حذرت وكالة أوكسفام للمساعدات الدولية من المخاطر الصحية التي تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان والأردن مع اقتراب موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وحثت الدول المانحة على "توفير المآوي، والمياه النظيفة، والصرف الصحي المناسب للاجئين". وذكرت الوكالة في بيان نشرته الأحد أن الشرائح الأكثر ضعفاً، مثل الشيوخ والنساء والأطفال يواجهون بالفعل مخاطر صحية حقيقية بسبب نقص المأوي والمياه والصرف الصحي، مشددة على ضرورة التعامل مع المخاطر الصحية "بشكل فوري في ظل استمرار تدفق اللاجئين على الأردن ولبنان". وتشير آخر تقارير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين في لبنان والأردن بلغ الأسبوع الماضي 479457 و 473587 على الترتيب، في وقت تتوقع المنظمات الدولية استمرار تدفق اللاجئين على الدول المجاورة مع غياب أي حل للأزمة السورية المستمرة منذ نحو عامين. وشددت أوكسفام على أن "المخاطر الصحية يجب التعامل معها بشكل فوري، في ظل استمرار تدفق اللاجئين على الأردن ولبنان، خاصة مع ازدياد الإصابة بالأمراض المرتبطة بالصحة العامة مثل الاسهال والأمراض الجلدية، والتي تم تسجيل إصابات بها في المجتمعات المضيفة وأماكن الإيواء المؤقتة". وكشف البيان أن وزارة الصحة اللبنانية قالت إنها رصدت أكثر من 100 حالة إصابة بالليشمانيا، المعروفة أيضا بحبة حلب، مضيفا أن "البثور الناجمة عن هذا المرض إذا ما تركت بدون علاج، قد تتحول إلى جروح تصل إلى عدة سنتيمترات وتخرج منها إفرازات تنتج الإصابة بهذا المرض عن انتقال طفيل وحيد الخلية إلى الإنسان عن طريق ذبابة الرمل". وقال منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي في أوكسفام، ريك باور، إن "خلال أشهر الصيف الجافة القادمة، نحتاج إلى تقليص المخاطر، والذي يبدأ بتوفير مآو مناسبة للاجئين، فإيجارات المساكن المرتفعة في الأردن ولبنان تدفع الآلاف من اللاجئين إلى العيش والمبيت في أماكن مكتظة، سيئة النظافة، لا تتمتع سوى بالقليل من الخصوصية". وطالب بارو في البيان "بتوفير التمويل المناسب لجهود المساعدات، مع التركيز على توفير أماكن سكن محترمة وبأسعار معقولة للاجئين، يستطيعون العيش فيها بكرامة، تلك هي الأولوية رقم واحد بالنسبة للاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء". وبحسب البيان، فإن "أوكسفام تستهدف توفير نحو 53,4 مليون دولار خلال السنة القادمة"، مشيرة إلى أن "نداءها لم يتلق حتى الآن سوى 23% أي 10,6 مليون دولار من المبلغ المطلوب" من أجل "توفير المآوي، والمياه النظيفة، والصرف الصحي المناسب للاجئين". وكانت أوكسفام دعت في 30 أبريل الماضي مجلس الأمن الدولي إلى استخدام نفوذه من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا، مؤكدة أن العالم على وشك أن "يخذل" الشعب السوري الذي هو بأمس الحاجة للمساعدة. وسبق للأردن ولبنان أن طالبا مجلس الأمن الدولي البحث في مشكلة اللاجئين السوريين.. جدير بالذكر أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قالت إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في دول الجوار وصل 5. 1 مليون، ومن المتوقع أن يتضاعف إلى ثلاثة ملايين بنهاية العام الجاري.