد في إنهاء الأزمة الحالية. وأوضح محمد سعيد إدريس الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن المواجهات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي والهجمات المسلحة على الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء، تشكل "تهديدًا" للأمن القومي المصري. ومن ثم يرى أن دعوة السيسي جاءت في موعدها؛ لأن المصريون يشهدون هذه الأيام ظاهرة لم تحدث من قبل، وهي صراع بعضهم البعض، وهذا يبشر باندلاع حرب أهلية وهو ما يتطلب تدخل القوات المسلحة. أضاف الخبير، أن القوات المسلحة أدركت أن جماعة الإخوان المسلمين ترغب في توريط القوات الأمنية والمصريين في "عنف عميق" لتحصل على تدخل المجتمع الدولي، ولكن الجيش يرغب في منع حدوث هذا. ويؤمن إدريس، أن الدعوة والحوار الوطني أمران متناسبان للغاية، موضحًا أن مؤيدي مرسي لديهم اختياران الآن إما التخلي عن عنادهم والمشاركة في الحوار، أو مواجهة الجيش في حال إصرارهم على العنف، مشيرًا إلى أن عرض منهجين يعد أمرًا أفضل لإقناع الإخوان للمشاركة في عملية المصالحة الوطنية. توقع الخبير، أن تكون مظاهرات الغد "ضخمة" وأن يكون عدد الأشخاص المشاركة "أكبر" من الملايين التي تظاهرت في 30 يونيو لإسقاط مرسي، كما ستصدر القوات المسلحة عددًا من التحذيرات لمؤيدي مرسي لإخلاء الساحات العامة. ويعتقد إدريس، أن كافة مظاهرات مؤيدي الرئيس المعزول سوف يتم إحاطتها بشكل مكثف من قبل الشرطة والجيش تحسبًا لأي أفعال عنيفة قد تصدر من المؤيدين. وقال عبد المنعم سعيد رئيس سابق للمركز، انه كان ينتظر لفترة طويلة مثل هذه الدعوة، مؤمنًا أن الدعم الشعبي من خلال المظاهرات يعد أمرًا ضروريًا للتأكيد للمجتمع الدولي أن العزل العسكري لمرسي كان مُرحبًا من قبل أغلبية المصريين، متوقعًا أن تتخلى جماعة الإخوان لا محالة عن عنادها بعد هذه المظاهرات.