هل يفكر الإخوان المسلمون في "حل" للخروج من أزمتها الحالية؟!.. فالأزمة فعلا لم تعد أزمة "دولة"، وإنما أزمة "جماعة".. بمعنى أن "الحل" ليس عند الأولى وإنما ينبغي الآن، أن يكون بيد الثانية.الفريق عبد الفتاح السيسي يوم أمس 21/7/2013، قال: لا نملك إلا "الصبر" على الذين في "رابعة العدوية".. وهي تصريحات تعكس وعي الجيش بأنه يتعين على الجماعة، أن تجد لنفسها حلا.. ولا تنتظره من الآخرين. والحال أن النشاط على الأرض في "رابعة" .. يقابله "تثاؤب" العقل الإخواني، وركونه إلى انتظار أن تفتح له "طاقة القدر" بحلول "معلبة" أو جاهزة.. قد تأتيه من خارج الجماعة، ولعله كان جليا، الخطاب الديني الغيبي، الذي هيمن على أعلى سلطة روحية لمنظمي الحشود، حين انتظروا "حلا" من السماء، بلغت حد الادعاء بتأييد "الملائكة".. وتجلي "النبي" و"جبريل" على المتظاهرين! ويبدو لي أن الجماعة تتبع سبيل الرهان على "الضغوط" وليس "الحلول".. وهي مقامرة خطرة، تحرمها نعمة التفكير، وترزقها الانزلاق دون أن تدري نحو العنف المنظم، الأقرب إلى حروب الشوارع أو الحرب الأهلية. ولا أدري ما إذا كان ذلك "مكابرة" أم "عجزا".. لأن تجربة الإخوان الأخيرة، ليست بدعا، عن تجارب إسلاميين في دول أخرى، تلقت "المحنة" وأحالتها إلى "منحة" خرجت منها أقوى مما كانت (التجربة التركية مثلا).. أما ما يجري الآن، فهو طريق آخر، يقرب الجماعة، أكثر من أي وقت مضى، إلى النموذج الجزائري. والحال أنه ليس أمام الإخوان إلا هذين الخيارين.. وليس ثمة ما يناسبها منهما، إلا الخيار الأول (التركي).. إذ تشبه إزاحة د. مرسي من الحكم، تجربة الإطاحة ب"أربكان" في تركيا.. غير أن الإسلاميين الأتراك، اعتبروها "فشلا" في الحفاظ على الحكم، وحملوا مسؤولية خروجهم من السلطة للحزب الإسلامي الحاكم في ذلك الوقت .. حزب "الرفاه".. ولم يهدروا طاقات الإصلاح في مواجهات غير متكافئة مع الجيش، بل أجروا مراجعات كبيرة وجسورة وأطاحوا ب"سدنة الفشل" من قادة الحزب المسنة والعجوزة، وتولى جيل الشباب، إعادة بناء الحزب على أسس وأصول جديدة، وتحت مسمي جديد "العدالة والتنمية".. وعاد بعدها الإسلاميون وخلال سنوات قليلة إلى الحكم مجددا، وبأصوات العلمانيين "المعجبين" بالنجاح والانجازات.. قبل أصوات الإسلاميين "المتعاطفين" مع التجربة بطبيعة الحال. المدهش أن الجماعة، تحشر نفسها هذه الأيام داخل النفق المظلم، وتضع قدمها على بداية طريق الانتحار السياسي والتنظيمي.. فقبل سقوط مرسي، اعتمدت خيار "الخومنة" الإيراني، وهى التجربة التي أنهاها الجيش بعد عام من حكم الجماعة.. وبعد خروجها من السلطة، عادت إلى ذات النفق المظلم والخيار الأسوأ.. وتتبع الآن سبيل "الجزأرة" أي المضي قدما نحو استنساخ التجربة الجزائرية، بالتصعيد ضد الجيش ومقايضة "مرسي" بالدم المصري. والحال أن مستقبل الجماعة قد بات محسوما، إما البقاء على قيد الحياة، مع احتمال العودة إلى الحكم لاحقا، بالاستفادة من تجربة "أردوغان أغلو" في تركيا.. وإما الانتحار والدهس تحت جنازير المدرعات والبيادات الخشنة.. حال ركنوا إلى الصدام الدموي مع المؤسسة العسكرية.