ذكرت صحيفة ليبراسيون، الفرنسية أن المجتمع الدولي أعرب، بعد إنتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحانى على رأس السلطة فى إيران، عن أمله "على الأقل فى وجود اختلاف في نمط التعامل الإيراني وليس تغييرا حقيقيا. ونقلت الصحيفة، اليوم الإثنين، عن دبلوماسي أوروبي قوله "اننا لا نتوقع ثورة، وإنما الفرصة تكمن ربما فى تناول الملفات بشكل مختلف"، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية "لن يغير شيئا أساسيا ، ولكن يمكن أن تؤدى بالضرورة إلى إختلاف عن نمط الرئيس السابق احمدي نجاد". وأضافت "ليبراسيون" أن ممارسة السلطة من قبل الرئيس الإيراني السابق والتصريحات المثيرة له وخاصة فيما يتعلق بإسرائيل كانت تصيب جزءا من المجتمع الدولي بالشلل، ولكن على العكس فإن حسن روحاني يطلق عليه "الشيخ الدبلوماسي" لدوره كرئيس لوفد بلاده في المفاوضات مع الاوروبيين بشأن الملف النووى الايرانى "2003-2005" مما أفضى إلى تعليق من برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو الذى كان يتعامل مع روحاني في ذلك الوقت، قد وصفه بانه "دبلوماسي وسياسى محنك "، ويرى أن إنتخاب روحانى على رأس الدولة الايرانية من شأنه أن يكسر "النهج الحاد والعقيم " الذى تبناه سلفه أحمدى نجاد. من ناحيتها رأت أزادى كيان تيبو أستاذ العلوم السياسية بجامعة باريس 2 أنه "إذا كان الغرب أن يعيد إيران للمجتمع الدولي، هناك شيء للقيام به مع روحاني، وهو معتدل، ورجل تفاوض" والدليل على ذلك إعلانه استعداده لتطبيع علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية وذلك خلال حملته الانتخابية. وأضافت المحللة الفرنسية ان روحانى "لم يذكر سوريا، تلك القضية الشائكة للغاية، لكنه يرغب فى التوافق مع المملكة بخصوص عدد من القضايا". وأضافت أن الخبراء والدبلوماسيين يتساءلون الآن عن مدى مرونة روحاني، مع العلم أن المرشد الأعلى علي خامنئي، يقوم بالدور الرئيسي، حيث تبدو إيران عازمة على الحفاظ على استراتيجيها التى تطبقها منذ عقود، والتى تقوم على الحفاظ على "الأداة النووية" و القيام بدور فى المنطقة بما فى ذلك بسوريا. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسى فرنسى قوله أن "النظام الإيراني قد قرر أن سوريا تعد مصلحة حيوية واستراتيجية، وايران دولة جادة في خياراتها على المدى الطويل"، معربا عن اعتقاده أن طهران لن تتخلى عن سوريا "بين عشية وضحاها ".