تلاحق الفضائح وقضايا الفساد العائلة الملكة في المغرب ، التي تستغل نفوذها بكل ما أوتيت من قوة، حتى وصل الأمر للسرقة والتهديد بالقتل والاعتداء على المواطنين والنصب عليهم. وأخر هذه الفضائح قضية خالة العاهل المغربي الملك محمد السادس، حفصة أمحزون، التي أثارت اهتماما واسعا بالأوساط الحقوقية والصحفية في المغرب، بعد اعتقالها على خلفية شكاوى مواطنين اتهموها بالاعتداء عليهم والتسلط على ممتلكاتهم وتحرك منظمات حقوقية للاقتصاص منها. وقالت مصادر حقوقية أن حفصة أمحزون، المقيمة في مدينة خنيفرة وسط البلاد، اعتقلت وبدأ استنطاقها من طرف الشرطة القضائية، في عدد من الشكاوي وضعها مواطنون، كما القي القبض على احد أبنائها دون معرفة السبب الذي جعل السلطات الأمنية تقدم على اعتقاله. وقال محمد أقبلي، محام امحيزون، إن جهات عليا، لم يحددها بالاسم، دخلت على خط ملف موكلته وصححت المسطرة المتبعة ضدها، وعندما سأل عما إذا كان يقصد بهذه الجهات العليا وزير العدل والحريات مصطفى الرميد رد أقبلي بأنه «تم إشعار السيد الرميد»، دون تقديم مزيد من التوضيحات. وأكد أقبلي أن ابن موكلته حفصة أمحزون، جرى الاستماع إليه يوم الأحد قبل أن يستأنف التحقيق معه صباح أمس الاثنين على خلفية نفس القضية. وأكد أقبلي أن حقوق موكلته اليوم باتت مضمونة بعد تدخل الجهات المعنية، مشيرا إلى أنه جرى اعتداء على موكلته عندما جرى البحث معها وهي في "حال صحية جد متدهورة" نتيجة خضوعها لثلاث عمليات جراحية خلال شهر واحد فقط مؤخرا، الشيء الذي دفعه رفقة أبناء موكلته إلى الاعتصام أمام مقر الأمن بمكناس، قبل أن يتمكن من الاتصال بموكلته صباح أمس الاثنين في حدود الرابعة والنصف صباحا. شكاوى وتحقيقات وكشفت مصادر مغربية أن عملية التحقيق مع خالة الملك، جاءت بأمر من وزير العدل بعد توصله شكاوى من بينها شكوى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وتتعلق هذه الشكاوى كما أوردها المواقع الإخبارية في المغرب، بسرقة 23 رأسا من الغنم في ملك بنحلو محمد، ولما ضبطت بإسطبل السرويتي محمد زوج أمينة أمحزون، تم بقر بطونها بما فيها النعاج الحوامل كما اعتدت بالضرب والجرح والترهيب على المحامية فاطمة الصابري من هيئة مكناس أمام مركز الأمن الوطني بخنيفرة. وقال حسن النوري وهو شيخ جاوز العقد السابع من عمره، أن نزاعا وقع له مع حفصة أمحزون حول حدود الأرض، انتهى بهما لمركز الدرك بمريرت، حيث تم أخذ أقوالهم، ولما هم الشيخ بالانصراف، فوجئ الدرك بحفصة أمحزون تهدد بقتل الشيخ إن هو غادر باب المركز، مما جعل رجال الدرك يعتقلونه بدعوى الحفاظ على سلامته كما يوضح ذلك محضر الدرك الملكي رقم 234 المسجل بتاريخ 28يناير2007 . . وتعرضت نجاة ملكاوي وابنتها جهاد عسولي للهجوم والاعتداء داخل مؤسسة تعليمية من طرف أمحزون وابنتها بمعية 20 امرأة، كما تعرضت خولة أوعبيدي وأمها للضرب والتهديد بالقتل من طرف حفصة أمحزون ويوم الاثنين 6مايو الجاري تعرضت فاطمة الصابري لمحاولة اعتداء من طرف أمحزون فاطمة وبعض مرافيقها في الشارع العام بخنيفرة حيث تمت مطاردتها بالسيارة حتى عتبة منزلها. ارتياح وتنديد أفاد تقرير أن الأوساط الحقوقية في المغرب، أبدت ارتياحها بعد اعتقال حفصة أمحزون خالة العاهل المغربي الملك محمد السادس على خلفية الشكاوى المرفوعة ضدها من قبل عديد من المواطنين. وأكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مراسلتها لوزير العدل والحريات قصد مطالبته بالتدخل العاجل ضد الطغيان بمنطقة خنيفرة وإعمال مبدأ مساواة المواطنين أمام القانون. وأوضحت أنها "تتابع باستنكار كبير الخروقات المستمرة للسيدة حفصة أمحزون، بإقليم خنيفرة دون أن تتحمل السلطات القضائية والأمنية لمسؤولياتها في احترام تطبيق القانون، في تحد صارخ لمبدأ مساواة المواطنين أمام القانون المنصوص عليه في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان كما في الدستور المغربي". ولاحظت الجمعية الحقوقية أن العديد من الضحايا التجئوا إلى القضاء قصد إنصافهم، إلا أن السلطات القضائية بخنيفرة في شخص وكيل الملك «النائب العام» لا يعمل على تحريك المسطرة وهو ما يشكل إنكارا للعدالة، وتشجيعا للمنتهكة على التمادي في خرقها وعبثها بالقانون. واعتبرت الجمعية في رسالتها لوزير العدل أن السيدة حفصة أمحزون تستقوي في خرقها المستمر للقانون بعلاقة القرابة مع العائلة الملكية، ولذلك نطالبكم بالتدخل الفوري لفتح تحقيق عاجل في هذا الموضوع، قصد تحديد المسؤوليات في هذه الانتهاكات المستمرة للقانون، وترتيب الجزاءات في حق المخلين بوجباتهم في حماية أمن وسلامة المواطنين والمواطنات، احترما للحق وتطبيقا للقانون. ابن حفصة نصاب! وعلى جانب أخر في مستهل سنة 2006، تنكر أحد رجال التعليم بمنطقة خنيفرة، المدعو والخباز علي، في جلباب وسيط من العيار الثقيل في الأعمال الاجتماعية، مُتجولا بين الناس يُروج للقدرات الهائلة التي يملكها صهره جاهد أحد أبناء حفصة أمحزون خالة الملك محمد السادس، في توفير مناصب شغل بمختلف الإدارات العمومية، بحكم انحداره من عائلة عريقة تستمد قوتها من علاقتها بالعائلة الملكية العلوية الشريفة، ملمحا إلى النفوذ الواسع الذي تتمتع به هذه العائلة داخل المملكة المغربية، وكان الوسيط يروج لنفوذ وسلطان عائلة أمحزون لأغراض دنيئة في نفسه. بالنظر إلى الحجم الصغير لمدينة خنيفرة تدحرجت الإشاعة على ألسنة الناس بسرعة خاطفة وذابت بينهم كالملح في الماء، وأصبحت بحكم تدني مستوى الوعي بالمنطقة أشبه ما تكون بالروايات التي يتناقلها الركبان، فذاع صيت القدرات الخارقة لجاهد ابن خالة الملك، ومؤهلاته العملاقة في توظيف العاطلين وإنقاذهم من براثن البطالة ودروب الفقر والتهميش. هذه الصورة الوردية التي روج لها الوسيط صهر ابن خالة الملك، أسالت لُعاب الكثير من أبناء المدينة والضواحي ودفعت بهم إلى البحث عن الخيوط المؤدية إلى عرين هذا الفارس الأبيض الذي سيحول جحيمهم إلى فردوس، وبطالتهم إلى وظائف محترمة تمنع عنهم شر العطالة وقصر اليد. وهكذا تناسلت الطلبات وتنوعت مطامع الراغبين في الاستفادة من مؤهلات هذا الفارس، مما سهل مأمورية الوسيط في تحين الفرص السمينة، وعرضها على الرأس المدبرة لتنظر في شأنها وتحدد القيمة المالية لأتعابها. هكذا كانت البداية، ومن ثم عجت سماء الوسيط علي ، بالضحايا، ممن يرغبون في الحصول على مناصب شغل محترمة وغيرها من الخدمات المختلفة والمتعددة، فما كان من أمره إلا أن أضحى يُوهم المواطنين أو بالأحرى الضحايا، بالعلاقة المباشرة لصهره جاهد بالقصر الملكي، ويده الطويلة داخل أجهزة الأمن، ونفوذه القوي في الإدارة العامة للأمن الوطني، وكذا بالبحرية الملكية. فضائح في الذاكرة ويبدو أن الفضائح مازالت تطارد العائلة الملكة في المغرب، ففي عام 2011 انتشرت صور التقطت خلسة للأميرة المغربية للا حسناء شقيقه العاهل المغربي وهى شبه عارية بلباس البحر في البرازيل. وظهرت الأميرة في الصورة وهى على شاطئ العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو شبه عارية ترتدي "البكيني"وقد نشرت الصحف الاسبانية أن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها أميرة مغربية من أخوات ملك المغرب والذي يلقبه المغاربة "أمير المؤمنين" في لباس من هذا النوع. والتقطت الصور للأميرة وهى في البرازيل أثناء زيارتها للعاصمة البرازيلية لمتابعه كرنفال ريو دي جانيرو الذي يعتبر أضخم استعراض في العالم وقد تزامن حضور الأميرة لمتابعه الكرنفال بسهراته فى الشوارع مع الوقت العصيب الذي يمر به شقيقها مالك المغرب محمد السادس اثر انفجار غضب الشعب المغربي والمطالبة بإصلاحات السياسية في البلاد . الجدير بالذكر أن الأميرة المغربية للا حسناء تبلغ من العمر 41 عاما عرف عنها بأنها مهووسة بالسفر للخارج وتقضي معظم أيامها في قصر ملكي فاخر في باريس ، كما تعيش الملكة برفقه ابنتيها علية و أميمه بعد أن انتهى زواجها من خالد بنحربيط الذي كان مدير ديوان وزير الداخلية المغربي الراحل إدريس البصري . ونحو هذا الصدد، في عام 2008م تربعت على سطح الأحداث في المغرب عدة تجاوزات واعتداءات أثارت حفيظة الرأي العام الوطني، كان أبرزها إطلاق حسن اليعقوبي، زوج الأميرة لالة عائشة، عمة العاهل المغربي الملك محمد السادس، النار على شرطي المرور طارق محب في الشارع العام. و تعالت موجة الاستنكارات منددة بالتعاطي السلبي للسلطات المعنية، الأمنية والقضائية مع الحادث، وكذا بعدم قيام الشرطة القضائية والنيابة العامة بواجبهما في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالاستماع إلى المتهم، رغم خطورة الاعتداء واستعمال السلاح فيه. وقد كثر الجدل حول ظروف وملابسات هذه القضية نظرا لارتباطها بنفوذ “عمة الملك"، لدرجة وقفت أمامها جميع الأجهزة الرسمية القضائية والإدارية، عاجزة عن القيام بواجبها الوطني في إقرار الحق والانتصار له، الأمر الذي فتح قوسين عريضين حول تدخل هذه الأجهزة لحماية الموطنين العاديين من حماقات ذوي المراكز الحساسة في هرم الدولة والمقربين من القصر. وجدير بالإشارة أن خالات الملك أمينة وحفصة أمحزون أخوات لالة لطيفة حمو أرملة الراحل الحسن الثاني ووالدة الأميرات، لالة مريم، لالة أسماء، لالة حسناء، وأم الملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد. وتنحدر لالة لطيفة وأخواتها من منطقة زايان الأمازيغية بوسط المملكة المغربية، وهن بنات أحد كبار شيوخ قبيلة زايان، والمعروف أن لطيفة أخت أمينة وحفصة ولدت باسم “فاطمة حمو" لكنها دُعيت لطيفة تجنبا للخلط مع الزوجة الأولى للراحل الحسن الثاني وهي لالة فاطمة بنت القائد أمهروق. ومعلوم أن عائلة لالة لطيفة، معروفة ب"عائلة أمحزون" التي يتمركز أفرادها بمنطقة الأطلس المتوسط، وتحديدا بعروس الأطلس مدينة خنيفرة.