قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه بعد انتخاب الرئيس المعزول "محمد مرسي" ومنذ عام مضى رفض أي تواصل مع الإسرائيليين، مما رفع من القلق والمخاوف هناك بشأن مستقبل معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب، التي تعد حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي منذ عقود. ولكن مع عزل "مرسي"، واندلاع الحملة ضد جماعة "الإخوان المسلمون"، يرى الإسرائيليون احتمالية عودة ما يعتبرونه الوضع الأكثر كفاءة في الأداء، إلى جانب إضعاف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تدير قطاع غزة، ولكن حتى الآن، فإن النبأ السار بالنسبة لإسرائيل لا يزال مخففًا من قبل خطر عدم الاستقرار المجاور. وأوضح "شاؤول شاي" نائب سابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن ما يهم تل أبيب هو استقرار مصر، وأن القصة لم تنته بعد بالرغم من الاحتفالات في القاهرة، فهو لا يرى أن الإخوان يبتلعون الضربة، وينتظرون 80 سنة أخرى للعودة للسلطة. أضافت الصحيفة أنه أثناء حكم مرسي، كانت تل أبيب تتواصل مع القاهرة فقط من خلال المؤسسة العسكرية، والأمنية التي تتحكم الآن في العملية السياسية، وربما ما يزيد من طمأنينة إسرائيل هو دور الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي قاد حملة عزل مرسي. وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين الإسرائيليين، التزموا الصمت الدبلوماسي منذ سقوط مرسي، في حالة من رفض التعليق علنًا على ما يقولون أنه شأنًا مصريًا داخليًا. وقال مسئول – لم يذكر اسمه – أنهم يراقبون الوضع عن قرب، وأن هذا الأمر يشكل لهم أهمية قصوى، معربًا عن أمالهم بأن يتمكن المصريون من تشكيل ديمقراطية عاملة ببطء وبثبات. نوهت الصحيفة، إلى أن سقوط الإخوان مازال يشكل عامل سعادة لبعض الإسرائيليين، فأعرب "زفي مازيل" سفير إسرائيلي سابق في القاهرة، عن سعادته من رحيل الإخوان، زاعمًا أن استمرارهم في السلطة لعامين أو ثلاثة، كان سيؤدي إلى سيطرتهم على القوات المسلحة، وتحويل مصر إلى إيران أخرى. أما بشأن شبه جزيرة سيناء، فأكد الخبراء الإسرائيليون أن التنسيق الأمني المصري الإسرائيلي بشأنها في العام الماضي، كان أكثر قربًا وكثافة مما كان عليه أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. أضافت الصحيفة، أن سيناء مازالت مصدر محتمل للاحتكاك، مستعرضة ما حدث أمس من هجوم مسلحين على إحدى المطارات، وإغلاق معبر رفح من قبل السلطات المصرية، ربما لمنع أي عبور أي من أعضاء حماس لحلفائهم في مصر - حسب رأي الصحيفة. ويرى الخبراء، أن الأمر يعد علامة من علامات "العصر" لحماس، التي تواجه عزلة متزايدة، فقد كان للأخيرة حليفًا قويًا عندما كان الإخوان في السلطة. أشارت الصحيفة، إلى أن الفوضى الداخلية في البلاد، من المحتمل أن تسبب مزيد من التآكل لدور مصر التاريخي كقائد العالم العربي، ولكن يقول المحللون الإسرائيليون أن نفوذها انخفض بالفعل منذ سنوات.