حذر الدكتور يوسف زيدان، الكاتب البارز، من توجهات الإتحاد الأوروبي الداعمة لدولة فلسطينية في مقابل الإعتراف بدولة إسرائيل اليهودية، وهو ما سيتبعه أيضا تصنيف مصر كإسلامية، ونجر المنطقة لتقسيمات دينية. جاء ذلك في صالون زيدان الشهري بساقية الصاوي والذي حمل عنوان "هوامش الثورة المصرية"، وقد أكد زيدان بصالونه أن اليهود لا يتنازلون عن أرضهم لأن ذلك تخليا عن دينهم وفق معتقدهم في التوراة بأن الأرض وعدهم الله بها، ولذلك فإن ما يقوله رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل ستعترف بفلسطين إذا ما اعترفت بها الأممالمتحدة، لن يحدث على أرض الواقع .
وقال زيدان أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر شتت قوتنا في اليمن رغم أننا كنا أولى بها لمحاربة إسرائيل، وقام باعتقال المخالفين له في الرأي من المثقفين، مشيرا إلى أن نصر أكتوبر كان لابد أن يجري بعد أن هددت النكسة مؤسسة الرئاسة والجيش .
وقال زيدان أن وجود إسرائيل كما كان يخدم اليهود فقد خدم مؤسسة الرئاسة في مصر وسوريا والأردن، لتبرير هذا التمويل الهائل للمؤسسة العسكرية بزعم مواجهة إسرائيل، مؤكدا أن الإعلام والثقافة حاليا يكرسان للحكم العسكري عبر ترديد مقولات استهداف مصر . كما أن هذا الإعلام لم يتغير بعد الثورة وساهم في تفكيك وتشتيت الشعب عبر إغراقه في تفاصيل تأخذه بعيدا عن الأمور الهامة .
ويعتبر زيدان أن القوى المصرية التي كانت موجودة على الساحة قبل الثورة، تشمل دائرة الرئاسة ثم دائرة القوات المسلحة ثم الشرطة التي أخذت في التضخم منذ عام1997، وأصبحت دائرة الرئاسة على صلة أكبر بها، رغم أنه من المفترض أن الجيش هو الأقرب من الرئاسة منذ ثورة 1952، ولكن ما جرى أن الجيش كان معارضا لفكرة التوريث لأن المجتمع العسكري يقوم على الأقدمية ، بينما لم تبدي الداخلية معارضتها . ولهذا حينما قامت الثورة كان الجيش في حالة حنق فعلية من مؤسسة الرئيس ، ولم يكن بإمكانه الإنقلاب العسكري لأن التغيير بالقوة يعيد المنطقة عقودا للوراء .
كما يعتبر زيدان أن المسألة الإسرائيلية والبلطجة والإعلام والعلاقات الدولية عوامل لعبت دورا مؤثرا في الثورة المصرية . ويعترض زيدان على المقولة التي تتردد بقوة في وسائل الإعلام أن الجيش حمى الثورة، مؤكداً أن الثورة حققت للجيش مطلباً هاماً وخلصته من التوريث تلك الفكرة البغيضة التي أرقته، فقد كانت الثورة المصرية هي الحل السحري له، ورغم تظاهره بالحياد، إلا انه انحاز إلى الثورة.
أما الأمر الذي أثار مناقشات واسعة ومداخلات عدة، هو وصف صاحب الصالون لمن يعطي صوته لمرشح على خلفية دينية بأنه خائن للبلد، وأن المرشح الذي يتخذ من الدين خلفية له – سواء مسلم ام مسيحي - يصبح خائناً لانتمائه الديني، مستشهداً بعدة أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم تفيد بأن طالب الإمارة لا يؤمر، وبالإنجيل الذي يحث على نبذ الدنيا، وهو ما اعترض عليه بعض الإسلاميين من حضور الصالون.
وحذر زيدان كذلك من المطالب الفئوية التي تزعزع قوة الثورة، مشيراً إلى أن عدم استجابة المجلس لها سيفاقم الأمر، ويخشى صاحب "عزازيل" أن تكون الفترة القادمة أسوأ من عهد مبارك السيئ، مؤكدا أن الثورة لا ينقصها الآن التظاهر في الميادين وإنما المعرفة . وأخير هاجم صاحب الصالون المجلس العسكري واعتبر أنه لن يتخلى عن السلطة ما لم تكن هناك إرادة شعبية قوية لتحقيق ذلك، مستشهدا بالرؤساء الثلاثة السابقين .