رفضت جماعة الإخوان المسلمين المنشور الذي ألقته القوات المسلحة على المتواجدين في ميدان رابعة العدوية أمس ،مشيرين إلى أن البيان تهرب من النقطة الجوهرية المتثلة في أسباب الاعتصام بينما يدعو المعتصمين للانفضاض. وذكرت الجماعة في بيان أصدرته ردا على المنشور" ألقت طائرتكم أو بالأحرى طائرتنا التي تستخدمونها لمصلحتكم الشخصية رغم أنها ملك للشعب، ألقت منشوراً مساء أمس علي المعتصمين في ميدان رابعة العدوية ولنا علي ما جاء فيه ملاحظات، بدأ المنشور بسلسلة من عبارات المديح لشباب التيارات الدينية - كما أسماها – ونحن نري فيها لوناً من النفاق فالخطاب الإعلامي كله يحض علي كراهية هذا التيار، ويدعو إلي إقصائه وبعضه يدعو الي استئصاله ويبرر المجازر والمطاردات التي ترتكب في حقه بل يتم تصويره وهو المقتول علي أنه القاتل وهو السلمي بأنه الإرهابي، والمعلوم أن أجهزة الإعلام جميع خيوطها في يد قادة الانقلاب . ونقل البيان" أن الإسلاميين حريصون علي استقرار مصر، وهذه حقيقة، ولكننا نؤكد لقادة الانقلاب أنهم هم ليسوا حريصين علي استقرار مصر ولكنهم حريصون علي استقرار السلطة في أيديهم غير عابئين ولا محترمين الشعب وسيادته وإرادته وحقه في تقرير مصيره، وحريصون علي اقتحام مجال السياسة والانحياز الحزبي وتهديد السلام الاجتماعي، بل تهديد الجيش نفسه بالإيقاع بينه وبين الشعب وربما بين رجاله بعضهم وبعض. وأشارت الجماعة إلى أن المنشور من جوهر القضية ويدعو المعتصمين للانفضاض مع وعد بعدم الملاحقة، والمعتصمون لم يقترفوا جرما يخشون ملاحقتهم من أجله، فهم يتظاهرون سلمياً ويعبرون عن رأيهم دون لجوء لعنف وكلها حقوق أقرها الدستور وإعلانات حقوق الإنسان العالمية ونحن نؤكد لهم أن جوهر القضية هو اغتصاب السلطة بانقلاب عسكري وإلغاء الشرعية الدستورية بتجميد الدستور الذي وافق عليه الشعب وحل محل مجلس الشورى الذي انتخبه الشعب وعزل الرئيس واختطافه وإخفاءه وهو الذي انتخبه الشعب، والشعب يتظاهر ويعتصم لإعادة الشرعية وإلغاء الانقلاب العسكري وما ترتب عليه من آثار، الذين ينبغي أن يطلبوا الأمان وعدم الملاحقة هم قادة الانقلاب الذين أجرموا في حق الشعب والوطن والجيش والشرعية الدستورية . هناك نقطة ثانوية، وهي أن المنشور يقول في ختامه (ونؤكد لكم أنه لا ملاحقة لأي أحد يترك الميدان ويعود إلي بيته والله علي ما نقول وكيل) والعبارة الأخيرة تثير الدهشة، ألم يقسم قادة الانقلاب أغلظ الأيمان علي احترام الشرعية والدستور والقانون ثم خانوا الأمانة ونقضوا العهود ونكثوا في الأيمان وانقلبوا علي إرادة الشعب التي ظهرت في الانتخابات والاستفتاءات المتتالية، ولم يراعوا لله وقاراً وبعد ذلك هل يمكن أن يصدقهم أحد ؟! فالشعب المصري ليس ساذجاً ولا يمكن أن يلدغ من جحر مرتين.