أكد الجنرال في الاحتياط ورئيس شعبة الاستخبارات السابق "عاموس يدلين" أن هناك تعاونا بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل في الحرب التي تشنها واشنطن على تنظيم القاعدة، خاصة عمليات التصفية التي ينفذها الجيش الأمريكي ضد قادة التنظيم في مناطق مختلفة من العالم. وأوضح يدلين خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش صباح اليوم حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في ضوء تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الأخيرة- أن الجيش الأمريكي استفاد التجربة الإسرائيلية في عمليات التصفيات من الجو سواء على مستوى منهجية العمل الاستخباري أو منهجية العمل الميداني.
وشدد على ضرورة أن تبقى إسرائيل حليفا قويا للولايات المتحدة وأن تعمل على إزالة قلقها سواء على المستوى الاستراتيجي في الشرق الأوسط أو مساعدتها في تحقيق مصالحها التي تتطابق في اغلبها مع المصالح الإسرائيلية.
ونقلت وكالة الأنباء سما عن يدلين قوله: يتوجب على إسرائيل أن تستمر في التعاون مع الولاياتالمتحدة سواء في مجال الأنظمة الدفاعية المضادة لصواريخ أو في المجال الاستخباري ولاسيما فتبادل المعلومات والبيانات بما يحقق مصلحة الطرفين.
وأكد الجنرال يدلين إلى أن الإدارة الأمريكية تتعامل بايجابية مع القضايا المتعلقة بأمن إسرائيل، مشيرا إلى أنه "يوجد خلاف بين واشنطن وتل أبيب بخصوص العملية السياسية ومسار عملية السلام؛ ولكن الإدارة الحالية لم توقف جهودها في الجانب الأمني عند الحديث فقط بل حرصت على تطبيق كثير من الأمور على الرغم من أن الإدارة الأمريكية تمر بظروف صعبة وضغوط هائلة من أجل تقليص الميزانية بترليون ونصف إلا أن ميزانيات المساعدات الأمنية المخصصة لإسرائيل باقية كما هي".
وأضاف معقبا على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الذي حذر من ازدياد العزلة الإسرائيلية، وقال يدلين "إن هناك حقيقتين وهي أن العزلة الإسرائيلية زادت بعد الثورة في مصر و تدهور العلاقات مع تركيا، والثانية أن المكانة الإستراتيجية لأي دولة لا تحددها فقط القوة العسكرية، بل أيضا العلاقات السياسية هي التي تحدد مدى قوة الدولة ومكانتها الإستراتيجية".
ولفت إلى أن الجدل حاليا يحتدم في الولاياتالمتحدة على مستوى صناع القرار وأيضا على المستوى الأكاديمي ومراكز الأبحاث المتعلقة بإسرائيل، علما أن إحدى القضايا المثيرة للجدل هي تحديد القضية الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، ويدور الحديث عن قضيتين.
وأشار يدلين إلى الجدل يدور حول هل حل الصراع الإسرائيلي العربي هو الذي سيؤدي إلى حل بقية المشاكل في المنطقة سواء في أفغانستان أو العراق أو سوريا، أم أن حل الملف الإيراني هو أهم القضايا وحله سيسهل حل بقية القضايا سواء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو بقية القضايا العالقة.
وتابع قائلا "في الوقت الذي تبنت إسرائيل فيه الخيار الثاني فإن هناك كثير من الجهات في الولاياتالمتحدة تبنت الخيار الأول، وأنا كشخص عمل في المجال الأمني أعرف تماما أن الملف الإيراني على رأس اهتمامات المستوى السياسي في إسرائيل".